الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«فيسبوك» يلبي أفكارك ورغباتك عبر التجسس

«فيسبوك» يلبي أفكارك ورغباتك عبر التجسس
10 مارس 2018 14:38
من فضلك، ممكن أجرب مقاس 8 من أحذية كول هان»، في وقت لاحق من تلك الليلة وعند تصفحك الفيسبوك تجد إعلانات لأحذية كول هان. حسناً، ربما مصادفة! «ما هو أفضل جهاز لقياس الوزن بتكنولوجيا عاليه؟» زوجتي تسأل بصوت عال. بعد خمس دقائق على انستجرام: إعلان لشركة تبيع أجهزة قياس الوزن بتكنولوجيا عالية. توقف من فضلك، هل يسمعنا أحد؟ «احصل على حبة سودافيد ذات اللون الأحمر الصغيرة» تقول أمي بعد أن عطست فيما يبدو أني على وشك دور برد. بعد ظهر اليوم وعلى صفحتي في الفيسبوك إعلان عن سودافيد لعلاج نزلات البرد. نعم، يبدو أنهم يثبتون أجهزة للتجسس على أعضاء جسدي الحيوية. وانتشرت نظرية المؤامرة بين مستخدمي الفيسبوك وانستجرام، اعتقاداً بأن الشركة التي تدير منصات التواصل الاجتماعي تتنصت على الميكروفونات في هواتفنا الجوالة، وذلك من أجل شركات الإعلانات، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك. ورداً على هذا الاعتقاد تقول فيسبوك «لا نستخدم ميكروفون الهاتف لتوجيه الإعلانات إلى زبائن محتملين أو لانتقاء ما نقدمه لك من أخبار». هل نصدق فيسبوك أم أنه مثل الحكومة التي تقسم بعدم وجود حيوانات أليفة قادمة من الفضاء تعيش بيننا. لذلك ولمحاولة كشف الحقيقة أجريت تحرياتي واتصلت بموظفين سابقين في فيسبوك وبخبراء تكنولوجيا الإعلانات المختلفة. المفاجأة أن الكل أجمع على أنه لا توجد تقنيات تمكن الفيسبوك من الاستماع إلى أحاديثك الجانبية عبر الميكرفون، وأكدوا في الوقت ذاته أن ذلك غير قانوني أيضاً. ويقول أنطونيو غارسيا مارتينيز المدير السابق في فيسبوك، والذي كان مسؤولاً عن التعاقد مع شركات الإعلانات لاستهداف الزبائن المحتملين، إن تحميل وفحص هذا الكم من الأحاديث الصوتية مستحيل حتى وكالة الأمن القومي نفسها لا تقدر على ذلك. أما ساندي باراكيلاس المديرة السابقة في فيسبوك فتقول، «سيحتاجون إلى فهم سياق ما تقوله، وليس مجرد الاستماع للكلمات». أعتقد أني أصدقهما، ولكن لابد أن ما يحدث له تفسير ما، فعلى ما يبدو يجيد الفيسبوك الآن مشاهدة ما نتصفحه على شبكة الإنترنت حتى ما نقرأه على الشاشة ونحن لسنا متصلين بالإنترنت، فهم يعرفون كل شيء، ويرصدون أيضاً ليس فقط تجولنا في العالم الرقمي، ولكن تجولنا في العالم المادي الحقيقي في أي مكان في العالم، ولذلك فالفيسبوك ليس في حاجة للتجسس على الميكرفونات لسماع ما نقول. المواقع والتطبيقات يعتبر الإعلان عنصراً أساسياً في المواقع والتطبيقات التي يمكنك استخدامها مجاناً، ولكن الشركات التي تشتري وتبيع الإعلانات تتحول إلى ما يمكن أن نشبهه بشخص مهووس يطاردك أينما ذهبت. نحن بحاجة إلى فهم ما يفعلونه، وما يمكن القيام به للحد من هذا الهوس المزعج بالطبع أن كان هذا ممكناً فعلاً. قصة مطاردتي بإعلان سودافيد تبدأ في أحد أفرع صيدلية وولغرينز الشهيرة في الولايات المتحدة، حيث اشتريت مناديل ورقية ودواء ايفرين المسكن للصداع وعند الدفع وضعت رقم هاتفي الجوال لأحصل على نقاط تمكنني من الحصول على عروض خاصة وتخفيضات خلال المشتريات المقبلة من أي من أفرع الصيدلية. في هذه اللحظة