الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السودان والأزمة المالية

23 مايو 2009 00:23
عندما تكشفت أبعاد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في الربع الأخير من العام الماضي، قال كبار المسؤولين في حكومة السودان عن شؤون المال والاقتصاد إنه لا خوف على السودان من آثار تلك الأزمة، لأسباب متعددة منها أنه يعمل بنظام ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي، ومنها كذلك أن العقوبات الأميركية المفروضة على السودان منذ بضع سنوات أضعفت إلى حد ما علاقاته الاقتصادية والمالية بالعالم الغربي. لكن بعد مرور هذه الفترة من عمر الأزمة، اتضح أنه لا أحد يمكن أن يفلت من آثارها، بمن في ذلك السودان. وقد اعترف وزير المالية والاقتصاد الوطني بهذه الحقيقة مؤخراً، وقال إن نتائج الأزمة كانت أسوأ من التوقعات، وإن الحكومة تحاول تخفيض آثار انخفاض أسعار البترول بإبداء حصافة أكثر في الإنفاق. ويذكر هنا أن معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي كان في العام الماضي يتراوح بين 8 و9 في المائة، وأنه ينخفض هذا العام إلى نحو ستة في المائة أو دون ذلك. ورغم انخفاض عائدات تصدير البترول، فإنها ما زالت تشكل أكثر من نصف الإيرادات في الميزانية العامة، ويجري الآن حساب بيع برميل البترول بحوالي 57 دولاراً. أما هذه الخسارة الناتجة عن تدني أسعار النفط، فتتم تغطيتها بالاعتماد أكثر على المنتجات الزراعية والحيوانية، ويتم التركيز على الأخيرة «الحيوانية» بشكل واضح. وقد أكد ذلك وزير المالية عندما قال إن السودان لديه أكبر موارد حيوانية في المنطقة، ومن شأن ذلك أن يجعله قادراً على توفير موارد نقدية كبيرة مقارنة ببقية البلدان المجاورة. ومهما يكن من أمر، ومهما كانت المحاولات والاجتهادات، فإن الالتفات لتوسيع ماعون الاستثمار في كل المجالات المتاحة يظل هو أهم السبل لحماية الاقتصاد السوداني ودعمه في مواجهة كل التحديات. وهنا نذكر بأن رصداً أعدته وكالة أنباء «رويترز» العالمية مؤخراً يتحدث عن أن المستثمر الأجنبي يتخوف من خمس قضايا في الواقع السوداني هي: (1) قضية أبيي والنزاع الساخن بين شريكي الحكم حول صاحب الحق فيها، (2) الصراع القبلي المستعر في بعض مناطق الجنوب، وأهمها منطقة أعالي النيل، (3) الاحتراب في دارفور، (4) آثار الأزمة الاقتصادية الراهنة، (5) آثار العقوبات الاقتصادية المفروضة علي السودان. ورغم أن رصد وكالة «رويترز» هذا سليم، فإن المستثمر الذي تخيفه هذه الحقائق هو المستثمر غير العربي، أما المستثمر العربي فهو أقل تأثراً بهذا الواقع، والدليل على ذلك أن الاستثمار العربي في المجال الزراعي ما زال متواصلاً بوتيرة معقولة. وأخيراً، قال وزير الدولة بوزارة الزراعة إن الاستثمار الزراعي من الدول العربية في السودان سيمثل ما نسبته 50 من إجمالي الاستثمار في السودان اعتباراً من السنة المقبلة 2010. لقد تأثر السودان، لا شك في ذلك، بالأزمة المالية العالمية التي طالت الكبار والصغار ولكن بالمقارنة مع واقع كثير من الدول الأفريقية، يبدو أن حال السودان لا بأس به. من ذلك ما أعلنه بنك التنمية الأفريقي مؤخراً من أن معدل النمو الاقتصادي في أفريقيا سينخفض في هذا العام إلى 2.3% بعد أن كانت التقديرات السابقة تتحدث عن 2.8%. وقال رئيس البنك إن دخل الفرد في أفريقيا سيهبط هذا العام لأول مرة منذ 15 عاماً، وإن الأزمة العالمية ستؤثر على الدول الأفريقية الغنية بالنفط والمعادن، كما ستؤثر حتى على الدول التي تعتمد على الحاصلات الزراعية. وفي انتظار نهايات للأزمة، ولو بعد حين، سيظل السودان يحاول ويجتهد في تحسين حصيلة صادراته وتقليل تكاليف وارداته. محجـوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©