الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جروح أطفال الموصل تعكس وجه الحرب وتتجاوز الرعب

جروح أطفال الموصل تعكس وجه الحرب وتتجاوز الرعب
24 مارس 2017 01:00
برطلة (رويترز) ازداد سيل المشوهين والمصابين إلى المستشفى الميداني للطوارئ، القائم على مسافة 20 كيلومتراً شرق الموصل، مع اقتراب معركة التحرير من الأحياء التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي في الشطر الغربي من المدينة، حيث يعتقد أن أكثر من نصف مليون مدني محاصرون. ويحارب مقاتلو التنظيم الإرهابي باستخدام مدافع المورتر والأسلحة النارية والسيارات الملغومة، وفي كثير من الأحيان يختبئون بين المدنيين في بيوت تمتلئ بساكنيها في شوارع ضيقة. وبينما كان صبي عراقي، في التاسعة من عمره، يلعب كرة القدم في أرض خراب خلال فترة هدوء في معركة الموصل، سقطت قذيفة «مورتر» أطلقها مقاتلو تنظيم «داعش» بالقرب منه، فأسفر انفجار القذيفة عن انتشار الشظايا في الجزء الأسفل من ساقيه. وأسرعت سيارة الإسعاف بالطفل إلى المستشفى الميداني للطوارئ، فأدخله الأطباء إلى غرفة العمليات خلال الليل وبتروا قدميه. ويرقد الصبي مخدراً الآن في سريره في وحدة العناية المركزة، المقامة في خيمة، ممسكاً بكرة مطاطية، بينما راحت الممرضة «كريس» المتطوعة من كاليفورنيا تربت على خده، وتغني له أغنية خفيفة حتى ينام. وقالت «كريس»: «إنه لا يدرك على الأرجح حتى الآن أنه فقد قدميه». وسقط آلاف المصابين في صفوف المدنيين في الموصل خلال الهجوم الذي بدأته قبل خمسة أشهر القوات الحكومية لإخراج مقاتلي «داعش» من معقلهم الرئيس في العراق. وقال مدير المستشفى «بول أوستين»، الجراح القادم من هيوستون في الولايات المتحدة: «إن الجروح التي نراها هنا هي وجه الحرب، وجوه الأطفال والأمهات، وهي تتجاوز الرعب، وهي حالة من فقدان الإحساس». وتعرضت المنطقة للقصف في الضربات الجوية وبنيران المدفعية من القوات العراقية وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقد عالج هذا المستشفى المتنقل أكثر من ألف مريض، كثيرون منهم من النساء والأطفال، منذ افتتاحه في أوائل يناير الماضي. وقال عاملون في المستشفى: «إن الجروح تمثلت في إصابات بالشظايا، وإصابات في تفجيرات، وسقوط قنابل من طائرات بلا طيار، وكذلك إصابات بالرصاص، بما في ذلك نيران القناصة الذين يتعمدون استهداف المدنيين». وخلال النهار يمكن سماع ضجيج المعركة من الموصل عن بعد، فيما يشير إلى وصول مزيد من الإصابات قريباً. وأوضح «أوستين» أن عدد المصابين الواصلين إلى المستشفى الليلة الماضية كان كبيراً. وكان أحد الرجال موجوداً في المستشفى، بعد أن ظل محاصراً وسط الركام ثلاثة أيام. وأصيب طفل عمره 12 عاماً بشلل في النصف الأسفل من جسمه، بعد أن مزقت شظية بطنه. وكانت طفلة عمرها ست سنوات بكتلة كثيفة من الشعر فوق رأسها ترقد بعينين لامعتين، وجرح عميق في ساقها. وقبل افتتاح المستشفى كان الجرحى ينقلون في كثير من الأحيان إلى أربيل، على مسافة ساعة أو ساعتين بالسيارة حسب أحوال الطريق. وكان البعض يموت قبل أن يصل إلى المستشفى. وتدير هذا المستشفى المتنقل جماعة «ساماريتان بيرس» الخيرية الأميركية، مع وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية، وقد نقل من «نورث كارولينا»، وأقيم في سهول نينوى بالقرب من برطلة. وتضم خيام المستشفى وأكواخه غرفة للعزل الصحي، وغرفتين للعمليات الجراحية، ووحدة للرعاية المركزة تضم أحدث المعدات الطبية وعنابر للاستشفاء. وكل الأطباء والممرضات، وغيرهم من العاملين في المستشفى، متطوعون من الولايات المتحدة في الأساس. ويؤدي العاملون العراقيون دور الترجمة بين الأطباء والمرضى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©