انتشرت المعلومات الخاصة بمشترياتي على الأرجح من طرف ثالث، مثل شركة نيلسن كاتالينا سوليوشنز، مثلاً التي أضافت قائمة مشترياتي الجديدة من وولغرينز، وقامت بتوصيلها إلى شركات الإعلانات. جونسون آند جونسون، صانع سودافيد، يدفع الأموال لوسيط جمع البيانات من أجل الحصول على تلك المعلومات الخاصة بمبيعات منتجاته. ومع استخدام البيانات الموجودة في ملفي في الفيسبوك، يتم مطابقة تلك البيانات مع المعلومات الخاصة ببطاقة التخفيضات الخاصة بالصيدلية، أو أي متجر آخر أتسوق فيه مع البريد الإلكتروني، ورقم الهاتف، المضافين إلى حسابي على موقع التواصل الاجتماعي الشهير. ويقوم وسطاء البيانات بتخزين تلك المعلومات الشخصية، ومع التعرف على معظم قائمة مشترياتي يمدون شركات الإعلانات بمعلومات قيمة عني لاستهدافي بالمنتجات التي استخدمها عادة. ثم عبر الفيسبوك، قررت جونسون آند جونسون استهداف البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً، الذين اشتروا سودافيد، أو أي علامة تجارية أخرى منافسة. وهذا بالضبط ما حدث معي. ما عليك فعله الآن إما عدم استخدام بطاقات الولاء، أو تسجيلها على عنوان بريد إلكتروني مجهول، أو رقم هاتف لا تستخدمه. وسطاء البيانات الفيسبوك يعمل مباشرة مع ستة وسطاء للبيانات، وكلها تسمح لك باختيار الاستمرار أو التوقف عن مشاركة بياناتك مثل بريدك الإلكتروني، أو ما تشتري وتاريخ شراء احتياجاتك مع شركات أخرى. وبطبيعة الحال، فإنه ليس من السهل الدخول إلى كل موقع وسيط وتعبئة النموذج الخاص بك مع وضع علامة على لا أو نعم لمشاركة المعلومات الشخصية الخاصة بك. ما يمكن أن يكون أفضل للوسطاء ولشركات الإعلانات لاستهدافك من مجرد جمع معلومات ماذا ومتى اشتريت أي منتج هو التعرف على مكان وجودك في كل لحظة. فعند توقفك يوماً ما أمام احد المتاجر، في المرة التالية التي تكون فيها أمام أي فرع لنفس المتجر في أي مكان ستجد إعلاناً يقول لك، «إن كنت قريباً من أحد متاجرنا فهذه قسيمة تخفيضات يمكنك استخدامها الآن». زميلي في وول ستريت جورنال كريستوفر ميمس كتب في عموده الأخير كيف يستخدم المعلنون جميع أنواع تحديد موقعك عبر تتبع هاتفك الجوال وذلك باستخدام مواقع الواي فاي التي تحيط بك في كل مكان تنتقل إليه، وأيضاً عن طريق نظام «جي بي اس» الموجود على هاتفك. ولتفادي ذلك الأمر أو على الأقل الحد من قدرات الفيسبوك لمعرفة أين أنت، وسواء كنت تستخدم نظام اي او اس الخاص بأجهزة ابل أو نظام أندرويد: انتقل إلى الإعدادات، إعدادات الحساب، تحديد الموقع وأوقف تتبع الموقع. ولا تنسى أيضاً تعطيل تبادل المواقع المسجلة التي زرتها من قبل. انت الآن في وضع أفضل، ولكن لست آمناً تماماً، فهناك تطبيقات أخرى يمكنها تحديد موقعك وعرض الإعلانات مرة أخرى عبر فيسبوك. قبل منح أي حق دخول إلى أي تطبيق، فكر في الأمر جيداً ولا توافق بشكل تلقائي. على جهاز ايفون، انتقل إلى الإعدادات، الخصوصية، خدمات تحديد الموقع وانتقل إلى التطبيقات التي منحتها إمكانية معرفة مكان تواجدك، وقم بتفعيل وضع «لا» دائما. أما إذا كنت من مستخدمي اندرويد انتقل إلى إعدادات، تحديد الموقع وعطل هذه الخاصية. قبل بضعة أيام عندما طلبت زوجتي شراء جهاز إلكتروني لقياس الوزن وقامت بتحميل تطبيق يتابع البرنامج الغذائي الخاص