الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طلاب يتلفون 159 مقعد حافلة مدرسية في العين

طلاب يتلفون 159 مقعد حافلة مدرسية في العين
19 ابريل 2008 02:49
ناشد مطر سرور الشامسي مدير مواصلات الإمارات في العين الادارات المدرسية بتكثيف حملات التوعية في الأوساط الطلابية خصوصا طلاب المرحلة الابتدائية للحفاظ على المال العام والمرافق العامة التي تقدم خدمات جليلة للمجتمع· وقال الشامسي ''إن ظاهرة العبث بتجهيزات الحافلات وتمزيق مقاعدها وتشويه أسقفها ما زالت منتشرة في أوساط الطلاب رغم تراجع هذه الظاهرة إلى حد ما· وكان عدد من طلاب المرحلة الابتدائية مزقوا مقاعد في حافلات جديدة مكيفة دخلت لتوها الخدمة· وأشار الشامسي إلى أن مثل هذه الحوادث لا تعتبر الأولى ولن تكون الأخيرة وهي ليست حكرا على طلاب العين دون غيرها من مناطق الدولة الأخرى ومشكلة العبث بتجهيزات الحافلات تعد أكثر الظواهر السلبية التي تؤرق المجتمع المدرسي رغم انحسارها ''إلى حد ما'' في الآونة الأخيرة· واكد الشامسي على ضرورة دعم أسس التعاون والتنسيق بين الإدارات المدرسية ومواصلات الإمارات وغيرها من الجهات الاخرى المعنية بهذه المشكلة وغيرها من السلوكيات المنحرفة لبعض الطلاب بحسب الشامسي· وقال الشامسي إن مقاعد الحافلات تعتبر من أكثر تجهيزاتها عرضة للإتلاف من قبل الطلاب حيث بلغ إجمالي عدد المقاعد التي تعرضت للتلف بمنطقة العين منذ بداية العام الدراسي الحالي حتى الآن 159 مقعدا وتأتي أسقف الحافلات في المرتبة الثانية من حيث التعرض لاعتداءات الطلاب يليها زجاج الحافلة ثم فتحات تكييف الهواء· ويصل عدد الحافلات المدرسية التي تخدم الطلبة في منطقة العين إلى 449 حافلة تنقل 31 ألفا و 367 طالبا وطالبة عبر 620 خط سير مختلفا بحسب إحصائيات العام الدراسي الحالي· الاجراءات وأوضح الشامسي أن منطقة العين التعليمية تبدي تجاوبا كبيرا مع المؤسسة في هذا الشأن من خلال استدعاء أولياء أمور الطلاب الذين يعتدون على الحافلات واخذ تعهد عليهم بعدم عودة أبنائهم لمثل هذه السلوكيات مع حرمان الطالب المعتدي من ركوب الحافلة لمدة أسبوع ودفع قيمة إصلاح ما تم إتلافه من مقاعد وغيرها من تجهيزات الحافلة مع حرمانه نهائيا من ركوب الحافلة في حال التكرار مشيرا إلى أن تعميم عملية ترقيم مقاعد الحافلات سيساهم كثيرا في تحديد المسؤولية بشكل اكبر وتقليص حجم الاعتداءات التي تقع عليها من الطلاب· الملكية العامة ويرى عبدالرحمن بشير الاخصائي الاجتماعي بمدرسة الابطال التأسيسية بمنطقة أم غافة في العين أن مثل هذه الممارسات الخاطئة أكثر شيوعا بين طلاب مرحلة التعليم الأساسي حيث يفتقد الطالب في تلك المرحلة العمرية للوعي بأهمية الحفاظ على الملكية العامة وهو ما يؤكد أهمية تكثيف الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى ترسيخ هذا المفهوم في نفوسهم من خلال برامج التوجيه الجمعي وإعداد النشرات التوعوية بالتعاون مع مجلس الآباء ونشر الإرشادات عبر الإذاعة المدرسية وفي الطابور الصباحي وعبر مجلات الحائط لافتا إلى أن الإدارة المدرسية تحتكم في مثل هذه الممارسات الخاطئة إلى لائحة السلوك التربوي التي تأحذ بمبدأ الثواب والعقاب ومؤكدا على أن مبادرة مجلس ابوظبي للتعليم نحو توفير مشرفين على الحافلات سيحد كثيرا من مثل تلك السلوكيات المنحرفة لدى الطلاب· أما الدكتور محمد أبو العينين رئيس قسم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الإمارات فيرى أن تخريب وإتلاف بعض طلاب المدارس للحافلات المدرسية هو نوع من السلوك العدواني أو سلوك العنف الذي يتولد بداخلهم نتيجة متغيرات اجتماعية ونفسية تتعلق بالمرحلة العمرية التي يمر بها الطالب وتحديدا في سن المراهقة أو قبل المراهقة حيث يفتــقد الطالب في هذه المرحلة للشـــعور الكامل بالمسؤولية الاجتماعية·· كما يتعلق الأمر في تلك الحالة بحسب أبو العينين بحجم الطاقة وكم الانفعالات الموجودة لدى الطالب والتي إن لم توظف وتوجه بشكل صحيح من خلال أنشطة وفعاليات موجهة لامتصاص هذه الطاقة الانفعالية أو الشحنات الموجودة لديهم في تلك المرحلة السنية الحرجة والتي إن لم نتعامل معهم فيها بنوع من اليقظة والحذر والتوظيف الامثل لاستنفاذها تتحول إلى طاقة تدميرية هدامة لدى هؤلاء المراهقين الذين لو أخذناهم إلى معسكر كشفي على سبيل المثال نجدهم ينطلقون بحماس وفي تلقائية شديدة نحو نصب الخيام والقيام بكافـــــة الأعمال التي يكلفون بها بهمة ونشاط· وشدد أبو العينين على أهمية الأنشطة اللاصفية في المدرسة لإخراج الطالب من حالة الملل الشديد التي يشعر بها نتيجة توالي الحصص الدراسية لذا لابد من تهيئة الفرصة له لممارسة الأنشطة خارج الصف مع إشراكه في مختلف الأنشطة والفعاليات الأخرى ضمن برامج العمل التطوعي· نماذج القدوة واستعرض رئيس قسم الاجتماع بجامعة الإمارات العوامل الأخـــرى المؤثــــــرة في تشكيل الميول العــــدواني لدى الطلاب في تلك المرحلة العمرية الحرجة ويأتي على رأســــها الخلفية الأسرية والتنشئــة الاجتماعية ونماذج القدوة المتوفرة للطالـــــب كالأب والجد إضافـــــــة إلى الرســــائــــــل الإعلاميـــــة المشوشـــــة التي يتعرض لـــــهـــا من خــــــلال وســــائــــل الاتصـــــال الحديثــــــة خصوصا الفضائيــــات والانترنت حيث الألعاب الريـــــاضــية ومشاهــــد العنف والمواقع الالكترونيــــة المسيئــــة التي لا يمــــكــــن للطالـــــب في هــــــذه المــــرحلــــة أن يســـتـــــوعبهــــا وبالــــتـــالي تؤثــــــر فيــــه تأثـــيرا بالـغــا ينعكـــــس في الأفــكــــار التي يعتنقها والسلـــوكيات العدوانية التي يأتي بها·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©