السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصورو «ناشيونال جيوغرافيك» بين غابة «الخشب» الأحمر وجزر طائق الفينيق

مصورو «ناشيونال جيوغرافيك» بين غابة «الخشب» الأحمر وجزر طائق الفينيق
21 فبراير 2011 21:17
لكل صورة حكايتها ومخاطرها وتحدياتها، هذا ما شهدناه في برنامج “صُور تروى” الذي بث على قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي على مدى 5 أيام فأخذ المشاهدين برحلة ممتعة مع صورٍ مميزة التقطتها عدسات مصورين محترفين من مجلة وقناة ناشونال جيوغرافيك. حيث تمتزج الصورة في معاناة المصوّرين مع تحديات واجهوها. (أبوظبي) - في الحلقة الأولى كان الموعد مع اثنين من المصوّرين المحترفين نيك نيكولاس في غابة “الخشب الأحمر” ومارك موفيت وصورته الشهيرة “الملقّحات”. نيكولاس مصور محنّك لمجلة ناشونال جيوغرافيك ويتمتع بخبرة تصلُ إلى 20 عاماً في التصوير، يواجه مجموعة من التحديات القاسية أثناء التصوير، كي يلتقط صور لأطول كائن حي على هذه الأرض، وتبدو أن مهمته من أصعب مهام التصوير حتى الآن، إذ تتلخص حول إنشاء صورة واحدة غير متقطعة لشجرة الخشب الأحمر من أعلاها إلى أسفلها، علماً أنه لم يسبق لأحد أن صور هذه الأشجار الطويلة جداً. قال نيك: إنه وضع خطة بارعة، تعتمد على استخدام كاميرات محمولة عدة على رافعة تحركها محركات لتصوير كل شبرٍ من الشجرة من أعلاها وحتى جذورها. وعلى الرغم من مرور فريق العمل بسلسلة من المحاولات الفاشلة التي جعلتهم يتساءلون هل سنتمكن من النجاح في إتمام هذا المشروع؟ خصوصاً وأن أحداً لم يقم به من قبل! ومع اقتراب الموعد النهائي للمشروع نهض أعضاء الفريق وعملوا بجد لإنجاز هذا المشروع الرائد، وتمكنوا من مواصلة العمل ليل- نهار وتمكنوا من التقاط نحو 100 صورة وعملوا على دمجها مع بعضها بعضاً للحصول على صورة واحدة كبيرة، وقد تمكنوا من إنجاز هذا العمل بعد عام من التخطيط، وأسابيع من العمل في الميدان، وواجهوا نكسات لا يمكن عدّها، حيث أمضوا أكثر من 100 ساعة عمل في دمج ووصل الصور بعضها بعضاً، وتمكن نيكولاس وفريقه من إنجاز عمل بدا في البداية مستحيلاً. “المُلقّحات” أما المصوّر مارك موفيت فيضع “المُلقّحات” تحت العدسة ليبيّن للناس التفاعل الدقيق بين هذه المخلوقات النادرة التي تلعب دوراً حيوياً في استمرار الحياة على كوكبنا. يعتمد بقاء المحاصيل الزراعية واستمرار النباتات المزهرة على معجزة إلهية هي نقل الحشرات حبوب اللقاح من مدغشقر إلى هاواي وبنما. يلاحق المصور مارك هذه الحشرات الصغيرة الغنية بألوانها وكأنها عارضات أزياء أثناء سيرها على الطرقات المحفوفة بالمخاطر وانتقالها عبر الغابات ويلتقط لها صوراً بديعة. لا تقف التحديات أمام المصور من حيث ندرة توافر إمكانية تصوير المُلقّحات وحسب، بل في إصراره على التقاط الصور في لحظات مثالية من دون إخافة الحشرات، ومن حسن حظ مارك، أن اهتمامه الكبير بهذه المخلوقات وخبرته في مهنته مكّنته من استخدام الكاميرا بطريقة جعلتنا نشعر أنها مِجهر لعالَم جديد. “البرق” تناولت الحلقة الثانية صورتي “البرق” لكارستن بيتر و”الغارقة-سفينة المرجان” لمصوّر الأعماق الباهر ديفيد دوبيلت... يصوّر كارستن البرق متحدياً سرعته التي تسبق الصوت، والمسألة ليست سهلة لأن البرق سريع جداً والإنارة ضعيفة والجو ممطر. وهكذا يصبح تصوير البرق الكامل مهمة تتصف بالتحدي، إلا أنّ المصور انضم إلى الباحث والخبير في متابعة عواصف البرق والرعد تيم ساماراس لتصوير مشهد كامل للبرق وهو يشقُّ عتمة الليل في كبد السماء وصوره لكم لتشاهدوه كما لم تروه من قبل. “الغارقة” يتحوّل تحطّم سفينة إلى كارثة بالنسبة للناس، أما مع المصوّر ديفيد دوبليت إلى ولادة حياة جديدة، تحت الماء. فينطلق في مهمة ليجري توثيقاً مصوراً لشبكة معقدة من أساليب الحياة ضمن بقايا ثلاثة هياكل لسفن