تواصلت الأخبار السعيدة القادمة من بكين في اليومين الماضيين باقتراب الرامي الموهوب سيف الشامسي من الحصول على بطاقة دعوة للمشاركة في أولمبياد بكين، وذلك بعد 24 ساعة فقط من حصوله على برونزية العالم في مسابقة الدبل التراب التي أقيمت في العاصمة الصينية ضمن برنامج افتتاح الميدان الخاص لأولمبياد بكين·
وفي حالة حصوله على البطاقة، حسب تأكيدات الاتحادين الدولي والآسيوي، فإن عدد اللاعبين الذين سيمثلوننا في الأولمبياد سيرتفع إلى ثمانية لاعبين، يشاركون في ست لعبات مختلفة، منهم ثلاثة في الرماية·
الحصول على الدعوة يعتبر إنجازاً كبيراً للرامي سيف الشامسي، ويتوج الجهود الحثيثة التي بذلت منذ فترة ليست بالقصيرة من أجل ضمان مشاركته في الأولمبياد، وذلك لتعويض سوء الطالع الذي لازمه في الفترة الماضية وخسر به التأهل أكثر من مرة بسبب فارق بسيط من الأطباق، كان آخرها في بطولة الكويت والتي كانت تعتبر آخر محطة من أجل تحقيق التأهل، لكنه ورغم تصدره للبطولة إلا انه خسر في النهاية بفارق طبق واحد·
هذه النتيجة حالت بينه وبين التأهل المباشر، لكن ما يحسب له انه لم ييأس واختار الوصول إلى أولمبياد بكين عبر الطريق الطويل والمتمثل في الحصول على بطاقة دعوة والتي تشترط تحقيق مركز متقدم في واحدة من بطولات العالم·
وخلال هذه الفترة حرص الشامسي على التواجد في مختلف بطولات العالم من أجل عدم تفويت الفرصة في الوصول إلى الأولمبياد، ووضع برنامجاً بدعم من مجلس أبوظبي الرياضي للمشاركة في ثلاث بطولات عالم هي بطولة العالم في الصين التي حصد خلالها البرونزية وبطولة العالم في ألمانيا وبطولة العالم في بلجراد·
ومن حسن الطالع أن سيف الشامسي اختصر كل المسافات بنجاحه في الحصول على فرصة حصد البطاقة من أول بطولة وهي بطولة بكين، حيث عجلت الميدالية البرونزية في تصدره قائمة المرشحين للحصول على الدعوة والتي وصلت إليه بشراها من خلال اتصال هاتفي مساء الخميس الماضي من نائب رئيس الاتحاد الدولي للرماية محمد وهدان، والذي أخطره بنية الاتحاد الدولي للرماية منحه البطاقة وسط مباركة من رئيس الاتحاد الآسيوي للرماية الشيخ سلمان الصباح·
المفاجأة أن الاتحاد الدولي للرماية لم يشأ الانتظار لغاية إقامة بقية البطولات وبعدها يقوم بتحديد اختياراته، بدليل انه بادر وزف خبر اقتراب الشامسي من بطاقة المشاركة· وبالتأكيد أن برونزية العالم التي حققها سيف الشامسي قبل أيام عجلت باتخاذ هذا القرار، حيث جاءت المناسبة لتؤكد من جديد أن الشامسي يعتبر من أفضل الرماة على مستوى العالم في الوقت الراهن·
كما انه يملك سجلاً حافلاً، ويكفيه انه الرامي الوحيد في الإمارات الذي حقق ميداليات على المستوى الدولي والقاري والعربي في آخر ستة اشهر، بحصوله على برونزية العالم في الصين وذهبية بطولة أبطال آسيا في الهند وفضية العرب في الدورة العربية بمصر·
يذكر أن اللجنة الأولمبية الدولية تهدف من توجيه بطاقات الدعوة إلى ضمان مشاركة اكبر عدد من الدول والرياضيين في الأولمبياد، بما يحقق أهدافها في تواصل الشعوب ومد جسور السلام· ورغم نبل هذه الأهداف، إلا أن هناك فئة تطالب بإلغاء مثل هذه البطاقات، باعتبار أن الاولمبياد هو قمة هرم المنافسة الرياضية ولا يجب أن يصل إليه إلا الأفضل·
ومع زيادة عدد الدول المشاركة والرياضيين في الأولمبياد ظهرت الحاجة إلى تحديد عدد المشاركين من خلال وضع معايير للتأهل وعدم فتح الباب أمام كل من يرغب كما كان يحصل في السابق، خاصة أن بعض الدول لا تحسن استغلال الاستفادة من بطاقات الدعوة، وبعض المشاركات سجلت تواجداً سلبياً لعل اشهرها كانت واقعة سباح غينيا الجديدة في دورة سدني والذي كاد أن يتعرض للغرق وهو يشارك في التصفيات·
وعلى هذا الأساس وضعت الاتحادات الرياضية الدولية معايير يجب تحقيقها للمشاركة وهي على النحو التالي:
الألعاب الفردية في السباحة وألعاب القوى: المشاركة تأتي على حسب النتائج وفق مستويين (أ)، حيث يحق له المشاركة بلاعبين، والمستوى الثاني (ب) حيث يحق له المشاركة بلاعب واحد، مع إتاحة المجال أمام اللجان الأولمبية التي لم يحقق لاعبوها المعايير السابقة بالمشاركة بلاعب في مسابقة واحدة، وهو الأمر الذي ينطبق على مشاركتنا في السباحة وألعاب القوى·
الألعاب الفردية التي لها عدد محدد من اللاعبين وفق حصص ''الكوتا'' يتوجب التأهل حتى يتم ضمهم لهذه الحصة مثل الرماية والدراجات والفروسية، حيث يجب تحقيق التأهل عن طريق البطولات المعترف بها، وهو الأمر الذي ينطبق على الشامسي·
بطاقات الدعوة لبعض الألعاب الفردية تهدف إلى إتاحة الفرصة لبعض اللجان الاولمبية التي لم يحقق رياضيوها معايير التأهل بالتواجد من خلال بطاقات دعوة من قبل اللجنة الثلاثية وهي اللجنة الأولمبية الدولية والاكنو والاتحاد المعني وفق كل لعبة، حيث توزع بعض البطاقات وفق شروط صارمة·
الألعاب الجماعية يتحقق التأهل لها وفق نظام التأهل القاري والذي يجري في العادة في السنتين السابقتين للألعاب الاولمبية·
وفي حالة سيف الشامسي فإن الرامي الإماراتي تنطبق عليه كل المعايير المطلوبة من أجل الحصول على بطاقة والتي ينتظر أن تصل بشكل رسمي خلال الأيام القادمة بعد أن وصلت إليه شفهياً·
عدد اليوم
