4 فنانين يروون قصصهم باللون والتكوينات الفنية في دبي

يقام في دبي حالياً معرض تشكيلي بعنوان “قصص لم تُرْوَ.. أربعة فنانين من أربع مناطق”، حيث يشارك فيه من الإمارات الفنانة الدكتورة نجاة مكي، ومن البحرين هالة الخليفة، ومن سوريا هاسكو هاسكو، ومن قطر سلمان المالك، ويستمر المعرض حتى الرابع عشر من الشهر المقبل. في هذا المعرض المقام في “آرت لونج غاليري” تلخص الفنانة الدكتورة نجاة مكي قصتها في ثلاث لوحات تمثل جزءاً من تجربتها الأخيرة التي تركز على الأجساد الطولانية والخطوط العرضية، مستخدمة اللون في أعلى درجات حرارته في الغالب، خصوصا عند استحضار المرأة في صور مختلفة، وتصورها في درجات من رمزيتها العميقة في اللوحة، كما أن أعمال الدكتورة مكي تعكس على نحو ما بيئتها المحيطة بها من طبيعة وبيوت وأحياء قديمة. وبهذا فهي تتابع تعميق تجربتها وتجريبها على مستوى اللون والتكوين، في مسعى دؤوب للتعبير عن تصورات ورؤى معينة ولكن بلغة فنية عالية التجريد، وذلك ضمن مبدأ تجريدي يرتكز على الألوان والفراغات والشخصيات الرمزية التي تسلط الضوء بشكل خاص على أثر الحياة العصرية على بيئتنا الطبيعية. وفي أعمال السوري هاسكو هاسكو المولود في شمال شرق سوريا، نجد تركيزا على البيئة والطبيعة بشكل خاص، حيث الحقول الممتدة والكائنات من البشر والحيوانات بتكوينات غير واضحة تماما، وبألوان هادئة، كما تظهر الوجوه بصورتها الغامضة أيضا. وفي أعماله الأربعة نجد ما يربطها على نحو يجعلها تعبر عن عالم الفنان وبيئته من جهة، وما يعبر عن رؤية واضحة لهذه البيئة الغنية بعناصرها ومفرداتها. وبهذا تبعث رسومات هاسكو الحياة في عناصر الطبيعة، وتبرز قدرته على تسجيل عظمة وروعة الطبيعة جمال طبيعة المنطقة المتمثلة في شمال شرق سوريا. ويشتغل الفنان القطري سلمان المالك في منطقة مختلفة، فهو يجمع بين اللوحة التشكيلية بألوانها ومكوناتها وبين روح الكاريكاتور والسخرية، فنقف على شخوص وكائنات بألوان يغلب عليها الأحمر الغامق والأزرق المائل إلى الكحلي، وتبرز روح السخرية في شكل الكائنات التي يتم تحويرها واللعب بصورتها لتخرج عن الصورة المألوفة. ويستوقف المشاهد عمل يصور الهدهد بصورة غريبة. كما تتداخل في عمله الخطوط والكلمات التي تعطي اللوحة مزيداً من التعبيرية، هذه التعبيرية القادمة من اشتغاله بفن الكاريكاتور أيضا، بحيث تجمع اللوحة هذه القدرة على التعبير والقدرة على الالتزام بتكوينات لونية جذابة. أما هالة الخليفة من البحرين، فتشتغل بألوان هادئة على تكوينات إنسانية تعبر عن مأساة الإنسان، ومع ذلك تبدو ألوان هالة نقيضا لتكويناتها، فهي تستخدم الألوان المعبرة عن الفرح والانفتاح على العالم، فثمة تشكيل يأخذ من الطبيعة ألوانها الحمراء وشمسها الصفراء. وفي أعمال أخرى تمزج الأخضر بالأسود، فتقدم تكوينا غريبا يسمح بالكثير من التأمل.