الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فريق «ماك» يبتكر «روبوت» يكتشف المصابين تحت الأنقاض

فريق «ماك» يبتكر «روبوت» يكتشف المصابين تحت الأنقاض
21 فبراير 2012
ابتكر فريق من ثلاثة شباب مواطنين روبوت يكتشف المصابين من تحت الأنقاض، وكونواً فريق فريق باسم«ماك» استناداً على الحروف الأولى من أسمائهم، وشاركوا موخراً بالابتكار في الأولمبياد العالمية للروبوت وفازوا به في المسابقة المحلية التي أقيمت في أبوظبي العام المضي. مسابقة الأولمبياد العالمي للروبوت لا تزال تترك أثرها في نفوس الطلبة، خصوصا بعدما حظيت العاصمة ممثلة بمجلس أبوظبي للتعليم باستضافتها في نوفمبر الماضي، ودليل ذلك تعلق بعضهم بتحدي صناعة الروبوتات على الرغم من انتهاء المسابقة، لدرجة أنها صارت شغلهم الشاغل في أوقات الفراغ، تماما كما هو الحال مع الطلاب المواطنين عبد الله الحمادي، ومحمد مظفر، وخليفة المرر، الذين دفعهم حبهم لابتكار الروبوتات إلى تكوين فريق، أطلقوا عليه اسم «MAK» (ماك) الذي يجمع الحروف الأولى من أسمائهم بالإنجليزية، فاز مؤخرا بالمركز الأول في المسابقة المحلية للروبوتات على مستوى الدولة، وترشح للنهائيات العالمية لكن الحظ لم يحالفه فيها. جهد جماعي «أهم شيء هو الاستمرارية»، يقول الحمادي، الذي يدرس في الصف الأول ثانوي في مدرسة «الاتحاد». ويوضح «صحيح أننا لم نفز بالأولمبياد العالمي ولكننا مستمرون في المحاولة وسننجح قريبا إن شاء الله». عن تشكيل الفريق، يقول «عندما كنت وزميلاي محمد وخليفة في الصف السابع تم تدريبنا من قبل المدرسة التي كنا فيها على أساسيات صناعة الروبوت من أجل المشاركة كطلبة المدارس في المسابقات المحلية التي يتم فيها اختيار فريق ليشارك باسم الدولة في الأولمبياد العالمي للروبوت في الدولة المستضيفة لها، ومن هنا بدأنا نتعلق بصناعة وابتكار الروبوتات، وبدأت مهاراتنا تتطور شيئا فشيئا خصوصا بعد أن كونا فريق «ماك» بأنفسنا لا صلة له بمدارسنا، فكل منا انتقل إلى مدرسة مختلفة عن مدرسة الآخر وخفنا أن تضيع جهودنا، بالإضافة إلى شعورنا بأننا نكمل بعضنا البعض فقررنا أن ننشئ فريق «ماك» الذي يضمنا نحن الثلاثة، ومن أجل تشجيعنا أكثر قام والدي بتجهيز إحدى غرف البيت لتكون ورشة عمل مجهزة بكل ما نحتاجه من مواد وأدوات خاصة بصناعة الروبوتات أجتمع فيها ورفاقي للعمل والابتكار دون أن يعيقنا شيء». ويشير الحمادي إلى أنه مضى على إنشاء فريقه ثلاث سنوات تطوروا خلالها كثيرا، وأصبحوا يشاركون في مسابقة الأولمبياد العالمي للروبوت بقوة، فقد تمثلت آخر مشاركة لهم بحسب الحمادي في نوفمبر الماضي، حيث تقدموا عن الفئة المفتوحة للمرحلة الثانوية للمسابقة، والتي يقوم المشاركون فيها بتصميم وبناء وتقديم وعرض روبوت يتوافق مع الموضوع المختار للأولمبياد لعام 2011 وهو «الروبوت لحياة أفضل»، في هذا السياق، يوضح «مشروعنا كان عن مساعدة الروبوت لنا في اختيار أفضل الطريقة لإنقاذ الجرحى والمصابين تحت أنقاض المباني بعد أي كارثة طبيعية كالزلازل، واخترنا هذا المشروع كردة فعل للأحداث التي حدثت في اليابان وتركيا من زلازل وكوارث طبيعية». دور الـ«آي فون» من جهته، يوضح الطالب المرر فائدة وأهمية الروبوتات التي ابتكرها وزميلاه وشاركوا فيها في الأولمبياد العالمي للروبوت، قائلا «في البداية تقدمنا بروبوت واحد لحل المتاهات العشوائية تحت الأنقاض، وكان مزودا بجهاز الـ (آي فون) كجهاز تصوير، إلا أن الفكرة لم تلاق