الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

طريق الامتياز

27 فبراير 2014 00:09
لا خلاف على أن المنتخب الجزائري لكرة القدم وهو ينجح في انتزاع تأشيرة العبور للمرة الثانية تواليا إلى نهائيات كأس العالم ليكون سفيراً وحيداً للكرة العربية في المونديال الكوني، استحق أن يكون ومضة الضوء والأمل التي اخترقت العتمة، والفرسان التقليديون يسقطون في مستنقع الإقصاء دليل على اهتراء المنظومة وفشل المقاربة وإفلاس السياسة الكروية بدول عربية كانت حاصلة على وسام الريادة. وسواء اتفقنا أو اختلفنا في تنسيب هذا التميز الذي ناله «محاربو الصحراء» حينا إلى الحظ الذي أوقع المنتخب الجزائري في آخر الأدوار الاقصائية أمام منتخب بوركينابي عديم التجربة في مثل هذه النزالات التي لها طبيعة مختلفة لحمولاتها النفسية، وحيناً آخر إلى احتكام الجزائر على رعيل من اللاعبين الذين جرى تكوينهم بالأندية الأوروبية وتمرسوا باللعب في مستويات عالية بالانتساب لأندية وازنة في القارة العجوز، فإننا سنثني على الاتحاد الجزائري لكرة القدم وتحديداً على رئيسه محمد راوراوة، كونه كان براجماتيا في تدبير اللحظة بكل أبعادها، وأيضاً في كسب رهان استمالة أبناء الجزائر من الذين نشأوا وكبروا بأوروبا للعب مع «الخضر»، واكتملت حلقات البناء القوي بانتداب مدرب أجزم بأنه من طينة المدربين الذين يفضلون الموت وقوفاً كالأشجار دفاعاً عن المبادئ. لا خلاف إذا على أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم قدم لنا خلال سنة 2013 المنتهية قبل أسابيع نموذجاً في بناء المنظومة الكروية المتطابقة وفي تدبير هذه المنظومة لتعمل بشكل سليم يفضي رأساً إلى النجاح، ولكن هل نغفل في سياق تعقبنا للنماذج الكروية الناجحة في عالمنا العربي ما يأتي به إلى اليوم الاتحاد الإماراتي لكرة القدم من عناصر دالة على وجود حالة من الخلق والابتكار والإلهام التي تقوم على حلم التفرد والتميز داخل فسيفساء كروي آسيوي معقد؟. نجاحات كبيرة يحققها عبر دورة زمنية منتظمة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، تعبر عن نفسها في ما تراكمه المنتخبات الوطنية من إنجازات بعضها يتصل بالألقاب التي تحققت آسيوياً وخليجياً، وبعضها الآخر يتصل بمرجعية النجاح عندما نتحدث عن كرة القدم الآسيوية، دليل ذلك القفزة النوعية لـ«لأبيض» الإماراتي في ترتيب «الفيفا»، والذي أصبح نظاماً معتمداً في ضبط المؤشرات، وكشف حالات الكسوف والخسوف للمنتخبات العالمية، قفزة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نختص بها مرفقاً دون المرافق الأخرى، فإن كان هناك إجماع على وجود جيل موهوب ومصب فيه تتلاقى شلالات الإبداع، فهناك حتماً اقتناع بأن هذا الجيل الموهوب الذي هو رمز للأمل، وحافز على طلب الامتياز قارياً وعالمياً، كما أسر بذلك سعادة يوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم لبعثة «الفيفا»، هو نتاج لعمل مشترك بين الاتحاد الواقف على قمة الهرم مدبراً وموجهاً، والأندية التي هي قاعدة الهرم ومحرك القاطرة، عمل يتقاطع فيه ما هو استراتيجي مع ما هو إداري، وما هو فني، وما هو بنيوي. هو عمل في مرحلة جنينية لا بد وأن يحترم منطق التطور. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©