ازدهار صناعة خطوط أنابيب النفط

مصنع إنتاج الأنابيب الفولاذية في بورتلاند بولاية أوريجون الأميركية الذي تملكه شركة ''ايفراس تثاني'' أكبر شركة روسية منتجة للفولاذ، يعاني من عدم القدرة على تلبية الطلب· وهو الأمر الذي يكشف القدرة التي يمضي بها برنامج الإنشاءات العالمي لخطوط أنابيب الطاقة مدفوعاً بالطلب المتنامي على النفط والغاز خاصة من الاقتصادات الناشئة إلى جانب المخاوف المتزايدة بشأن أمن الإمدادات في دول مثل الولايات المتحدة الأميركية· ففي الأسبوع الماضي صادقت شركتا كونوكو فيليبس وبريتش بيروليوم الأكبر في العالم في مجال الطاقة على مشروع بقيمة 25 مليار دولار يهدف لنقل الغاز من آلاسكا إلى كندا، بالإضافة إلى 48 ولاية أميركية أخرى، وهذا المشروع الضخم الذي يتضمن محطات جديدة لمعالجة الغاز في آلاسكا سوف يصبح أكبر مشروع للإنشاء ينفذه القطاع الخاص في أميركا الشمالية، إذ يقول بول فيفيان المنسق في شركة بريستون ببليشينج المعنية بالاستشارات في صناعة الفولاذ في أميركا: ''إن ما نشهده الآن يعتبر الازدهار العالمي الأكبر من نوعه في الطلب على أنابيب الفولاذ منذ فترة لا تقل عن 40 عاماً مضت· ولكن النشاط المحموم في بناء خطوط الأنابيب وصناعة الأنابيب الفولاذية التي تستقر داخل هذه الخطوط أصبح من المرجح أن يستمر لسنوات عديدة قادمة، بحيث لا تؤثر فيه المخاوف المتعلقة بحالة الاقتصاد العالمي والتي أشعلتها الاضطرابات التي لازمت أسواق الائتمان مؤخراً· ولقد سلطت شركة ايفراس الأضواء بشدة على هذا الاهتمام والنشاط في هذا المجال الشهر الماضي عندما أقدمت على دفع مبلغ 2,3 مليار دولار لتملك شركة (اس اس ايه بي) السويدية المتخصصة في إنتاج الأنابيب الكبيرة الأحجام بما في ذلك جميع عملياتها في أميركا وكندا· وهذه المصانع والمصاهر التي اشترتها شركة ايفراس سوف تتكامل مع مصنعين يعملان في أميركا الشمالية وتمتلكهما أصلاً هذه الشركة الروسية، وأحد هذين المصنعين هو الموجود حالياً في بورتلاند، وكان قد تم شراؤه إلى جانب مصنع للأنابيب في كندا في صفقة تم التوصل إليها أوائل العام ·2006 إلا أن الصفقة الأخيرة سوف تجعل الشركة الروسية ضمن قائمة أكبر سبع شركات في العالم مصنعة للأنابيب من هذا النوع· وتعتبر شركة سالزجيتر الألمانية المزود الأكبر في العالم لهذه الأنابيب، وهي تعول على شركة يوروبايب الألمانية الأخرى في زيادة إنتاجها وعملياتها والتي تمتلك فيها شركة سالزجيتر حصة بمقدار 50 في المئة· وتتضمن قائمة أكبر شركات مصنعة للأنابيب أيضاً ثلاث شركات يابانية مصنعة للفولاذ، وهي شركات ''جيه اف ئي'' وشركة سوميتومو، بالإضافة إلى شركة نيبون ستيل، وتدخل ضمن القائمة أيضاً ثلاث شركات هندية: شركة ويلسبن، وشركة ''بي اس ال''، بالإضافة إلى شركة ''جيه اس دبليو''، وجميعها إما تدير مصانع في الولايات المتحدة الأميركية أو تتجه لفتح مصانع لها في الخارج من أجل استغلال الازدهار الذي تشهده خطوط الأنابيب مؤخراً· ويقدر خبراء الصناعة أن الفترة حتى عام 2013 سوف تشهد انفاق مبلغ يصل إلى 400 مليار دولار على خطوط أنابيب الطاقة في جميع أنحاء العالم والتي سوف تمتد لمسافة إجمالية بمقدار 200 ألف كيلومتر تقريباً معظمها ينطوي على الأنابيب الكبيرة الحجم والقطر المصنوعة من الفولاذ· ويشار إلى أن النشاط الخاص بإنتاج هذه الأنابيب يتطلب درجة عالية من التقدم الفني لا يتعلق فقط بعمليات اللحام، وإنما أيضاً بنوعية الفولاذ نفسه، إذ إن الفولاذ يتعين إنتاجه بطريقة معينة تسمح له بالصمود أمام الضغوط العالية التي يواجهها في باطن الأرض أو في أعماق البحار والمحيطات، وحيث يتمكن أيضاً من مقاومة آثار الصدأ والتآكل الناجمة من المواد الكيميائية التي يحتوي عليها عادة الغاز أو النفط· وفي العام الماضي تم بيع 14 مليون طن من أنابيب الفولاذ التي يزيد حجمها على قطر 50 سم في جميع أنحاء العالم أي بزيادة بنسبة 30 في المئة، مما تم بيعه في عام 2003 وفقاً لتقديرات الصناعة، والآن فإن سعر الطن يتراوح ما بين 1500 و2000 دولار حسب جودة نوع الأنبوب مقارنة بسعر 1000 دولار للطن قبل عامين من الآن· نقلاً عن انترناشيونال هيرالد تريبيون