الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حاصلة على 50 شهادة تقدير

حاصلة على 50 شهادة تقدير
20 ابريل 2008 00:09
ترتسم على وجهها ملامح الطيبة والسماحة وعلامات الزمن، هي من الأمهات اللاتي عشن الماضي بحلوه ومره، وعاصرت قيام الدولة ونهضتها الشاملة، وكانت منذ طفولتها تعشق الأعمال اليدوية على اختلافها، تعلمت فنونها على يدي والدتها التي لم تبخل عليها بالتدريب والتعليم، فتعلمت صناعة الأدوات المنزلية، وفنون التلي وصناعات سعف النخل، وكذلك تدربت على طهي الأكلات الشعبية والحلويات مثل ''اللقيمات والخبز المحلي والرقاق''· منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، لا تزال الوالدة سرينة خميس تمارس هذه الحرف الأساسية القادمة إلينا من الماضي كإرث جميل، وهي تطبق مقولة -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''من ليس له ماض ليس له حاضر''· في لقائنا معها، تحدثت عن عشقها لكل ما يمت إلى التراث بصلة، تقول الوالدة سرينة: ''عندما أسترجع الماضي أعتبر نفسي ما زلت أعيش فيه، فحياة الماضي جميلة وذكرياتها دافئة، أذكر أننا كنا جميعاً يداً واحدة، فالمرأة تساعد الرجل وتقف إلى جانبه، هي التي تربي وتخيط وتصنع وتزرع وتنجز الأعمال وتسهر على راحة أسرتها، ولم تتأفف من عيشتها وحياتها أو متاعبها خلال غياب زوجها للعمل في البحر أو سواه، كما أن المرأة في الماضي كان لها دور كبير في مجتمعها المحلي الصغير، حيث كانت تقوم بمهمات متعددة في اليوم بدءاً من الصباح الباكر وحتى حلول الليل، وكانت مثالاً للتضحية والصبر والعطاء''· تتابع الوالدة سرينة خميس استرجاع شريط ذكريات الماضي، وتقول: ''بعد انقضاء الزمن ووصولاً إلى هذا العمر أصبحت الآن جدة لديّ أربعة أبناء أقضي معظم أوقاتي معهم، كما أنني منذ عام 1996 وحتى الآن أعمل في النادي التراثي ''المركز النسائي - السمحة'' الذي واصلت تعلمي عبره للعديد من الحرف والصناعات القديمة والتراثية، وفي كل مهرجان أو معرض أو مناسبة تختص بالتراث أكون السباقة للمشاركة في الفعاليات، لتتعرف بنات اليوم وشبابه إلى حرف الماضي التي لم تندثر، بل لا تزال هناك كثير من الأمهات والجدات يمارسن هذه المهن والحرف عن حب وتقدير للتراث''· وقد حصلت الوالدة سرينة خميس خلال فترة عملها في النادي على أكثر من 50 شهادة شكر وتقدير نتيجة لمشاركاتها في العديد من المهرجانات التراثية والمناسبات الوطنية والرسمية· وما زالت تحتفظ بتلك الشهادات من قبيل الفخر والاعتزاز بها· لغات الروح الشقر كالهلال يكتمل بدراً أبوظبي (الاتحاد) ــ تتمتع بعض الفنون الشعبية بخصوصية فنية ولغوية تختلف عن قريناتها، كفن ''الشقر'' الشعري الغنائي، الذي يتميز بقدرته على توثيق الصلة المباشرة بحياة الناس، فحظي لدى الناس بمكانة عالية بعد شعر الشلة· وعن الشقر وطريقة أدائه يخبرنا الشاعر عبد الله الشامسي بقوله: ''يبادر شاعر الشقر بترديد أو غناء أبيات شعر قصيرة، فيتلقفها شاعر الرد، ليأتي بنفس معنى الكلمات الأخيرة من الأبيات· وقد يأتي الشعر شقراً كاملاً أو ناقصاً، أو ربما بدمج كلمتين في كلمة واحدة، أو فصل كلمة إلى كلمتين، بحسب توجه القصيدة المغناة وإمكانيات شعرائها اللغوية والمعرفية والشعرية''· ويضيف مشيراً إلى أنواع الشقر: ''للشقر عدة أنواع، فهناك الكامل وهو كالبدر التام، تتفق فيه أمور أربعة (نوع الحروف وعددها وترتيبها وشكلها)، وهناك الشقر الثلاثي