الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحلامنا على ورق.. وباهتمامكم تصبح حقيقة

أحلامنا على ورق.. وباهتمامكم تصبح حقيقة
2 مايو 2016 11:36
أزهار البياتي (الشارقة) تفاعل زوار مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الثامنة، مع ورشة «الكتاب الغني»، التي صنع الصغار خلالها كتباً تحمل نصوصهم ورسوماتهم. وشكلت الورشة دافعاً للأطفال ليكتبوا ويرسموا على الورق معبّرين عن مشاعرهم وأمنياتهم وأحلامهم، ومن ثم إرسال ما أبدعوه على شكل رسائل بألوان زاهية لآبائهم وأمهاتهم حتى تتحقق تلك الأحلام بالاهتمام والرعاية، وذلك ضمن فعاليات المهرجان التي اختتمت أمس في مركز «إكسبو الشارقة»، وتضمنت باقة من البرامج والأنشطة التي تجمع عناصر الترفيه والمتعة بالفائدة، رافعة من خلاله عبارة «تألق بها» كشعار ودعوة، تشجع على تبني ثقافة القراءة واعتمادها كنمط حضاري وأسلوب حياة. طموح وعن أهمية المهرجان، قال أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الكتاب في الشارقة: نرتقي بعالم الطفل وطموحاته من عام لعام، كوننا ندرك أن الاستثمار في الإنسان يعتبر من أهم الدلالات الحضارية على تقدم الأمم وثقافة شعوبها؛ ولأن الأجيال الجديدة من أبناءنا هم المحور والأساس الذي نبني عليه نهضتنا وخططنا المستقبلية، لذا ومن هذا المنطلق فإن مهرجان الشارقة القرائي يقوم بدور ريادي فاعل في المنطقة، محققا مقاييس عالمية لنواحي مستوى التنظيم، زخم البرامج، وتحقيق الأهداف، متطوراً من موسم لآخر وبشكل مطرد، بحيث يلبي متطلبات الطفل كافة، ويلتقي معه بالعديد من أفكاره، رغباته، وطموحاته، كما يؤكد حقيقة أن الكتاب يعد رافداً ثقافياً مثرياً لكل مجالات التربية والعلوم والمعارف الإنسانية، لما يقوم به من دور في تطوير الأفكار، اكتساب الخبرات، وترقية المدارك والملكات. ولفت إلى أهمية تعود الأطفال في مراحلهم العمرية المبكرة على عادة القراءة وشغف المطالعة، من خلال تحفيز فضولهم المعرفي وتشجيعهم على الاستزادة من روافد العلوم والآداب، يساهم بشكل فعّال في بناء شخصياتهم، تلوين حياتهم، وتنمية وعيهم الفكري والمهاري، مما يحولهم مع مرور الوقت، لأشخاص واعدين وأكثر ذكاء وخيالاً وطموحاً. تنوع ويصف الدكتور فرج الظفري مدى أهمية مهرجان الشارقة القرائي الـ 8، مشيراً إلى أن نسخة هذا العام كانت أكثر من رائعة، وضمت برامج دسمة وتنوعاً كبيراً، من خلال 1500 فعالية ونشاط في مهرجان يهتم بكافة تفاصيل إنتاج كتاب الطفل، من الغلاف والعنوان ومرورا بالمحتوى والمضمون وانتهاء بالرسومات المصاحبة للصفحات. وأعربت الرسامة السورية مارلين مخول عن انبهارها بكافة فعاليات القرائي لهذا الموسم، عن فخرها بتنظيم هذا الحدث الكبير، الذي يرتقي للعالمية، فلا يفتقر لأي تفصيل يتعلق بأدب الطفل وهواياته كافة، حيث الورش الفنية والمهارية والجلسات القرائية والندوات الثقافية، مع دور المسرح والحكواتي، بالإضافة إلى أنشطة فنون الظل وفقرات العلوم والابتكارات وغيرها الكثير، فيما أوضحت ولية الأمر نورة جاسم أهمية زيارة معارض الكتب والاطلاع على أحدث الإصدارات الأدبية. «كلمات» لتنمية المهارات الحياتية الشارقة (الاتحاد) زرع أطفال مهرجان الشارقة القرائي للطفل جملة من مشاعر المحبة والتسامح، الممزوجة بأحلامهم البريئة ومشاعرهم العفوية، في ركن «كلمات» التي نظمت ورشة تحت عنوان «سمات»، قدمتها عبير محمد أنور، وركزت فيها على تعزيز السمات الإيجابية لدى الأطفال، وتنمية مهاراتهم الحياتية، مثل الانفعالات، وتأكيد