الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«سمرقند».. ملحمة تاريخية في «السمالية»

«سمرقند».. ملحمة تاريخية في «السمالية»
1 مايو 2016 15:01
تامر عبد الحميد (أبوظبي) تفقد سعادة محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام» والعضو المنتدب، مواقع التصوير وعمليات الإنتاج الفنية والتقنية الخاصة بمسلسل «سمرقند»، الذي يعتبر أضخم عمل درامي سيحظى المشاهد العربي بفرصة متابعة عرضه الأول خلال شهر رمضان المبارك عبر شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي. واطلع خلال زيارة مؤخراً لموقع التصوير في جزيرة السمالية، بحضور وفد من «أبوظبي للإعلام»، ومن خارج الدولة، على سير العمل والاستعدادات القائمة لإنجاز حلقات هذه الملحمة التاريخية السينمائية الثلاثين. والتقى المحمود بفرق العمل، والمنتجين وفريق التصوير والإخراج، للاطلاع على أبرز التفاصيل لعملياتهم اليومية والوقوف على احتياجاتهم، وتابع خلال زيارته بعض المشاهد، وكيفية تصويرها بأحدث المعدات الفنية من كاميرات وأجهزة تقنية، فضلاً عن الديكورات والاستوديو الذي تم تشييده بالكامل خصيصاً لتصوير أحداث المسلسل في الجزيرة، بتصاميم تعكس طبيعة الحياة التاريخية في تلك الفترة، من أسواق وقصور ومنازل. رؤية إعلامية هادفة وأشاد بالجهود المبذولة والالتزام الذي أظهرته فرق العمل في سبيل إنجاز هذا المسلسل التاريخي الدرامي الواعد، منوهاً بمستوى جودته الذي يتوقع أن يحقق صدىً إعلامياً وفنياً واسعاً يسهم في إعادة صياغة العمل الدرامي، وتطويره والنهوض به إلى مستويات جديدة من الإبداع. وأكد المحمود أن النجاح المنشود لمسلسل «سمرقند» سيكون بصمة إماراتية على مستوى العالم العربي، وفي صناعة الدراما التي تعالج التاريخ بأسلوب مبتكر من حيث النص، والمحتوى والإخراج الفني السينمائي، ما يضعنا في مصاف القنوات المتصدرة للمشهد الفني العربي، فضلاً عن ما توفره أبوظبي لشركات الإنتاج من مواقع تصوير متطورة، وبنية تحتية تتيح لهم العمل في أجواء إبداعية تناسب احتياجاتهم. وأشار إلى أن الدعم الذي توليه «أبوظبي للإعلام» ممثلة بشبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، يأتي في إطار خططها الاستراتيجية التي تركز على التميز في المحتوى الفني الراقي، بما يسهم في تلبية احتياجات الجمهور، والمحافظة على خط مهني هادف، ضمن التوجّه الذي تعتمده «أبوظبي للإعلام»، وهويّتها التجارية وشبكات برامجها المستمدة من استراتيجية حكومة دولة الإمارات 2021 ورؤية أبوظبي 2030. وأضاف المحمود: «بموجب الاستراتيجيّة الجديدة لشبكة تلفزيون أبوظبي، سنكون دائماً من المجتمع وإلى المجتمع، وسنركّز على هويتنا وثقافتنا والقضايا المحليّة بشكل رئيس من خلال التركيز على إنتاج الدراما التي تهمّ المجتمعين الخليجي والعربي، وذلك ارتكازاً على قيمنا الأساسية المتمثلة في احترام فكر وذوق مشاهدينا وتميز محتوانا بالابتكار». وأشار إلى أن مسلسل «سمرقند» سيسهم في اكتشاف وبناء جيل جديد وواعد من الفنانين العرب الشباب الذين تم الوصول إليهم بفضل برامج المواهب التي قامت «أبوظبي للإعلام» بدعمها وإطلاقها عبر شاشاتها، وعلى رأسها برنامج «أراب كاستينج». محاكاة أدبية وأجرى الكاتب الأردني محمدالبطوش محاكاة نصية للمسلسل مع رواية «سمرقند» للأديب العربي أمين معلوف، بشكل جزئي من حيث المكان، والشخوص، وبأسلوب مختلف عن النمط السائد في الأعمال التاريخية السابقة، حيث التقت فيه بعض الشخصيات التاريخية المهمة متمثلة في نظام «الملك»، وهو أول من كون جهاز المخابرات ودعمه ووضع عليه رؤساء ومرؤوسين، و«الفيلسوف عمر الخيام» الذي كان أول من قام بتعديل التقويم الميلادي واكتشف أخطاءه وعيوبه، و«حسن الصباح» المؤسس لفكرة الاغتيالات في التاريخ، إذ يجمع الكاتب هذه الشخصيات في مدينة «سمرقند»، وهو السبب الرئيس وراء تسمية العمل بهذا الاسم. عمل سينمائي من جانبه، أوضح المخرج إياد الخزوز أن المسلسل يتميز بكونه عملاً تلفزيونياً سينمائياً من الناحية التقنية والفنية، حيث تم استخدام عدسات وكاميرات سينمائية من طراز