الذي تتفق فيه الحروف وعددها وترتيبها فقط·· أو الشقر الناقص لكن نقصانه جميل كالهلال، وتتفق فيه الحروف نوعاً وعدداً فقط''· يؤكد ذلك محمد المالكي الذي يشير في كتابه ''قصيدة العرب'' إلى فن الشقر بقوله: ''يزدهر فن الشقر في جنوب السعودية ومعظم دول الخليج العربي، وإن بمسميات مختلفة، ويؤدى أحياناً ملحناً مغنى، بحيث لا يلفظ أو يلقى كشعر فقط، بل أغنية لها إيقاعها الجميل الذي يشجع الناس ويبث فيهم الحماسة· ويعدّ المحسن اللفظي العامي ''الجناس'' بنوعيه التام والناقص، وهو حلية لفظية تكسب الشعر جرساً عذباً وممتعاً وإيقاعاً جميلاً، كما أنه ليس بغريب على قواعد الشعر منذ الإرهاصات الأولية لفن الشعر· والجناس التام: هو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي نوع الحرف، وشكلها، وعددها، وترتيبها· كقول الشاعر محمد بن حمد بن لعبون: جتني تسلم خلف الأطناب واقفت منهــا الســــلام تحــية يـوم وقفــت لما وضــح مني لها العـرف واقفــت قالت لها وش عند خاطرك ياقوت'' يذكر أن فرق الفنون الشعبية في الدولة، باتت تقدم مؤخراً في حفلاتها فقرات متنوعة من هذا الفن الخليجي الجميل، الذي بات له جمهور واسع يطلبه· عروق الصحارى القيسبة عاشقة الرمال والأمطار أبوظبي (الاتحاد) ــ بعد سقوط الأمطار وصفاء الجو ومواصلة الشمس نشر أشعتها الدافئة مع بداية الربيع، تتثاءب في أراضي الدولة نبتة ''القيسبة'' وتنهض عن الأرض بعد مداعبة الأمطار لها واستفزاز الشمس، لتنمو وتنتج أزهاراً بنفسجية اللون، تبهج الناظرين·· فالقيسبة تحييها الأمطار على الرغم من كونها ''نبتة صحراوية'' تحب الصحارى وتجد في الرمال وتحت أشعة الشمس بيئتها المناسبة· تتوفر القيسبة على شكل نبات يباع في سوق النبات بأبوظبي ومعظم إمارات الدولة، وعلى شكل شجيرة آخذة في النمو، وهي بهذا تكون مخصصة للدور الكبيرة المزودة بحدائق، وليس للشقق، لأنها تنمو وتطول وتحتاج مساحة واسعة، حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من نصف متر، كما يلاحظ ذلك من يرتاد المزارع والحدائق العامة في الدولة· ثمة معلومات أكثر عنها، يخبرنا بها أخصائي النبات محمدين متولي، من سوق النبات بميناء أبوظبي، يقول: ''القيسبة نبات معمر من الفصيلة الشفوية، موطنها في الخليج العربي وإيران والعراق، تتصف بقدرتها على الحياة في جو ماطر أو في صحراء قاسية· بينما شكلها جميل لافت للنظر بفضل لونها وكثرة أغصانها المتفرعة· ترتفع عن سطح الأرض بين 50 و70 سنتميتراً، وأوراقها الخضراء متقابلة ومنقسمة إلى ثلاث شعب وأحياناً أكثر بحسب حجم الشجيرة· وهي سميكة ومخملية الملمس، كما تكون الأوراق كبيرة عند القاعدة وصغيرة من الأعلى· بينما تبزغ أزهارها التي تكون بداية ذات لون بنفسجي فاتح، سرعان ما يغمق اللون مع تلويحة الشمس، وتظهر في أطراف الفروع وتتكون من شفتين الأولى: عليا عبارة عن ثلاثة خيوط مقوسة للأسفل، والثانية: سفلى تتكون من مجموعة من البتلات العريضة وكذلك تكون مقوسة نحو الأسفل، ويبدو أنه ليس الإنسان وحده يُسرّ برؤيتها وشكلها الجميل، بل تعتبر إحدى مراعي الإبل''· وكمعظم نباتات المنطقة العربية، جاء ذكرها في كتاب ابن منظور ''لسان العرب''، إذ وصفت بأنها ''شجيرة خضراء تنبت خيوطاً من أصل واحد، وترتفع قدر الذراع وأكثر، ولونها بنفسجي يشتد مع حرارة الشمس، ترعى عليها الإبل صيفاً وشتاء''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©