الذات، بالاعتماد على مجموعة من التدريبات السلوكية البسيطة. وتعلم الأطفال المشاركون في الورشة، كيفية الانتماء لجميع الأمور في حياتهم، ويركزون على النقاط الإيجابية، ويتجاهلون النقاط السلبية، وكيف يركزون أكثر على تفاصيل الحياة التي يمرون بها، ولماذا يجب عليهم أن يشكروا والديهم وعائلاتهم، ويشكروا الله على النعم كافة. وقالت عبير محمد أنور: «عندما يشعر الأطفال بالامتنان، فهم بذلك يزرعون أولى خطوات النجاح، وهي خطوة كبيرة ليصبحوا ناجحين بغض النظر عن مكان وجودهم وعن ظروف حياتهم، فهده قيم لا ترتبط بأحداث، فالطفل بحاجة إلى من يساعده في التعرف على أفضل الأشياء في حياته وكيف يكون ممتناً لها». وبينّت الورشة أن الأشخاص الإيجابيين هم القادرون على التخلص من الأحداث السلبية، وهذا يدل على أن روح الامتنان يمكن أن تساعدهم في التغلب على عقبات الحياة كافة، فعليهم أن يكونوا شاكرين لجميع الأشياء التي يمتلكونها دون النظر إلى ما يفقدون. أطفال إماراتيون يوقعون مؤلفاتهم الشارقة (الاتحاد) وقع عدد من المؤلفين الصغار مجموعة من مؤلفاتهم في ركن التواقيع بمهرجان الشارقة القرائي للطفل، وذلك لغرس حب القراءة فـي نفوس الأطفال، وتربيتهم عليها، حتى تصبح عادة يمارسونها ويستمتعون بها. ووقعت الطفلة الإماراتية بنه محمد آل علي التي تبلغ من العمر 9 أعوام قصتها «حمد والجراثيم» الفائزة بالمركز الأول في جائزة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة للقصص القصيرة 2015، والتي تناولت فيها قصة طفل يعيش في قرية على ضفة النهر، وكان عنيداً جداً ولا يسمع نصائح أمه لغسل يديه، وتبديل ملابسه المتسخة، ما أدى إلى تراكم جراثيم كثيرة على يديه، حيث انتقلت إلى أرجاء جسمه وأصبح مريضاً، وبعدها أدرك صحة كلام أمه وبأنه يجب أن يحرص على النظافة. فيما وقعت الطفلة الإماراتية خولة صالح جاني الفائزة بالمركز الثاني بجائزة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة للقصص القصيرة 2015، والبالغة من العمر 10 أعوام، قصتها «الغذاء الصحي هو حياتي»، والتي تتحدث عن طالب مدرسة نشيط يستيقظ يومياً لصلاة الفجر، ويقوم ببعض التمارين الرياضية الخفيفة قبل الذهاب إلى المدرسة، وكان له صديق سمين يحب الأكل كثيراً، وصار ينصحه إلى أن فقد جزءاً من وزنه وأصبح يلتزم بالعادات الصحية والمأكولات الغنية بالألياف والفيتامينات. وتهدف إدارة المهرجان من خلال احتضان الكُتاب الصغار وتوقيع كتبهم أمام الزوار، إلى فتح أبواب الثقافة والمعرفة أمامهم، ليستطيعوا الكتابة بشكل أفضل، كما أن توقيعهم لقصصهم أمام نظرائهم الأطفال يعطيهم قدرة أكبر على الاستمرار في التخيّل وبعد النظر لكتابة القصص الجميلة، وينمي تفكيرهم السليم، ويعزز ثقتهم بأنفسهم، ويرفع مستوى الفهم لديهم ليصبحوا أفراداً فاعلين في المستقبل. ندوة ثقافية: ترجمة الكتب العربية طريق العالمية الشارقة (الاتحاد) أكد أدباء ومتخصصون في شؤون أدب وثقافة ومسرح الطفل أهمية العمل على قيام مؤسسات وطنية «فكرية ثقافية بحثية» فاعلة تأخذ على عاتقها مهمة طباعة وترجمة وتوزيع الكتب الموجهة للطفل لضمان انتشار متميز لهذه الكتب خارج المنطقة العربية، ودعمها على مستوى يتناسب مع تداوله على نطاق واسع. جاء ذلك خلال ندوة «كتاب الطفل، تحديات الإنتاج والتداول» التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل 2016 في قاعة ملتقى الأدب، وذلك بمشاركة الدكتورة صباح عيسوي، والكاتبة الألمانية كريستينا فرنانديز، وأدارت الندوة الأديبة