السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفيتو» الأميركي... والغضب الفلسطيني

21 فبراير 2011 21:24
جويل جرينبرج رام الله نظم فلسطينيون غاضبون مظاهرة هنا في رام الله بالضفة الغربية يوم أول من أمس الأحد ضد استخدام حق النقض "الفيتو" الذي أشهرته الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يندد بسياسة إسرائيل الاستيطانية، وندد خلال التظاهرة المشاركون بسياسة أوباما متوقعين أن تضر هذه الخطوة الأميركية بمكانة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. وقد أظهر التجمع الغاضب، الذي شارك فيه حوالي 300 من أنصار حركة "فتح" -التي تشكل النواة الأساسية للسلطة الفلسطينية بزعامة عباس- وموظفون حكوميون، استياءً عامّاً واسعاً هنا من "الفيتو" الأميركي، وهو الأول من نوعه الذي تستعمله إدارة أوباما في الأمم المتحدة. وفي حوارات في مدينة رام الله، التي تحتضن مقر السلطة الفلسطينية، قال عدد من الفلسطينيين إن الخطوة التي أقدمت عليها الولايـات المتحدة إنما تؤكـد رأيهـم بأن واشنطن ليسـت أبداً وسيطاً عادلاً في النزاع مع إسرائيـل؛ حيـث اتهمـوا إدارة أوبامـا بازدواجيـة المعايير: دعـم الديمقراطية في بلدان عربية أخرى في الوقت الذي تدعم فيه الاحتـلال والاستيطان الإسرائيليين في المناطق الفلسطينية. وفي هذا الإطار، قال رائد رضوان، أمين سر حركة "فتح" في رام الله، للحشد الذي تجمع في دوار المنارة: "إن رسالتنا إلى أميركا، التي تقول إنها تدعم الحرية في العالم العربي، هي كالتالي: أين هي حريات الشعب الفلسطيني؟ أين هي الديمقراطية التي تتحدثين عنها يا واشنطن؟". وردد المحتجون شعارات: "اسمع يا أوباما، إننا شعب لا يركع!،اخرجوا يا مستوطنين! اخرج أيها الاحتلال". ومن جانبه، اتهم محمد خليل، الذي تحدث أيضاً خلال هذه المظاهرة، الولايات المتحدة بـ"استخدام الفيتو ضد حق شعبنا في دولة فلسطينية مستقلة". وتعهد بأنه لن تكون ثمة "مفاوضات في ظل الانحياز الإجرامي" لصالح إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن الزعماء الفلسطينيين رفضوا الانخراط في مزيد من المفاوضات مع إسرائيل طالما أنها مستمرة في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، مجادلين بأن مثل هذا النشاط يمثل استيلاء على أراضي الدولة التي يسعون إلى تأسيسها. وفي هذه الأثناء، قال نتنياهو يوم الأحد إن "الفيتو" الأميركي يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الطريق الوحيد إلى السلام هو المفاوضات المباشرة، "وليس خطوات في الهيئات الدولية، ترمي إلى الالتفاف على المفاوضات المباشرة". وعقب استعمالها حق "الفيتو"، قالت سوزان رايس، السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، إنه على رغم أن واشنطن تعارض بقوة سياسة إسرائيل الاستيطانية، إلا أن تبني القرار كان يهدد بتشديد المواقف وتشجيع الجانبين على عدم الانخراط في المفاوضات. ويشار هنا إلى أن مسودة القرار كانت تندد بالمستوطنات باعتبارها غير قانونية وبكونها تمثل عائقاً أمام جهود السلام. وقالت رايس أيضاً إن "فيتو" إدارة أوباما "لا ينبغي أن يفهم منه أننا ندعم النشاط الاستيطاني". وقد قاوم عباس ضغوطاً قوية من واشنطن، شملت مكالمتين هاتفيتين من أوباما ووزيرة خارجيته كلينتون، لسحب مسودة القرار، وذلك حرصاً منه على تجنب رد فعل غاضب في الداخل في وقت تنتشر فيه الانتفاضات في العالم العربي. وفي هذا الإطار، اعترف مسؤولون فلسطينيون في المجالس الخاصة بأن التراجع عن مشروع القرار المندد بالاستيطان الإسرائيلي كان يمكن أن يؤدي إلى إثارة احتجاجات مناوئة للحكومة على غرار تلك التي شهدتها بلدان عربية مجاورة. وقد أشاد المحتجون في مظاهرة يوم الأحد بمقاومة عباس للضغوط الأميركية وحملوا صوره. وبدا الفلسطينيون متحدين خلف حكومتهم في التنديد بـ"الفيتو" الأميركي، حيث يخطط المنظمون لاحتجاجات أكبر يوم الجمعة المقبل، أطلقوا عليها اسم "يوم الغضب". وفي هذا السياق، قال عبدالرحمن الحاج إبراهيم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت: "إن الناس ينظرون إلى الأمر باعتباره ازدواجية في المعايير: التعبير عن الدعم للشعب المصري، وفي الوقت نفسه القيام بخطوات ضد الشعب الفلسطيني"، مضيفاً "إنه المفهوم نفسه: الديمقراطية والحرية. ولكن هذا الموقف سيشدد مواقف الرأي العام ضد الولايات المتحدة". ومن جانبه، قال عزاونة، الذي يمتلك متجراً في رام الله، إنه كان يأمل بعد وصول أوباما إلى السلطة أن "يقف إلى جانب الفلسطينيين". ولكنه أصيب بخيبة أمل، كما يقول. وأضاف: "أوباما لا يختلف عن بوش. ماذا فعل من أجلنا بعد عامين في البيت الأبيض؟". أما أحمد عساف، المتحدث باسم حركة "فتح"، فقد لخص رسالة حركته بالقول: "إننا نرغب في أن تكون الإدارة الأميركية راعية لعملية السلام، لا راعية للاستيطان والاحتلال". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©