الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كاتبة تتشبث بأرض تحيط بها المياه والصمت الرهيب!

23 مايو 2009 02:34
تعتبر الكاتبة الكوبية ويندي غيرا (38 عاما) نجمة صاعدة في المشهد الأدبي، إلا في بلادها حيث يحظر نشر أعمالها التي تصف حياة الكوبيين الصعبة وإن كانت توزع على نحو سري. وعلى الرغم من هذا الواقع، لا ترغب ابنة هافانا في سلوك درب المنفى، على ما فعل عدد من مواطنيها من الكتاب وغير الكتاب، كما يذكر عنوان روايتها «الجميع على رحيل». وتقول هذه الشابة النحيلة التي كانت تتحدث من منزلها القائم في ضاحية هافانا «لا أريد مغادرة هذا المكان، أنا أحب وطني... ستنشر رواياتي في كوبا على الأرجح في نهاية المطاف»، وان بعد حين عندما لا تعود من مواضيع الساعة. وتستعيد حالة خوسيه ليساما ليما (1910-1976) وفيرخيليو بينييرا (1912-1979) اللذين حظرت كتاباتهما لأسباب «عقائدية» قبل أن يعاد الاعتبار لها. لم يغادر هذان الكاتبان جزيرتهما كوبا، على عكس آخرين اتخذوا مواقف نقدية عنيفة حيال نظام فيديل كاسترو، مثل زوي فالديس ورينالدو اريناس. وتروي رواية غير الأولى «الجميع على رحيل»، على شكل دفتر اليوميات، مسار الصغيرة نييفي (أي ثلج) الشاق أحيانا في مجتمع يشهد حالة «سبات» تدفع جميع الناس أو معظمهم إلى الرحيل. وصدرت الرواية عام 2006 في إسبانيا. وغيرا ممثلة سابقة وشاعرة تنشر قصائدها في الجزيرة الشيوعية. وهي تقول بسرور «يبدو أن (الجميع على رحيل)، صار كتابا مرجعيا في كوبا» . حيث يوزع سرا. ويندي غيرا لا تهوى السياسة أيضا، غير أنها تجد من الصعب تفاديها. تقول «السياسة حاضرة في كل شيء. كان يروق لامي أن تردد في هذا الشأن.. أنه من أجل الفرار من السياسة في كوبا، ينبغي الفرار من كوبا». وفي حين تتهم كوبا بانتظام بانتهاك الحقوق والحريات، تلخص الكاتبة الوضع قائلة وهي تبتسم «كوبا أرض مزنرة بالمياه وبصمت كثير». وتسافر غيرا الشهر المقبل إلى فرنسا حيث تعرف على روايتها الثانية «نونكا فوي بريميرا داما» أي «لم أكن يوما السيدة الأولى». وعلى خلاف أعمال ويندي غيرا، تنشر روايات ليوناردو بادورا (53 عاما) وتعرف النجاح خارج كوبا وداخلها حيث تعد من «أكثر الكتب مبيعا». يقول بادورا وهو صاحب 8 كتب بين الرواية والبحث «امقت السياسة، ولا أريد لكتبي أن تصير منبرا. اهتم لوصف الواقع الاجتماعي كمثل الفساد والمنفى والتهميش.. ففي كتاب (الماضي المثالي) مثلا، الجانح في الرواية هو نائب الرئيس». يضع الكاتب اللمسات الأخيرة على «الرجل الذي أحب الكلاب» وهو كتاب من المفترض أن يصدر في سبتمبر المقبل في إسبانيا وفي بداية 2010 في فرنسا، ويتناول «عملية اغتيال تروتسكي على يد رامون ميركادير الذي أمضى سنواته الأربع الأخيرة في هافانا». ويقول الكاتب صاحب الوجه الذي لفحته الشمس واللحية التي يخطها الشيب «اهتم لمعرفة كيف تلاشت يوتوبيا القرن العشرين الكبيرة» موضحا أن «نظرته للعالم تبدلت جذريا مع سقوط الاتحاد السوفييتي» في 1991. وهذا الانهيار تسبب بكارثة اقتصادية في كوبا. مع أن الأمل بالتغيير الذي ايقظه تسلم راوول كاسترو السلطة في يوليو 2006 «تبخر» لتعود «خيبة الأمل»، لا رغبة لبادورا في مغادرة وطنه، الذي يأتيه بالمادة الأولية لرواياته.
المصدر: هافانا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©