القبول التام من حكام مسابقة المستوى العربي لعدم تنفيذها بالشكل الصحيح، ما دفعنا إلى تطوير أنفسنا فعدنا بروبوت ثان لدعم الفكرة في المسابقات المحلية، وهو عبارة عن روبوت نتحكم فيه عن طريق جهاز الـ (آي فون) لحل المتاهة العشوائية تحت الأنقاض وزودناه أيضا بكاميرا كالروبوت الأول، وبحمد الله فزنا به بالمركز الأول في المسابقة المحلية التي أقيمت في إمارة أبوظبي العام الماضي، وتأهلنا إلى المسابقة العالمية فأضفنا فيها روبوتا ثالثا لدعم الفكرتين السابقتين، وهو عبارة عن روبوت يمشي بين أكوام الأنقاض ليحدد أيا منها تخفي جرحى عن طريق حرارة الجسم البشري، كما إنه يساعد في تقليل وقت الإنقاذ بتجاهل المباني التي لا تحتوي على جثث حية، ما يسهم في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا والحفاظ على أرواحهم».?ويكشف الطالب مظفر عن طبيعة المواد والأدوات التي استخدمها وفريقه في صناعة الروبوتات، فيقول «استخدمنا البلاستيك من قطع الـ(Lego mindstorms) لصناعة الروبوت، واستخدمنا هاتف «آي فون» كجهاز تصوير لاحتوائه على البرامج التي تدعم نظام هذا النوع من الروبوتات، كما اضطررنا لشراء بعض أجهزة الاستشعار للروبوت من الخارج لعدم توفرها في الدولة، ولم نستعن بأية شركة تمويل بل مولنا مشروعنا بأنفسنا، كذلك لم نستعن بأي خبراء في تصميم الروبوتات بل طوعنا خبراتنا المتراكمة مع هذا النوع من الروبوت». الرغبة والإبداع وحول المهارات التي احتاجوها في ابتكار روبوتاتهم، يقول مظفر إنها جمعت بين الرغبة في العمل وروح الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى مهارة حل المشكلات، بالإضافة إلى مهارة العمل الجماعي التي كانت من أبرز أسباب نجاحهم. ويوضح «واحد يصمم وواحد يبرمج وكلنا نتكلم باسم الفريق». ويضيف أن هذا إلى جانب جهود المدربين في أبوظبي ومنهم الأستاذ أشرف علي الذي علمهم المهارات الأساسية ولا يزالون على تواصل معه ليشرف على تطبيقهم لهذه المهارات، وتحقيق أفضل النتائج. يعتقد المرر أنه لا توجد روبوتات مشابهة للروبوت الذي وصلوا إليه محليا، أما عالميا فليسوا متأكدين أنهم الأسبق، خصوصا بعد أن شاهدوا أثناء نهائيات مسابقة الأولمبياد العالمي للروبوت روبوتا يستخدم في الكوارث الطبيعية لكنه مختلف تماما عن الروبوت الخاص بهم سواء من خلال المهام أو أولوية البحث، علماً بأن الروبوت الخاص بهم يستخدم طريقة فريدة غير مسبوقة أثبتتها عملية بحثهم عبر الإنترنت ولهذا يستحق أن يصنفوا روبوتهم «ابتكارا». يلفت الحمادي إلى أن صناعتهم للروبوتات كانت على عدة مراحل، شارحا «المرحلة الأولى هي التصميم والتخطيط وقد استغرقت منا قرابة الشهر. أما المرحلة الثانية وهي تصنيع الروبوت في مرحلته الأولى فاستغرقت شهرا آخر، لكننا طورنا أنفسنا لتطوير روبوتين وابتكار ثالثهما في أسبوع فقط، ولا نزال نسعى إلى تطوير ما توصلنا إليه، فدائما هناك جديد في عالم التكنولوجيا حيث من الممكن أن يكون التطوير في عدة أمور في الروبوت كتصغير حجمها أو جعلها أكثر جاذبية من ناحية الشكل، أو حتى بتطوير مهاراته. لكننا نفضل أن نبقي أفكارنا وخططنا المستقبلية مفاجئة لنكون السباقين في هذا المجال، كما نحرص على أن نزور المعارض التي لها صلة بالعلوم والتكنولوجيا والتي زادت من رصيد خبرتنا في مجال الروبوتات حيث ساعدتنا في استخراج بعض الأفكار التي دعمت مشروعنا وقادتنا إلى النجاح».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©