الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السركال.. «المشهد الأخير»

السركال.. «المشهد الأخير»
30 ابريل 2016 22:34
أبوظبي(الاتحاد) كثيرة هي المشاهد والصور في ألبوم رجل يحمل وراء ظهره مسيرة تمتد لأكثر من 30 عاما في كل مواقع اتحاد الكرة ونادي الشباب. انتصارات وانكسارات، دموع وأفراح، قرارات وتحديات، ألقاب وإخفاقات، عواصف وهزات. في ألبوم الرجل أهم إنجازاتنا الكروية في السنوات الأخيرة، لندن 2012، خليجي 2007، خليجي 2013، وبرونزية آسيا 2015. ووسط زحام كل هذه المشاهد والصور وهي تمر في رأسه كشريط سينمائي بعد إعلان النتيجة بالأمس، من الصعب أن ينسى يوسف السركال كل تفاصيل المشهد الأخير. الخسارة التي مني بها السركال أمس أمام مروان بن غليطة الذي حصد 19 صوتا مقابل 15 صوتا، تعتبر «الضربة الأثقل» التي تلقاها، وربما لا تقل ثقلا عن خسارته التي مني بها في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والتي أيضا كان قد خسرها أمام الشيخ سلمان بن إبراهيم. بالأمس كتبت أندية الجمعية العمومية، مشهد الوداع الأخير، ليوسف السركال، بعد رحلة عطاء مع الكرة الإماراتية، شئنا أم أبينا، ولكنها كانت مليئة بالعديد من الإنجازات والنجاحات، كما كانت تشهد بعض الأخطاء والسلبيات. لكن يبقى السؤال الذي كان منتشرا بقوة في الساحة الرياضية أمس هو، لماذا وكيف خسر يوسف السركال سباق الرئاسة رغم كل تاريخه وخبراته؟! في الحقيقة هناك أكثر من خطأ وراء تلك النهاية الدرامية للرئيس السابق لاتحاد الكرة. أول تلك الأخطاء، كانت عدم استغلال لجنة شؤون الأندية، لتسويق نفسه مع أندية الأولى، والتي خصص لها ما يقارب الـ18 مليون درهم في السنوات الأربع مدة دورته الانتخابية، من حيث تعيين مدربين ومد الأندية بأمور لوجستية وغيرها، بالإضافة إصرار السركال على عدم الزج باتحاد الكرة في حل مشكلات أندية الدرجة الأولى، والسعي لإعادة الأندية المنسحبة، وكان تصريحه الأخير بأن الاتحاد ليس مسؤولاعن الإنفاق على أندية الأولى، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في تعامل أغلب الأندية بالدرجة الأولى مع ترشحه. ثاني الأخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها السركال، كانت بالإعلان عن زيادة قيمة دعم الأندية بالدرجة الأولى لـ35 مليون درهم، رافضا أن يوجه ذلك المبلغ من أصل الميزانية، كما سبق وأعلن ابن غليطة، ولكنه تحدث عن جمع هذا المبلغ من خلال اتفاقيات تسويقية يسعى لإبرامها، وهو ما اعتبرته الأندية وعودا لا يمكن أن تثق بها. ثالث الأخطاء القاتلة هو عدم اهتمامه بقيادة حملته الانتخابية، وتشكيل فريق عمل قوي والقيام بجولات مكوكية بشكل متتال والاستماع لبعض من نصحوه بضرورة تعديل قائمته والابتعاد عن بعض الأسماء التي كان يتمسك بوجودها في المجلس الجديد. فيما كانت رابع تلك الأخطاء، في أنه قرر «متأخرا» خوض السباق الانتخابي، حيث كان يتعامل مع رئاسة الاتحاد على أنها الدورة الأخيرة بالنسبة له، ولكن قرار إعادة ترشحه من جديد جاء في آخر 4 أشهر تقريبا، وبالتالي لم يستغل فرصا عدة كانت متاحة