الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار الغذاء يضع أميركا اللاتينية فوق صفيح ساخن

ارتفاع أسعار الغذاء يضع أميركا اللاتينية فوق صفيح ساخن
19 ابريل 2008 23:59
يضع تأثير أسعار الغذاء المرتفعة في الاسواق العالمية أميركا اللاتينية فى مأزق وذلك في الوقت الذي تؤكد فيه البرازيل، الدولة العملاقة الاقليمية، على ان تركيزها على الوقود الحيوي ليس له علاقة بزيادة الاسعار وتستعد المكسيك لمواجهة اوقات صعبة وتتعامل دول اخرى مع اعمال شغب· وقال الرئيس البرازيلي لويس اناسيو لولا دا سيلفا الاسبوع الماضي: ''لا تأتوا وتقولوا لي ان الغذاء باهظ الثمن بسبب الوقود الحيوي''، وفي هذه الدولة الواقعة في اميركا الجنوبية، يجري تصنيع البديل للنفط من قصب السكر· وقال لولا في خطاب في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثلاثين لأميركا اللاتينية والكاريبي لمنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة ''الفاو'': ''الغذاء باهظ الثمن لان العالم ليس مستعدا لرؤية الملايين من الصينيين يأكلون وملايين الهنود والبرازيليين وملايين من سكان اميركا اللاتينية يتناولون الطعام ثلاث مرات في اليوم''· وسواء كان الوقود الحيوي وراء الندرة النسبية في المواد الغذائية او رفع الاسعار في الاسواق العالمية أم لا، فان رئيس البنك الدولي روبرت زوليك اشار في الاسبوع الماضي الى ان اسعار الغذاء المرتفعة سوف تدفع الجهود الرامية الى خفض معدلات الفقر سبع سنوات الى الوراء· كما حذرت لجنة الامم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية والكاريبي أمس الأول من ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية قد يوقع ملايين البشر في فقر مدقع، وقال خوسيه لويس ماشينيا رئيس اللجنة في بيان ان ارتفاع اسعار الذرة والقمح والارز وزيوت الطعام وهي الدعامات الاساسية للنظام الغذائي لملايين البشر في اميركا اللاتينية تسارع وانه يتعين على حكومات المنطقة اتخاذ خطوات لتفادي حدوث زيادة كبيرة في الفقر المدقع· وتقدر لجنة الامم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية والكاريبي ان حدوث زيادة نسبتها 15% في اسعار المواد الغذائية سيرفع مؤشر الفقر بنسبة ثلاث نقاط مئوية تقريبا اي من 12,7% الى 15,9%، وهذا يعني سقوط 15,7 مليون شخص اضافيين في المنطقة في فقر مدقع· واوصت اللجنة بانتهاج سياسات عامة تهدف الى خفض الزيادة في اسعار المواد الغذائية او زيادة مستويات الدخول للقطاعات الفقيرة بما في ذلك خفض الضرائب على الاستهلاك ومنح اعانات غلاء معيشة· ويتعين على أميركا اللاتينية، وهي منطقة يبلغ عدد الفقراء فيها نحو 190 مليون، ان تتعامل مع تأثيرات الزيادات في الاسعار وتبين ان هذه المهمة ليست سهلة· وفي هايتي الدولة الاشد فقرا فى الاميركيتين حيث يعيش 80% من سكانها البالغ تعدادهم تسعة ملايين نسمة على اقل من دولارين في اليوم، اقال مجلس الشيوخ رئيس الوزراء الاسبوع قبل الماضي، بعدما اودت اعمال الشغب بسبب الارتفاع في اسعار الغذاء بحياة خمسة اشخاص على الاقل، وفي هندوراس، التي تستورد بالكامل كل احتياجاتها من المواد الغذائية، قام عشرات الآلاف من الاشخاص، بما في ذلك العمال والمدرسون والطلبة والمزارعون، بمسيرة الاسبوع الماضي احتجاجا علي الاسعار الاخذة فى الارتفاع واصيب العديد من الاشخاص في الاشتباكات الناجمة عن هذه الاحتجاجات· وحذر هيدي انابي، رئيس بعثة الأمم المتحدة للاستقرار في هايتي من أن: ''مشكلة الغذاء يمكن ان تضع نهاية للتقدم والاستقرار''· ويبدو ان زعماء أميركا الوسطى والكاريبي والمكسيك و فنزويلا متفقون مع انابي وقاموا بعمل الترتيبات للاجتماع معه لمناقشة القضية في السابع من الشهر القادم في نيكاراجوا· وقال وزيرا خارجية نيكاراجوا وجمهورية الدومينكان في الاسبوع قبل الماضي ان الاجتماع سوف يسعى الى صياغة استراتيجية اقليمية من شأنها ان تسمح بتحسين انتاج وتوزيع المواد الغذائية باسعار مناسبة، واعلنت الحكومة المكسيكية مؤخراً عن خطط جديدة للمحافظة على السعر المحلي للذرة، الذي يعد العنصر الرئيسي في الوجبات الغذائية في المكسيك، وعلى ضوء الزيادات في أسعار الارز وفول الصويا والقمح، من بين منتجات اخرى، صرح وزير الزراعة البيرتو كارديناس ان انتاج الذرة البيضاء تمت زيادته منذ العام الماضي· وبدأت السلطات البيروفية في توزيع الغذاء في المناطق الفقيرة في ليما وقال الرئيس الان جارسيا ان هدف هذه الخطوة هو ''التعويض'' عن تأثير تحركات الاسعار العالمية التي لا تستطيع الحكومة ان تتخذ اجراء حيالها على نحو مباشر·
المصدر: بوينس ايرس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©