بها على هاتف ايفون، بعد اقل من 24 ساعة كانت صفحة الفيسبوك الخاصة بها وانستجرام ممتلئة عن آخرها ببرامج اللياقة البدنية ومواقع الحميات الغذائية وعقاقير فقدان الوزن. يذكر أن فيسبوك يملك أيضا انستجرام وبالتالي فإن الإعلانات فيهما متطابقة تقريباً. هذه الحالة تثبت أن الشركات والوسطاء تتبادل المعلومات فيما بينها الخاصة بالعملاء المحتملين ولذلك ستظل عرضة لهذا النوع من انتهاك الخصوصية حتى لو توقفت عن الدخول إلى التطبيقات الخاصة على هاتفك الجوال. يقول المتحدث باسم فيسبوك جو أوسبورن «عندما يتم استخدام الإعلانات بشكل جيد، هذا قد يجعل من الإعلان أمراً مفيداً». «ولهذا السبب نبني أدوات نشر الإعلانات واستهدافها لزبائن محتملين بطريقة لا تسمح بالضرورة بمشاركة المعلومات الشخصية لعملاء فيسبوك مع شركات الإعلانات». المشكلة هي أننا ما زلنا لا نملك ما يكفي من الشفافية حول كيفية وصول هذه الإعلانات إلينا وانتهاك خصوصيتنا. وكلما ركزنا على الواقع وليس أنهم يستمعون إلينا عبر ميكروفونات الهواتف الجوالة، ولكن يجب أن نركز أكثر حول كيف يقومون بمراقبة تحميل التطبيقات على هواتفنا وكيف يعرفون من أين نأتي بمشترياتنا والمحال التجارية التي نتوقف عندها وفي هذه الحالة سنعرف أين تقع خصوصيتنا على المحك. ولكن مهلا، إذا كنت لا تزال قلق بشأن ما تعتقد انهم يستمعون إلى أحاديثك الهاتفية والجانبية عبر ميكروفون الهاتف الجوال فعليك الآن أن تفعل شيئاً، فقم بإيقاف عمل الميكروفون، بينما تتصفح الفيسبوك: على جهاز آيفون، انتقل إلى الإعدادات، الخصوصية، الميكروفون، فيسبوك. أما عبر نظام تشغيل أندرويد، انتقل إلى الإعدادات، التطبيقات، فيسبوك، تعطيل الميكروفون. كيف تحد من كم المعلومات التي تنقل عنك ؟ تتيح لك أجهزة «آبل» القدرة على الحد من حصول المعلنين على المعلومات الخاصة بك ولتحقيق ذلك انتقل إلى الإعدادات، الخصوصية، الإعلانات، تحديد الإعلانات التي تتبع معلوماتك. وباستخدام نظام أندرويد، انتقل إلى الإعدادات، جوجل، الإعلانات، تعطيل الإعلانات. بطبيعة الحال، هناك طريقة أخرى تمكن الفيسبوك من التعرف على كل شيء متعلق بي من اهتماماتي وهواياتي وغيرها وذلك عن طريق معرفة المواقع الإلكترونية التي أتصفحها على شبكة الإنترنت. ويتم استخدام الإعلانات التي تستهدف اهتماماتك عبر المواقع الإلكترونية من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى. وتوفر شركات فيسبوك وأمازون وجوجل وغيرها طرقاً لتعطيل هذا الأمر عبر مواقع الإنترنت الخاصة بها. في فيسبوك: انتقل إلى الإعدادات، إعدادات الحساب، الإعلانات، إعدادات الإعلانات وأوقف جميع الإعدادات في تلك الصفحة. يمكنك أيضاً حذف أي معلومات سابقة حول اهتماماتك جمعها الفيسبوك عنك سابقاً. كل تلك المعلومات، جنباً إلى جنب مع النشاط الخاص بك في الفيسبوك وانستجرام، مثل المشاركات أو إعجابك بما يتناوله الآخرون، فكل هذا يجعل منك كتاباً مفتوحاً أمام الجميع الذين يعرفون الآن ما تحب وما تشتري وما تنوي أن تشتري وكل شيء يلفت انتباهك. حتى انتماءاتك السياسية، وربما راتبك ونوع سيارتك وحجم منزلك، وكيف تنفق الأموال التي تكسبها. أجرى التحقيق: جوانا سترن صحفية في «وول ستريت جورنال»  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©