وزعت هيئة الهلال الأحمر يوم أمس 300 طن من المساعدات الإنسانية علي النازحين من وادي سوات والمناطق المجاورة في باكستان. وذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس هيئة الهلال الأحمر.
وتضمنت المساعدات التي تم توزيعها المواد الغذائية الأساسية التي شملت الأرز والطحين والزيوت والمعلبات إلى جانب الخيام والبطانيات ومواد الإيواء الأخرى . وأنجزت هيئة الهلال الأحمر أمس المرحلة الأولى من برنامجها الإنساني، لتقديم العون الإغاثي العاجل لنازحي وادي سوات الباكستاني الذين توزعوا على ستة مخيمات بعد الأحداث التي شهدتها مناطقهم. وقد سيرت الهلال الأحمر في هذه المرحلة 12 شاحنة تحمل 300 طن من المواد الغذائية والأغطية والخيام والمستلزمات المعيشية الأخرى إلى مخيم النازحين في بلدة صوابي البعيدة عن إسلام آباد مسافة 150 كيلومتراً. ومنذ الصباح الباكر توجه وفد هيئة الهلال الأحمر برئاسة خميس محمد السويدي مدير فرع الهلال بالشارقة، وعضوية عمر احمد الشحي إلى مخيمات النازحين الباكستانيين، برفقة قافلة الهلال التي وصلت إلى بلدة صوابي، حيث استقبلها المسؤولون الباكستانيون المشرفون على المخيم ومسؤولو جمعية الهلال الأحمر الباكستانية، كما اصطفت أعداد غفيرة من النازحين تنتظر المساعدات الإماراتية العاجلة. وقام رئيس وفد الهلال بالتنسيق مع مسؤولي الحكومة الباكستانية، وجمعية الهلال الأحمر الباكستاني لتنفيذ عملية توزيع المساعدات التي أفرغتها الشاحنات وبدأ وفد الهلال على الفور بتوزيعها على النازحين. جولات تفقدية وزار وفد الهلال أسر النازحين في خيامها، والتقى معهم واطلع على الحالة الإنسانية الشديدة الصعوبة التي يعانون منها نظراً لضيق حالهم، وافتقارهم إلى أدنى مقومات الحياة والخدمات والمواد المعيشية. كما التقى وفد الهلال في لفتة إنسانية مع أسرة باكستانية رزقت بمولود في تلك الساعة التي كان يتم فيها توزيع المساعدة الإماراتية على النازحين، وقدم لها رئيس الوفد معونة غذائية وأغطية للمولود الجديد. وتجول وفد الهلال أيضاً بين خيام النازحين ، واستمع إلى شرح عن أحوالهم والصعوبات التي يعانون منها، وأهمها نقص الغذاء ومياه الشرب وشدة الحرارة في المخيم، حيث لم تكن هناك وسائل تهوية ضرورية للنازحين في خيامهم التي بنيت على عجل. وبهذه المناسبة كان من ضمن المواد الإنسانية التي حملتها قافلة الهلال الأحمر مراوح وزعت على أسر النازحين للتخفيف من وطأة الحرارة التي يعانون منها. وفي مقابلة مع بعثة وكالة أنباء الإمارات قال رئيس وفد الهلال خميس محمد السويدي إنه تأثر كثيراً لما شاهده من معاناة حقيقية داخل مخيم النازحين من وادي سوات إلى بلدة صوابي الباكستانية ، حيث تفتقر هذه المخيمات إلى وسائل الحياة الأساسية الضرورية، مشيراً إلى أن المساعدة الإماراتية الإنسانية التي وزعت على أبناء هذا المخيم ستخفف كثيراً من مأساتهم. وأوضح أن 300 طن من المساعدة الهلالية الإماراتية تكفي أبناء المخيم الذين يزيد عددهم عن 13 ألف نازح لمدة أسبوعين من مواد غذائية، في حين أن حمولة القافلة ضمت أيضاً خياماً وأغطية ومراوح ووسائل معيشة أخرى ستساعد النازحين على تخفيف وطأة التشرد عنهم. وأشار رئيس وفد الهلال إلى أن قافلة مساعدات إماراتية أخرى ستتوجه إلى مخيمات النازحين في مردان على بعد 200 كيلو متر من إسلام آباد خلال اليومين القادمين، ليتم أيضاً توزيعها على النازحين هناك والذين تصل أعدادهم إلى عشرات الآلاف. وأوضح أن ما شاهده من مأساة إنسانية حقيقية في هذه المخيمات يدعو المحسنين في دولة الإمارات العربية المتحدة والهيئات الخيرية الأخرى، إلى تقديم العون لهؤلاء ومساعدتهم على تخطي محنتهم. من جانبه قال محمد نصار خان ممثل جمعية الهلال الأحمر الباكستانية والمشرف على تسيير أعمال المخيم، إن جمعيته الوطنية تواجه تحديات كبيرة في توفير سبل الحياة الكريمة والخدمات الضرورية للنازحين، خاصة أن أعدادهم في تزايد مستمر، نسبة لتدفق المزيد من النازحين من مناطق الأحداث إلى بلدة صوابي. وأكد أن مساعدات هيئة الهلال الأحمر جاءت في وقتها لتساهم في تعزيز الجهود المبذولة للحد من وطأة المعاناة الإنسانية، حيث استجابت الهيئة للنداءات التي وجهتها الحكومة الباكستانية، بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين الذين تدفقوا على البلدات والمدن الباكستانية من وادي سوات الحدودي ، وأن أعدادهم وصلت إلى مليوني نازح في حين من المتوقع أن تزداد أعدادهم في الأيام المقبلة. وقال إن وجود وفد من هيئة الهلال الأحمر في الميدان الآن يؤكد مدى حرص المسؤولين في الهلال الأحمر الإماراتي، وعلى رأسهم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على تقديم العون والمساعدة للحد من معاناة النازحين وصون كرامتهم الإنسانية.
عدد اليوم