في السنوات الأخيرة لزيادة التقارب والتفاهم والانسجام مع أندية الأولى. أما الخطأ الخامس الذي استغله منافسه ابن غليطة، فهو كثرة وقوع لجان الاتحاد في أخطاء بعضها كان فادحا، وآخرها أزمة قيد خميس إسماعيل لاعب الأهلي، ثم الخروج من تصفيات التأهل لأولمبياد البرازيل، والمشكلات القانونية التي ظهرت على السطح خلال دورته التي انتهت أمس، وأبرزها أزمة خصم نقاط الشعب، ثم أزمة فتح باب القيد قبل عامين. الخطأ السادس للرئيس السابق، كان في الثقة المفرطة بالفوز وعدم تقديره الصحيح لمنافسه ابن غليطة، وهو خطأ كان أيضا قد وقع فيه خلال انتخابات الاتحاد الآسيوي قبل الأخيرة، كما كان يثق السركال بشكل مفرط، ببعض من أكدوا له أن لديه ما يقارب الـ20 صوتا انتخابيا، وذلك حتى صباح يوم أمس وقبل عملية الاقتراع، ليكتشف أن كل ما كانوا يملكونه له هو الـ15 صوتا التي حصدها في الصندوق. فيما كان الخطأ السابع، هو عدم الاستفادة من درس الانتخابات الآسيوية، التي خسرها بفارق أصوات هائل أمام الشيخ سلمان، حيث كان لزاما عليه أن يرحل في تلك الانتخابات عندما اكتشف أن فرصته ضئيلة، وكان أيضا لزاما عليه أن يرحل عندما ترشح ابن غليطة وظهر أن هناك دعما ومساندة هائلة يتلقاها، لاسيما في ظل وجود قيادات رياضية بعينها، تقف أمام ترشحه لفترة ولاية ثانية، وقدمت كل الدعم والتسهيلات للمرشح المنافس. الخطأ الثامن كان في المبالغة في الدفاع عن أخطاء التحكيم، ورفض توجيه الانتقاد للحكام، وكان تصريحه بأن من يرد لعبة بلا أخطاء تحكيمية، فعليه أن يبحث عن لعبه أخرى غير كرة القدم، أحد أسباب العداء الذي تم استغلاله ضده مع بعض الأندية. اعتزال نهائي من جانبه رفض يوسف السركال وصف خسارته أمام ابن غليطة، بأنها جاءت نتيجة تراجع بعض الأندية عن التصويت له قبل دقائق من العملية الانتخابية، ولكنها تحولت لابن غليطة أمام الصندوق، وشدد على أنه يشكر جميع الأندية سواء التي اختارته أو اختارت ابن غليطة، وأشار إلى أنه قدم الكثير لكرة الإمارات، وليس نادما على أي مرحلة من حياته العملية، ولكنه في ذات الوقت، قرر إعلان اعتزاله نهائيا العمل الرياضي، حيث سيخرج في رحلة استجمام لـ10 أيام في أوروبا، قبل العودة من جديد لبدء فصل جديد في مسيرته، ولكن في مرحلة ما بعد الانتخابات، عبر العودة للتركيز في أعماله الخاصة. وعن رأيه فيما حدث وما إذا كان توقعه قال: «كان توقع الخسارة قائما كما هو توقع الفوز، الأمر سواء بالنسبة لي، لأن هذه لعبة الانتخابات» وفيما يتعلق بأبرز الرسائل التي يوجهها لابن غليطة، لاسيما وأن الأخير ينوي توجيه 25 مليون درهم، من ميزانيته لأندية الأولى قال: «لن أتدخل الآن في هذا الأمر، ابن غليطه حر في قراراته، لكن ما أتمناه هو أن يحافظ على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات، وأن يعزز مفهوم العمل المؤسسي ويهتم بالتخصص، وبمنح صلاحيات للجميع، كما أتمنى أن يهتم بتطوير أكاديمية اتحاد الكرة، التي كانت أحد أبرز إنجازات المجلس الحالي، من حيث منح الإداريين رخصا احترافية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©