السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إفشال مؤامرات إيران

إفشال مؤامرات إيران
24 مارس 2017 22:37
حسن أنور (أبوظبي) تسعى إيران وبكل الوسائل الممكنة إنقاذ حلفائهم من الحوثيين وجماعة المخلوع صالح من المأزق الخطير الذي وقعوا فيه من خلال خروجهم عن الشرعية والقيام بالانقلاب عليها ومحاولة الاستيلاء على السلطة في اليمن. وجهود إيران في هذا المجال، والتي تعتمد أساساً على حبك المؤامرات، لم تأت من فراغ بل لرغبتها القوية في أن يكون لها موطئ قدم في منطقة باب المندب ومدخل البحر الأحمر والذي يسيطر على التجارة العالمية بين الشرق والغرب، وفي الإطار نفسه لرغبتها في نشر الفوضى والذعر بين دول المنطقة لتكون الخطوة الأولى لتحقيق حلمها بإعادة المجد الفارسي والسيطرة على المنطقة. وفي هذا الإطار جاءت التصريحات والتحذيرات من العديد من عواصم العالم هذا الأسبوع والتي تحذر من أن إيران زادت في الشهور الأخيرة دورها في الحرب اليمنية بإرسال أسلحة متطورة ومستشارين عسكريين إلى ميليشيات الحوثي في اليمن. وإضافة إلى ذلك كشف مسؤول إيراني كبير أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران الشهر الماضي لبحث سبل «تمكين» الحوثيين بالسلاح والذخيرة والاستشارة العسكرية. وتسعى إيران ومن خلال هذه الإجراءات إلى تعزيز قبضة الحوثيين في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن على غرار ما نجحت فيه بالنسبة لجماعة حزب الله في لبنان. وإذا ما كانت إيران تستغل الأراضي السورية لنقل دعمها العسكري واللوجيستي لحزب الله، فإنها أيضاً تقوم باستخدام وسائل تهريب بحرية لإيصال دعمها العسكري للحوثيين. وتستخدم إيران لإيصال هذا الدعم سفنا لتوصيل السلاح. وللتحايل على جهود التحالف تقوم وبعد وصول السفن إلى المنطقة بنقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة يصعب رصدها على سواحل اليمن التي تمتد لمسافة 2700 كيلومتر. إضافة إلى ذلك تقوم إيران بدعم وجودها العسكري في منطقة الخليج فضلاً عن إرسالها السفن الحربية قرب السواحل اليمنية على أمل تعزيز تهريب الأسلحة الحديثة إلى الحوثيين بهدف إطالة أمد الحرب في اليمن وتمكين الحوثيين من الصمود أمام تقدم قوات الشرعية على مختلف الجبهات سواء على جبهة نهم أو صعدة التي تعتبر المعقل الرئيس للحوثيين أو الساحل الجنوبي والذي كانت تعمل إيران وحلفاؤها من الحوثيين والمخلوع صالح على استغلاله من أجل ضرب سفن التحالف وتوسيع نطاق الصراع في المنطقة. كما أنها بهذه الإجراءات تغامر بالصدام مع القوى الأخرى في المنطقة وإشعال حرب قد لا تقوى على تبعاتها خاصة أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب أوضحت بجلاء أنها سترفض أي محاولة إيرانية للهيمنة وفرض النفوذ الإيراني، مع عدم استبعاد استخدام القوة ضدها إذا ما استمرت في ممارساتها. غير أن كل المخططات الإيرانية تتعرض يوماً بعد يوم لضربات موجعة سواء من الجيش اليمني أو من التحالف العربي الذي يدمي الانقلابيين بضرباته الجوية، وأخيرا من القبائل اليمنية الرافضة للصراع الطائفي. وتمثل ذلك خلال الأيام الماضية بإعلان مجاميع قبلية من قبائل «أرحب» ومحيط صنعاء الانضمام للمقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء، تلبية لدعوة وجهتها قوات الشرعية. فقد أعلنت مجاميع قبلية من قبائل أرحب وعيال سريح وبلاد الروس الانضمام للمقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء، كما أعلن عدد من الوجاهات القبلية بمحافظة صنعاء التي تشكل الحزام الأمني للعاصمة الالتحاق بالمقاومة الشعبية، غير عابئين بالتهديدات التي أطلقها الحوثيون وصالح لهم. أخطر الجرائم اعتاد اليمنيون على متابعة جرائم الحوثيين ويحاولون مواجهتها بشتى الطرق، غير أن أخطر هذه الجرائم والتي يمكن أن تؤثر على أجيال بأكملها تلك التي تتعلق بالتعليم. فقد تصدت الحكومة اليمنية الشرعية مؤخراً لخطط مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية الهادفة لاختطاف العملية التعليمية ومحاولة تغيير المناهج بما يتوافق وتعليمات الأجندات الخارجية بتكريس الطائفية، حيث قام الحوثيون بمحاولة العبث في المناهج الدراسية وإضافة الفكر الطائفي في المناهج. إضافة إلى ذلك قامت ميليشيات الحوثي بتدمير أكثر من 1700 مدرسة خلال الحرب التي شنتها على المحافظات في أقل من عامين، وهو ما دفع الحكومة الشرعية إلى بذل جهود كبيرة من أجل وضع برنامج يتم من خلاله تأهيل شامل للطلاب، فضلاً عن العمل لتطوير مناهج تعليمية تصنع الإبداع والتميز بدلاً من تكريس الفكر الطائفي. وشهدت المناطق التي كانت خاضعة لميليشيات الانقلابيين حرمان أطفال اليمن من التعليم وشكلوا تهديدا لهم من خلال تجنيدهم بالقوة. كما حرم الحوثيون أكثر من مليونين ونصف المليون طالب من حقهم في التعليم بالقوة، بجانب قصف المدارس أو مداهمتها وتحويلها لمقرات عسكرية للميليشيات ومخازن للأسلحة إضافة إلى تخوف أولياء أمور الطلاب من التعبئة الطائفية التي يمارسها الحوثيون خاصة بعد تولي يحيى بدرالدين الحوثي شقيق زعيم الحوثيين وزارة التربية والتعليم في حكومة ما يسمى بالإنقاذ الوطني التي تم تشكيلها مؤخرا. وبالطبع هذه الجرائم تمثل خطراً على اليمنيين في الحاضر ويهدد مستقبلهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©