محطمة، التي أصبحت موطناً لشعاب مرجانية رائعة الجمال. ومع برنامج “صُورٌ تُروى” في اليوم الثلاثاء، نُشاهد الأصوات الخفية (الساعة 8 مساءً بتوقيت السعودية و9 مساءً بتوقيت الإمارات)، حيث ينضم المصور كريس راينر، إلى العالمين الخبيرين باللغات المهدّدة بالانقراض ديفيد هاريسون من أجل التشجيع على المحافظة على الحضارات واللغات المهدّدة بالانقراض. وباعتباره آخر المصورين المساعدين للمصور أنسل آدم يتفهم المصور كريس قوة الصورة باعتبارها إحدى الوسائل الاجتماعية، وفي مهمة كلفته بها القناة استطاع كريس التغلب على تحديات العوامل الجوية، وأجرى مفاوضات دقيقة وحساسة مع شيوخ القبيلة مكّنته من التقاط صور تُعبر عن جوهر ثقافتهم ولغتهم. وفي الباراغواي، يوافق الشامان على أداء احتفالية كانت الإرساليات منعتها في وقت سابق. وفي اللحظة الأخيرة، تغرق الصور في المطر، وبينما يحسب كريس التحديات التقنية للبرق، يتوجب عليه أن يناقش أيضاً تأخير الاحتفالية حتى يستطيع تصويرها على فيلم. وفي “بابو” في “غويانا الجديدة” حصل الفريق على دعوة لحضور وتصوير لغة “يوكومي” المهددة بالانقراض. وفي أعالي الأنهار، يتهيأ آخر 300 متحدث للغة يماز بشكل تدريجي للقاء كريس الذي يعتقد بأن جودة الصورة تتأثر بمقدار دفء العلاقة بين المصور والذين يصورهم. لا شك في أن اللغة والثقافة توأمان لايمكن فصل أحدهما عن الآخر، لذا فإن الصور التي التقطها كريس تلعب دوراً أساسياً في تنشيط التقاليد المهددة بالانقراض. رحلة عمر خلف الصورة وفي اليوم نفسه، نشاهد فن “شاولن كونغ فو” مع المصور فريتز هوفمان الدائم الترحال، والذي بدأ مشواره مع السفر منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره، ولم يكن انتقاله إلى الصين في العام 1995 مفاجأة، حيث أمضى هناك أكثر من سنة ونصف في تعلّم اللغة، وقد منحه تعلم اللغة الصينية حرية لم يتمتع بها إلا عدد قليل من المصورين. وهو حالياً في مهمة التقاط صور فنية للصين الحديثة، من منظور عرف تقليدي قديم- هو أحد فنون الدفاع عن النفس- يعرف باسم “شاولن كونغ فو”. وقد سافر فريتز إلى مدرسة تاغو التي تضم أكثر من 20 ألف طالب من جميع أنحاء العالم، ليتكسبوا مهارات دقيقة تتعلق بتحديث وتطوير معايير هذا الفن التقليدي. إلا أن فريتز يسعى إلى معرفة الروح المراوغة للشاولين. كما أن زيارته لمدرسة بعيدة تضم 200 طالب جاؤوا ليتعلموا الممارسات القديمة جعلته يقترب خطوة إضافية من الهدف، ولكن الاكتشاف الأكبر تمثل في راهب بوذي يسير على الطريق. ومشى فريتز مع الراهب في الجزء الأخير من رحلته التي تصل إلى 1000 كيلومتر لزيارة أستاذه في معبد عمره 1500 عام. وبعد ذلك تابع فريتز رحلته إلى الجبال النائية وسط الصين على أمل لقاء أحد الأساتذة التقليديين الباقين وهو شي ديجان. وتمنح تلك الجبال الغامضة المثيرة في قلب الصين الإضاءة المثالية عندما يلاقي فريتز رجلاً يعيش معتقداته طلباً للتآلف ما بين القوة الخارجية والسلام الداخلي- وهو ما تبحث عنه الصين ذاتها. التيار القاتل أما عرض الغد الأربعاء، فهو “التيار القاتل” مع المصوّر براين سكيري” وعدسة ناشونال جيوغرافيك” مع أروع الصور في لقطات للخلفية التي لا نراها. وفي “التيار القاتل، لم يكن المصور براين سكيري يتوقع ما سيكتشفه تحت أعماق البحار، حيث اكتشف في إحدى المناطق البعيدة على هذا الكوكب واحة بحرية، ويبدو أنها أكبر ملاذ بحري على كوكب الأرض. وهناك أمضى المصور قرابة 15 ألف ساعة ليصور لنا هذه الواحة البحرية. اشتهرت جزر طائر الفينيق بجمالها الخلاب وهي لم تتدخل فيها يد البشر، إلا أن “براين” لم يجد سوى هكتارات من الشعاب الميتة. وبعد فترة لم تتجاوز أكثر من أسبوع بقليل في مهمة تتطلب عشرة أسابيع للتصوير، تمكن “براين” من التقاط بعض الصور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©