عاد سعر النفط للارتفاع أمس وسط مؤشرات على قدرة الاقتصاد العالمي على تجاوز الأزمة المالية، وارتفاع الطلب في الصين ومشكلات مصافي أميركا وتعطل الإنتاج في نيجيريا. في الوقت نفسه توقعت مصادر ألا يدخل وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أي تغيير على المستويات المستهدفة للإنتاج في اجتماعهم الخميس المقبل في فيينا.
وتخطى سعر النفط أمس حاجز الـ 61 دولاراً للبرميل، وبحلول الساعة 11.46 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 52 سنتاً إلى 61.57 دولار للبرميل. وكان قد سجل أعلى مستوياته في ستة أشهر عند 62.26 دولار الأسبوع الماضي. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 52 سنتاً إلى 60.55 دولار للبرميل. وانتعش سعر النفط من أدنى مستوياته في خمس سنوات دون 33 دولاراً للبرميل في ديسمبر الماضي بعد انخفاضه من أعلى مستوياته فوق 147 دولاراً للبرميل في يوليو 2008. وقال بنك جولدمان ساكس في مذكرة بحثية «صدمت سوق النفط بتعطل الإنتاج في نيجيريا ومشكلات في مصاف أميركية وقوة سوق البنزين». وأضاف أن حرائق مصاف في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم أثرت كذلك على الأسواق. وجاءت زيادة الطلب من الصين ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم. حيث أظهرت بيانات أمس أن الطلب الضمني على النفط في الصين ارتفع بنسبة 3.9 بالمئة في أبريل الماضي عن مستواه قبل عام وهو أول ارتفاع كبير منذ أكتوبر 2008. ويترقب المستثمرون اجتماع (أوبك) الأسبوع الحالي لمراجعة مستويات الإنتاج. ومن المتوقع أن تبقي أوبك على مستويات إنتاجها الرسمية دون تغيير مع ارتفاع الأسعار الذي حد من الضغوط على الميزانيات ومع ظهور دلائل على انتعاش اقتصادي في العام المقبل. وقال مصدر خليجي رفيع المستوى إن المنظمة ستبقي على المستويات المستهدفة الراهنة لكن ستؤكد على ضرورة الالتزام الكامل بها. وأضاف المصدر «من غير المرجح أن تغير أوبك سقف إنتاجها. سيبقونه على ما هو عليه». وصرح سداد الحسيني المسؤول الكبير السابق بشركة النفط السعودية العملاقة «أرامكو» أن الاقتصاد وتحسن العلاقات بين أوبك والولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يزالان عاملين حاسمين. وأضاف «لن تسعى أوبك للإضرار بتلك العلاقات. وبالاقتصاد العالمي بخفض الإمدادات». وقدر أحدث تقرير لأوبك مستوى الالتزام بالتخفيضات عند 77 بالمئة. وعدلت أوبك المستويات المستهدفة للإمدادات في ديسمبر عندما خفضتها بمقدار قياسي بلغ 2.2 مليون برميل يومياً فيما كانت تسارع لمجاراة الانخفاض في الطلب على الوقود بسبب الركود الاقتصادي.
عدد اليوم
