الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السكتة الزوجية» بداية الطلاق العاطفي

24 مايو 2009 01:46
تساعد الحياة الزوجية السويّة كلا من الزوج والزوجة، على الشعور بالتوافق النفسي، وتتيح لهما فرصة تبنّي أنماط سلوكية إيجابية ومقبولة اجتماعياً. الأهم أنها تساهم بفاعلية في إعادة اكتشاف الطاقات الكامنة وتنظيمها في سياق أسري مترابط يعطي الحياة أجمل معانيها. وفي الزواج يضحي الزوجان بأمور كثيرة، منها حريتهما الشخصية، فى سبيل تأسيس حياة زوجية سعيدة، غير أن الصمت بين الزوجين أو ما يسمى بـ»السكتة الزوجية» أحد الأسلحة التي تقضي على التوقعات الإيجابية المأمولة من الحياة الزوجية، وقد تصيب الطرفين باليأس، فهي أزمة حقيقية قد تصحبها مشاكل صحية، ومن أسبابها أن الزوج يشعر بأنه يشقى في العمل، وأن زوجته لا تقدر تضحياته، ولا حتى جهده. كما تشعر الزوجة من جهتها، بأن زوجها يهملها ويعاملها كما لو كانت شيئاً من أثاث البيت، ليس أكثر، فلا يحترمها ولا يستشيرها ولا يهتم بمشاعرها إطلاقاً، وإن فعل، فلكي يتجنّب الإحراج أمام الآخرين فحسب. وبالتالي يعيش المتزوجون في جو من عدم التفاهم وانعدام الثقة، نتيجة انقطاع التواصل بينهم، فقد لا يتجاوز معدل الحديث بين الزوجين العشر دقائق يومياً، وقد يكون عن أمور تافهة لا أهمية لها، مثل شراء ملابس الطفل، أو ماذا تأكل غداً، وماذا قالت فلانة؟! هذا الانقطاع وعدم التواصل هو السبب الأكبر في سوء التفاهم وفي الانفصال الرسمي أحياناً. الطلاق العاطفي والنفسي قد يسبق الطلاق المادي، وحين يسود الصمت بين الزوجين، يذهب التفاهم إلى غير رجعة. والصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء حتى أن تغيير مظهر الزوجة وشكل البيت وأنواع الطعام لا يجدي نفعاً، وقد تضطر الزوجة إلى استعمال الأبناء أو الأقارب كسفراء دائمين أو متجوّلين بينها وبين زوجها نظراً إلى إصابته بمرض «الصمت الزوجي» الذي قد يصل إلى مرحلة «السكتة الزوجية» عندما يصمت الزوج تقلق المرأة، خصوصاً أن الكلام بالنسبة إليها تعبير عن الاهتمام والشوق، فيما يستنفد الرجل طاقة الكلام في ساعات العمل، وعندما يعود إلى البيت يصبح الصمت نوعاً من الاسترخاء. وقد يكون تفسير ذلك أنه بعد سنوات الزواج الطويلة، يصل الزوجان إلى مرحلة من التفاهم من دون استخدام كلمات، ويشعران بأن التعبير عن مشاعرهما ضرباً من اللغو والكلام الفارغ، ويعتقدان أنه لا داع لكلمة رقيقة أو همسة حب أو حديث عن الذكريات الجميلة على أساس أنها مشاعر صبيانية وهما تجاوزا تلك المرحلة. وهذا خطأ شنيع يقع فيه الزوجان، ففي هذه الحالة «السكوت ليس من ذهب» لأن الحياة الزوجية تصبح هدفاً سهلاً للملل الذي يؤدي بدوره إلى الطلاق. يحاول الزوج، تحت وطأة الضغط النفسي وربما خلال مشاجرة عادية، وضع حد لمعاناته الداخلية فيخاطب زوجته بكلمات جارحة وعبارات قاسية، وهو بذلك يعبّر عن حقيقة مشاعره الدفينة. غالباً، لا تحاول الزوجة البحث عن أسباب الأزمة الطارئة، بل تستنكر رد فعل الزوج، ومع مرارة الشعور بوجود شرخ في العلاقة تؤثر الصمت في النهاية كبديل عن قرار أصعب هو الانفصال. وللخروج من هذا المأزق ولكي لا تتحوّل البيوت إلى ساحات للحرب عقب كل مناقشة، على الزوجين التحلي بصفات حسنة تؤدي إلى مزيد من التفاهم الأسري ، وذلك بضبط مسار نقاشهم وعدم ترك موضوع الخلاف الرئيس والتطرق إلى مواضيع أخرى كي لا تتسع الهوة بين الطرفين. كما يتطلب الأمر التحلي بعدة صفات منها: الاعتراف باختلاف وجهات النظر- شجاعة الاعتذار عند إدراك الخطأ - الابتعاد عن الصراخ لأنه يمنع الطرفين من الاستماع إلى بعضهما البعض ويزيد اشتعال الخلاف ويفقدهما السيطرة على النفس- التقدير- تبادل الإعجاب والإنصات باهتمام للأحاديث التي تبعد الهموم وتخفف التوتر . خالد عبدالله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©