300 ألف جندي أميركي يعانون مشكلات عقلية ونفسية بسبب الحرب

أظهرت دراسة طبية مستقلة أصدرتها مؤسسة ''راند'' الأميركية مساء أمس الأول أن نحو خُمُس الجنود الأميركيين العائدين من العراق وافغانستان يعانون من من مشاكل عقلية ونفسية ومجموعهم 300 ألف جندي، يتلقى نصفهم فقط الرعاية الصيحة، فيما عانى 320 الفاً آخرون من إصابات رضية دماغية خلال انتشارهم في البلدين· · وكشفت الدراسة التي وصفت بأنها الأولى من نوعها أن الاجهاد الذهني والاكئتاب يصيبان 18,5% من نحو 1,6 مليون جندي أميركي شاركوا في حربي العراق وأفغانستان وتشمل أعراض هؤلاء حدة الطبع وتفجر نوبات الغضب وصعوبات النوم ومشاكل في التركيز واليقظة المفرطة وردود الفعل المفاجئة المبالغ فيها· وذكرت، استناداً إلى مقابلات مع 1965 جندياً من 24 منطقة في الولايات المتحدة، أن نصف المرضى قالوا إنهم شهدوا مقتل أو إصابة زملاء لهم وروى 45% أنهم شاهدوا مدنيين قتلى او مصابين بجروح خطرة، في حين ذكر 10 % أنهم اصيبوا بجروح ونقلوا الى المستشفيات· وأوضحت نصف الجنود المصابين باضطرابات نفسية لا يسعون الى العلاج لأنهم يخشون ان تؤثر وصمة المشاكل النفسية على مستقبلهم المهني، بحيث لا يحصلون على فرص عمل لاحقاً· كما أن نصف من يتلقون العلاج وجدوا فقط الحد الأدنى من الرعاية الصحية اللازمة· وقال الباحث المشارك في اعداد الدراسة، تيري تانيليان ''هناك أزمة صحية كبيرة تواجه الرجال والنساء الذين خدموا بلادنا في العراق وافغانستان· فما لم يتلقوا الرعاية الطبية المناسبة، ستكون هناك عواقب على المدى الطويل لهم وللأمة'' ورحبت مديرة ''مركز الدفاع الاميركي للصحة النفسية واصابات الدماغ الرضية'' الكولونيل لوري ساتون بالدراسة· وأعربت عن قلقها لاكتشاف ان نصف من طلبوا المساعدة تلقوا علاجاً يمثل الحد الأدنى من الكفاية· وقالت انها ستحض الجيش الأميركي على تجنيد المزيد من الأطباء المتخصصين في الصحة العقلية· في سياق أعلنت ''البنتاجون'' ان فريقا من علماء الجامعات يعكف بدعم من الحكومة الأميركية على إنماء أنسجة جلدية وأنسجة أخرى وآذان وعضلات جديدة للجنود الجرحى في العراق وأفغانستان ضمن برنامج بتكلفة 250 مليون دولار لرعاية الجنود العائدين من مناطق العمليات العسكرية باصابات مركبة· وقال مساعد وزير الدفاع الاميركي للشؤون الصحية وارد كاسكيلز ''لدينا أكثر من 900 رجل والعديد من النساء تعرضوا لبتر عضو أو آخر منذ بداية الصراع في أفغانستان والعراق، كما يعاني كثيرون من حروق وإصابات في الحبل الشوكي أو فقد البصر''· وأضاف ''مهمتنا هي مساعدة هؤلاء الناس على النهوض وتمكينهم من أداء وظائفهم والاندماج والعمل حتى يكونوا قادرين على مساعدة أسرهم وأعضاء عاملين في المجتمع بشكل كامل''· وتم في اطار البرنامج تدشين ''معهد القوات المسلحة للطب التجديدي'' ويضم فريقين الأول من جامعتي ويك فورست وبيتسبيرج والثاني من روتجرز في نيوجيرزي ومستشفى كليفلاند· ويسعى العلماء الى ان يطورا خلال 5 سنوات علاجات لاصلاح الحروق واندمال الجروح دون ان تخلف ندوباً واعادة بناء تقاطيع الوجه والاطراف وقد بدأوا بالفعل تجارب على الحيوانات·