الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في مواجهة «داعش».. «مولينبيك» تفتقــــــــــــــر إلى التعليم وتكافؤ الفرص

في مواجهة «داعش».. «مولينبيك» تفتقــــــــــــــر إلى التعليم وتكافؤ الفرص
24 مارس 2017 00:59
بروكسل (د ب أ) ذاع صيت مدينة «مولينبيك» البلجيكية في أعقاب وقوع هجومين إرهابيين في أوروبا، أولهما في باريس في نوفمبر 2015، والثاني بعد أربعة أشهر من الأول في بروكسل. وتبنى تنظيم «داعش» الاعتداءات على مطار «زافنتم» ومحطة قطارات «مالبيك» في العاصمة البلجيكية»، والتي أسفرت عن مقتل 32 شخصاً وإصابة نحو 230، فيما دمرت حياة المئات من أحبائهم. وبعدما تم التوصل لوجود صلة بين منفذي الهجومين والجزء الغربي من المدينة، الذي أصبح حياً سيئ السمعة الآن، بدأت فترة محاسبة للنفس في السياسة البلجيكية من أجل فهم كيف أصبح «مولينبيك» «مأوى للإرهابيين»، مثلما وصفه أحد النواب البلجيكيين. وبعد عام من وقوع أعنف الهجمات الإرهابية في تاريخ بلجيكا، يحذر المراقبون من عدم الاستفادة بعد من الدروس. وقال جوان ليمان، البالغ من العمر 70 عاماً، وهو أكاديمي يعيش في «مولينبيك» منذ العام 1981، ويترأس المركز الإقليمي للأقليات هناك: «أشعر بأنني تعرضت للخداع نوعاً ما، فالأمر الأول الذي كان يجب علاجه هنا هو التعليم وتكافؤ الفرص». وأضاف «ليمان»، الذي رصد الأحداث التي شهدها الحي خلال فترة طويلة من الزمن: «الكل يعلم بوجود مشكلة كبيرة بالنسبة للتعليم هنا، ومع ذلك لم أسمع شيئاً عن ذلك من جانب الحكومة». ويركز «ليمان» في بحثه الأكاديمي على السياسات المتعلقة بالدين، والهجرة، والاندماج. وعمل أيضاً لدى الحكومة الاتحادية لفترة من الزمن، وكان يركز على سياسات الهجرة وتكافؤ الفرص. ويقول «ليمان» : طوال عقود تجاهلت الحكومة البلجيكية ما يحدث من تطورات في حي «مولينبيك»، حتى عندما كان تنظيم «داعش» يقوم بتجنيد أشخاص بالفعل للقتال في سوريا والعراق. وأضاف: «عندما بدأت عمليات التجنيد في العام 2012، كانت (مولينبيك) قد أصبحت فعلاً مكاناً لتجمع أنماط مختلفة من نفوذ الإرهابيين منذ التسعينيات». وأوضح: «كانت هناك عملية تجنيد استراتيجية وناجحة للغاية يقوم بها داعش هنا، فقد كانوا يبحثون بوضوح تماماً عن المجرمين غير الناجحين وتجار المخدرات، الأشخاص الذين يعرفون كيف يحصلون على السلاح وكيف يختبئون». وتابع: «كانوا يبحثون عن الشباب الذي يصنفون على أنهم أصحاب عقلية فاشلة». وعقب التفجيرات في باريس وبروكسل، تعرضت السلطات البلجيكية لانتقادات قوية بسبب افتقارها إلى توجه لمواجهة مشكلة الإرهاب النابع من الداخل. وردت السلطات على ذلك بتبني إجراءات تسهل من عملية احتجاز الإرهابيين المشتبه بهم بصورة وقائية، وتغليظ العقوبات بحق المحرضين على الإرهاب وعزل جميع المجرمين الذين لهم صلة بالإرهاب لمدة تصل إلى 23 ساعة يومياً. ومثل «ليمان»، أعرب «بيتر فان أوستاين»، الأكاديمي في جامعة «لوفان»، الذي يرصد عملية تجنيد الجماعات الإرهابية مثل تنظيم «داعش» للمقاتلين الأجانب البلجيكيين، عن عدم اقتناعه بأن هذه الإجراءات كافية لحل المشكلة. ويقول «أوستين»: «إن معظم الإجراءات ذات طبيعة قمعية، وبوجه عام، يجب تبني توجه طويل المدى يشمل الاستثمار في الإسكان وتطهير الحي ويشمل التعليم وسياسة الاندماج». وأضاف: «البلجيكيون الذين ينضمون لتنظيم داعش يتحدثون عن العزلة الاجتماعية، وحظر الحجاب، والافتقار للوظائف، والشعور كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة». وتابع: «يبدو أن هناك شعوراً سائداً بعدم الانتماء لأي مكان». وفي الوقت الذي أسرعت الحكومة البلجيكية وإدارة «مولينبيك» لإدانة الحي، لكن مع البطء في التوصل لتوجه أكثر هيكلية، قرر إبراهيم قصاري، البالغ من العمر 35 عاماً، الذي ولد في «مولينبيك»، ويعمل في مجال التكنولوجيا الاهتمام به.وأفاد «قصاري» أنه كان يشعر بالغضب إزاء الشعور بعدم الانتماء فعلياً إلى بلجيكا، وليس إلى مسقط رأس والديه المغرب. فقد ترك المدرسة عندما كان يبلغ من العمر 13 عاماً. وبعد بضعة أيام، تمكن من تغيير حياته من خلال تعليم نفسه كيفية التعامل مع التكنولوجيا، ثم نجح في إطلاق شركته الخاصة. وقال «نصيحتي لصناع القرار هي أن يكونوا مبدعين، وإلا فإن الخطر متمثل في أنه عندما يعود مقاتلو داعش البلجيكيون إلى هنا، سيتمكنون من استغلال الإحباط والافتقار لتوجه إيجابي ويستمرون في تجنيد المزيد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©