الإماراتية الهنوف محمد بحضور عدد من متخصصين وكتاب أدب ومسرح الطفل، وجانب من الإعلاميين وضيوف المهرجان. وبينت الدكتورة صباح عيسوي في حديثها أن أبرز التحديات التي تواجه صناعة كتاب الطفل تتمثل في 3 مجالات، أولها: طبيعة إنتاج الكتاب نفسه، من حيث التصميم، ورسوم الكتاب، والطباعة، والمجال الثاني فهم المجتمع لطبيعة الإنتاج وأهمية حضور الكتاب في حياة أبنائهم، والتفكير الجدي بحاجة الأسرة إلى الكتاب بقدر حاجتها إلى المستلزمات الضرورية الأخرى من طعام وشراب، والمجال الأخير هو اختلاف الرؤى بين المؤلف والناشر وما يترتب عليه. كما بينت الكاتبة الألمانية كرستينا فرنانديز أن المشكلات التي تثار مع دور النشر شكلت التحدي الأكبر أمام انتشار الكتب، لذلك، فكر الكثير من كتاب أدب الطفل بنشر كتبهم من خلال تكوين دور نشر صغيرة، يستطيعون بموجبها التحكم بنوعية الإنتاج، إضافة إلى - وهو الجانب الأهم - التحكم بالمحتوى وعدم الرضوخ لرغبات الناشر التي تتحكم أحياناً كثيرة بالرؤى، من أجل الموافقة على طباعة الكتاب للمؤلف. وفي مداخلة لها على الندوة، قالت الكاتبة والشاعرة القطرية حصة العوضي تتوسع مشكلة الكتاب بعد الانتهاء منه إلى أمور عدة، منها: أنه لا يوجد حرص على ترجمة الكتاب ونقله إلى لغة أخرى، بحيث يبقى حبيساً داخل البلد الأم، ويفوت فوائد كثيرة على المؤلف والناشر والحراك الثقافي كله، ومنها أن دور النشر الخارجية لا تطبع للمؤلف العربي، إضافة إلى عدم وجود جهات ثقافية كبرى تتوسط من أجل تقريب وجهات النظر، ولا بد من قيام جهات فاعلة بتبني الموضوع، وسيعود بفائدة كبيرة على الجميع. وتميزت الندوة الثانية التي أقيمت في قاعة ملتقى الكتاب بعنوان «تغذية الرضيع» بمعلومات صحية وطبية كبيرة في مجال تغذية الطفل. المسرح وعلاقة الصورة بالكتب في المقهى الثقافي الشارقة (لاتحاد) تجلت قضايا مسرح الطفل وقدرته على الارتقاء بثقافة الشعوب، على طاولة نقاشات المقهى الثقافي المقام على هامش فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وذلك خلال ندوة «مسرح الطفل والارتقاء بالثقافات» التي تحدث فيها الممثل السعودي إبراهيم حامد الحارثي، وأدارها فرج الظفيري. في حين، بينت ندوة «أدب الطفل وفنون الصورة» التي استضافها المقهى الثقافي أمس، وشارك فيها محمد مهدي حميدة، دور الصورة في إيصال المعلومة. تفاؤل واضح أبداه إبراهيم حامد الحارثي، حيال ما يقدمه مسرح الطفل من عروض، وذلك خلال حديثه في ندوة «مسرح الطفل والارتقاء بالثقافات»، حيث قال: «هناك أعمال وعروض مسرحية جيدة قدمها مسرح الطفل العربي في العقد الأخير، فضلاً عن أن الاهتمام بمسرح العرائس والدمى قد زاد كثيراً، خاصة بعد مهرجان العرائس الذي بدأت هيئة المسرح العربي بتنظيمه أخيراً، الأمر الذي يبشر بعودة الروح لهذا النوع من الفنون، على اعتبار أنه الأب الروحي للمسرح».في المقابل، ناقشت ندوة «أدب الطفل وفنون الصورة» التي تحدث فيها محمد مهدي حميدة، الدور الذي تلعبه الصورة في إيصال المفاهيم والأفكار الموجودة ضمن الأعمال الأدبية الموجهة للطفل، حيث أكد خلالها حميدة أن «علاقة الصورة بالنص المكتوب ترجع إلى الوراء عدة قرون. وقال: هذه العلاقة بدأت من خلال تقديم الرسامين لصور مبسطة، رافقت النصوص العلمية والاجتماعية والدينية، كما في كتاب «كلية ودمنه» لابن المقفع، وقد جاءت هذه الرسوم على شكل صورة توضيحية للفكرة فقط، وقد تطورت العلاقة بين الصورة والنص مع مرور الوقت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©