الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يحذرون من اللجوء إلى السحرة والمشعوذين

23 مايو 2009 02:25
حذّر خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، من لجوء بعض الناس إلى السحرة والمشعوذون الذين يخادعون الناس ويأكلون أموالهم بالباطل. وأكدوا أنه عمل لا يجوز شرعا «فهؤلاء الكهنة والسحرة والمشعوذون لا يملكون من الأمر شيئا». وبيّن الخطباء أن الله سبحانه وتعالى لا يظهر على غيبه أحدا، ومن ادعى معرفة الغيب فقد كذب «وكيف يكون ذلك والله سبحانه وتعالى أخبرنا عن رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله «ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء». من جانب آخر، أكد الخطباء أن المجتمع تفاعل مع مشروع «مفحص القطاة» الذي أطلقته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ضمن حملة «مساجدنا من مظاهر حضارتنا» لإعمار بيوت الله ورعايتها وتنظيفها. ولفتوا إلى أن الهيئة يسرت على من يرغب في المساهمة في الحملة كوبونات بالمبالغ التي ينفقونها، مشيرين إلى أن هذه الكوبونات متوفرة لديهم. ودعا أئمة المساجد في الخطبة الموحدة، إلى عدم الانخداع بما يقوله السحرة والمشعوذون أو ما يتنبأون به، بمن فيهم الذين يتصلون بالناس ويخبرونهم ببعض الأمور ويطلبون المقابل المادي، ويوهمونهم بأنه إذا لم يفعلوا سيصيبهم مكروه. واكدوا أن كل هذا باطل، وعلى المسلم أن يثق في ربه تعالى، ويوقن بما جاء عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ويتحصن بالقرآن والأذكار فإن الله يحفظه ويجعل له فرجا ومخرجا، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى. وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة إن السحرة والمشعوذين يوهمون بعض الناس بحديثهم عن أشياء ستحدث لهم في المستقبل، وأنهم يستطيعون جلب الخير والنفع ودفع الضر والأذى، وإن كل ذلك لا حقيقة له، وقد قال الله تعالى «ولا يفلح الساحرون»، وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إتيان الكاهن أو الساحر يجعل صلاة المسلم غير مقبولة. وأضافوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة»، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تصديق الكهان فقال «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل الله على محمد». وقال صلى الله عليه وسلم «ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له». وأشار الخطباء إلى أن الإنسان مجبول على حب النفع لنفسه ودفع الضر عنها، وقد لا يتأتى له حصول ما يريد في الوقت الذي يريد، فيلجأ إلى السحر والعياذ بالله، ولقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر من المهلكات. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اجتنبوا السبع الموبقات». قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات». ونبهوا من يعتقد من الناس أن في السحر تحقيقا لما يريدون من حصول الخير ودفع الشر، أنه ليس هذا شأن المؤمن الذي رضي بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا «فالمؤمن دائم اللجوء إلى الله تعالى، يسأله وحده أن يأتيه بالخير ويحقق له ما رجاه ويكشف كربه، ويزيل عنه الضر، ويعافيه مما ابتلاه، فاللجوء إلى غير الله سبحانه وتعالى والذهاب إلى السحرة دليل على خلل في العقيدة والإيمان». وأكد الخطباء أن من الثوابت الإيمانية الهامة التي يجب أن تكون راسخة في النفوس أن جلب النفع أو دفع الضر بيد الله سبحانه وحده، فهو القائل جل في علاه «وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله». واعتبر الخطباء أن بعض الناس الذين ضعف يقينهم وقل علمهم يعتقدون أن السحرة الذين يستعينون بالجن والشياطين يمكنهم تحقيق مطالبهم مهما كانت، وهؤلاء لو تأملوا في حقيقة الأمر لعلموا أن السحرة لو كانوا يستطيعون تحقيق نفع لكانوا هم أغنى الناس، ولكنهم عجزوا عن نفع أنفسهم، فكيف يمكنهم نفع الآخرين. وأوضحوا أن الله تعالى بيّن عجز الجن في قوله سبحانه في قصة موت سليمان عليه السلام «فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين». كما بين الله عز وجل عاقبة الذين كانوا يلجأون إلى الجن فقال سبحانه وتعالى «وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا» (أي أن استعانة الإنس بالجن ما زادتهم إلا ذلة وضعفا). وفي ختام الخطبة، دعا الأئمة إلى الإكثار من قراءة القرآن وخاصة سورة الفاتحة وسورة البقرة والمعوذتين وسورة الإخلاص. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». وكذلك قراءة أذكار الصباح والمساء، قال رسول الله صلى عليه وسلم «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©