الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عالم مصري يطرح لقاحاً مضاداً لانفلونزا الطيور خلال شهرين

عالم مصري يطرح لقاحاً مضاداً لانفلونزا الطيور خلال شهرين
24 مايو 2009 02:14
أثار نجاح الدكتور محمد علي، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي المصري للبحوث، في التوصل إلى لقاح جديد لعلاج فيروس انفلونزا الطيور ارتياحاً كبيراً في جميع الأوساط المصرية حتى أن الرئيس المصري حسني مبارك أرسل خطاب شكر وتقدير للدكتور محمد علي وفريقه البحثي. فقد أصبح فيروس انفلونزا الطيور يمثل رعباً وهاجساً لكافة المصريين بعد أن تم تصنيف مصر في المرتبة الثالثة بين الدول الموبوءة. وخرج د. محمد علي بعد عام كامل من البحث والتجارب المعملية ليعلن أن اللقاح الجديد سيساهم في تحصين 70 في المائة من الثروة الداجنة ضد الفيروس «المرعب». وأكد في حوار مع «دنيا الاتحاد» أن مصر مليئة بالكوادر العلمية المؤهلة والقادرة على تحقيق الإنجازات في البحث العلمي، لكن المشكلة في الإمكانات والمناخ، حيث أن رجال الأعمال ليس لديهم ثقافة الإنفاق على الأبحاث العلمية. لقاح بيطري وأشار إلى أن الإسراع في إنتاج اللقاح الجديد سيتيح تداوله في الأسواق خلال شهرين على أكثر تقدير، مشيراً إلى ضرورة إنتاج اللقاح بأقصى سرعة، لأن مصر في المرتبة الثالثة بين الدول الموبوءة بالفيروس بعد فيتنام واندونيسيا. وقال إنه في أواخر عام 2005 ظهر فيروس انفلونزا الطيور في دول شرق آسيا وبدأ ينتقل إلى أوروبا ثم اتجه إلى الشرق الأوسط، وساد اعتقاد قوي بقرب دخوله مصر فبدأ البحث في عام 2006 بعد أن ظهر الفيروس في عدد من محافظات مصر وتم تشكيل لجنة برئاسته ضمت الدكتور محمد عبد العزيز قطقاط أستاذ أمراض الدواجن بالمركز، والدكتور محمود بهجت أستاذ مساعد المناعة في المركز وخمسة باحثين آخرين، لدراسة خصائص الفيروس على مستوى الجينات الوراثية والمناعة لسلالات محلية أي من الدواجن الموجودة في مصر، خاصة أن مصر بها لقاحات مستوردة، لكن تم تحضيرها من سلالات تختلف بعض الشيء عن السلالات المحلية، وبالتالي لم تستطع اللقاحات المستوردة توفير الحماية للثروة الداجنة في مصر وبدأ الفريق البحثي تحضير لقاح بيطري لانفلونزا الطيور من السلالات المحلية لتوفير الحماية الكاملة للثروة الداجنة. وقال د. محمد علي: نسبة الدواجن التي تم تحصينها تصل إلى 30 في المئة فقط من الثروة الداجنة وما زال لدينا 70 في المائة من الدواجن غير المحصنة، وتمثل قنبلة موقوتة، لأن ذلك يعني أن الفيروس مازال موجوداً ولم يتم القضاء عليه بشكل نهائي، وكان يجب على الدولة أن تقوم بتحصين كل الثروة الداجنة وتطهير أماكن تواجد وتربية الدواجن إلى جانب التخلص من بؤر الإصابة بشكل علمي آمن . أجسام مضادة وأضاف أن فريقه البحثي تعاون مع فريق بحثي أميركي بمستشفى سان جود بالولايات المتحدة، حيث يوجد أكبر معمل للانفلونزا في العالم، وتم توجيه الدعوة له لزيارة المعمل هناك وإلقاء محاضرة، حيث تمكن من الحصول على فيروس المرض في صورة «بلازميدات»، وتم تحضير السلالة الجديدة في مصر باستخدام تكنولوجيا الوراثة العكسية، وإجراء اختبارات عديدة على السلالة للتأكد من تركيبها وقدرتها على تحفيز الجهاز المناعي للدواجن لإنتاج أجسام مضادة مناعية تقي الدواجن الإصابة بالمرض، وحجم المجهود الذي بذلناه في تحضير اللقاح أقل بكثير من المجهود الذي بذلناه لكي نقنع المسؤولين بإنتاج اللقاح. وقال د. محمد علي: على مدى عام كامل كنا نعمل في اليوم ما يقرب من 12 ساعة متواصلة، فضلاً عن العمل أيام الإجازات بهدف الانتهاء من تصنيع اللقاح حفاظاً على ما بقي من الثروة الداجنة في مصر، خاصة أن خطورة انتشار هذا الفيروس تزداد من يوم لآخر، لأن مصر كتلة سكانية واحدة وليست مناطق معزولة عن بعضها، مما يجعل انتشار الفيروس أسرع. وواجهنا معوقات كثيرة مثل عدم توافر معمل بدرجة سلامة من المستوى الثالث لتوفير الأمان للباحثين والبيئة المحيطة بهم واعتمدنا على خبرتنا في التعامل مع المواد شديدة العدوى أثناء عملنا لتجنب الإصابة وكذلك تجنب وصول الفيروس إلى البيئة المحيطة بنا، وكل التجهيزات التي احتجنا إليها في مراحل البحث كانت متوفرة بالمركز، أما التمويل فوصل إلى 100 ألف جنيه فقط، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بأهمية اللقاح الذي تم تصنيعه. نفق مظلم وعن مشاكل البحث العلمي في مصر، قال: «لدينا علماء وباحثون أكفاء، والأدوات متوفرة لكن ينقصنا توفير مناخ مشجع للبحث العلمي حتى يتفرغ الباحث للمعامل، وميزانية البحث العلمي في مصر ضئيلة مقارنة بدول أخرى تولى اهتماماً كبيراً به، وسوف ندخل في النفق المظلم إذا فكرنا في عقد المقارنة مع دول أخرى، خاصة أن البحث العلمي يقوم على وجود الفرد المدرب والتمويل المناسب والمناخ المشجع للبحث، ولدينا في مصر الفرد المدرب، أما التمويل فهو عملية مذبذبة، وبشكل عام التمويل ضعيف، أما المناخ، فهو يتوقف على مدى فهم الحكومة لدور البحث العلمي في التنمية، فالعلماء أكثر الناس معرفة بمشاكل بلدهم وبالتالي تفكيرهم في الحلول أكثر وأقرب للصواب». وأكد أن معظم رجال الأعمال تجار وهدفهم الربح السريع، وليس لديهم الاستعداد للإنفاق على البحث العلمي وصولاً به إلى مجال التطبيق، وهذا ينم عن نظرة ضيقة من جانبهم للبحث العلمي. وقال إن تداول اللقاح الجديد في الأسواق يتوقف على توفير كميات كبيرة منه لتحصين كل الثروة الداجنة، وإن المركز القومي للبحوث تعاقد مع الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاح لإنتاج اللقاح، وهذا لن يستغرق أكثر من شهرين إذا بدأت الشركة في إنتاجه
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©