Arri Alexa Camera وCooke Lenses، مستفيدين من الطواقم الفنية والتقنية التي شاركت في العمل من مختلف أنحاء العالم، والذين يتمتعون بخلفيات وخبرات سينمائية مهمة. وتابع: يشارك في الإعداد للمسلسل ما يزيد على 450 شخصاً من مختلف الجنسيات التي تتوزع بين دولة الإمارات، ومصر، والمغرب، وتونس، والجزائر، والهند، والأردن، وإسبانيا، وفرنسا، إلى جانب مجموعة الأشخاص الذين يعملون في الجرافيك من الولايات المتحدة الأميركية، والهند، والصين، من خلال شركة SKF الهندية التي قدمت أعمالاً سينمائية عالمية أبرزها «scream 4» و«Ant-man»، وشركة التجهيزات الفنية في الصين، موضحاً أنه اضطر إلى تقسيم العمل بين ثلاث دول حتى يتمكن من عرض المسلسل بحلول شهر رمضان المبارك، لافتاً إلى أنه تمت الاستعانة بفريق تقني كامل من إيطاليا، وعلى رأسهم مدير التصوير والمصورين، والأشخاص الذين يتولون مهمة الديكورات والإكسسوارات والملابس. اكتشاف النجوم وأكد إياد الخزوز أن «سمرقند» يضم مجموعة متنوعة من نجوم الدراما العرب والأجانب من جنسيات متعددة، حيث يشارك في العمل ممثلون من الإمارات، والأردن، وسوريا، ولبنان، والمغرب، وتونس، والبحرين، وكذلك فرنسا، لافتاً إلى أنه تم اختيار الممثلين في هذا العمل بعناية ودقة شديدين، حيث جاء اختيار الأبطال على أساس وجه الشبه الذي يجمع بينهم والشخصيات الرئيسة في العمل، ليكون هناك صدقية أكبر في تجسيد الشخصيات التاريخية المعروفة، مشيراً إلى أنه جرى الانتهاء من تصوير 50% من مشاهد المسلسل، الذي بدأ تصويره منذ نحو 5 أشهر، كاشفاً أنه لم يتبق سوى شهرين آخرين للانتهاء من التصوير، إذ لن يتمكن فريق العمل من إنهاء المشاهد قبل رمضان، حيث سيستمر تصويره حتى اليوم الثاني والعشرين من رمضان. تغيير النمط التاريخي ويسعى مسلسل «سمرقند» إلى تغيير الفكرة النمطية السائدة حول الأعمال التاريخية، باعتبارها مسلسلات لكبار السن فقط، إذ استطاع الكاتب أن يقدم عملاً تاريخياً بطابع سينمائي فريد ومعاصر، يجذب جميع الفئات العمرية، خصوصاً فئة الشباب، وارتكزت أحداث المسلسل على مرجعيه تاريخية من الكتب العربية مثل «البداية والنهاية» و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير، فالشخصيات نفسها موجودة في التاريخ، ونسج الكاتب الحكاية من خياله بما بتناسب سياسياً مع المرحلة الحالية بإسقاطاتها وتفاصيلها وفكرة الإرهاب وجذورها ومن أين أتت، وفكرة الانتحاريين والفدائيين من أساسها وكيف بدأت، إلى جانب الصراعات على الحكم، ويجمع العمل أشكال الدراما المعهودة كافة، ومنها دراما الحركة والميلودراما والكوميديا السوداء والدراما الرومانسية والاجتماعية، كما يندرج تحت بند العمل الملحمي الضخم لما يحتويه من مشاهد تدور أحداثها في القصور والأسواق والشخصيات. وجهة سياحية يلعب مسلسل «سمرقند» دوراً مهماً في تسليط الضوء على إمارة أبوظبي كوجهة سياحية وحيوية لما تتضمنه من مواقع وتضاريس طبيعية تحاكي مختلف المشاهد الفنية في أي وقت من العام إلى جانب دولتين أخريين. ويعالج المسلسل موضوع الواقع العربي، والتطورات القائمة على الساحة السياسية برؤية درامية وأدبية جديدة ومختلفة، تحمل في طياتها فكراً وأسلوباً مبتكراً من حيث الطرح والمضمون، ويحتفي المسلسل الذي قام بتأليفه الكاتب الأردني محمد البطوش، ومن إخراج إياد الخزوز، بقائمة طويلة من الفنانين والنجوم من مختلف أنحاء الوطن العربي، فضلاً عن مشاركة أكثر من 450 شخصاً في تنفيذه ضمن طاقم العمل. حلة وشخصيات جديدة أسهم «سمرقند» في إعادة اكتشاف العديد من النجوم المشاركين في العمل من نخبة نجوم الدراما المشهورين، لا سيما أنهم سيظهرون بحلة جديدة وبشكل مختلف من خلال شخصيات يجسدونها للمرة الأولى، وأبرزهم عابد فهد الذي يلعب دور «حسن الصباح»، ويوسف الخال الذي يلعب دور «عمر الخيام»، وميساء مغربي التي تجسد شخصية «الملكة تركان»، وأمل بشوشة في شخصية الجارية «جيهان»، إلى جانب مشاركة مواهب فنية جديدة من خريجي برامج تلفزيون الواقع علا ياسين من «آراب كاستينج».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©