الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«في حب أم الإمارات» مهرجان يوحّد القلوب

«في حب أم الإمارات» مهرجان يوحّد القلوب
30 مارس 2010 20:27
هي أم المواطن والوافد، أم الصغير والكبير، العربي والأجنبي، حملت نبراس التقدم ومشعل التطور وراحت تضيء دهاليز ظلمات الجهل وتستبدلها بأنوار العلم، أمسكت بيد المرأة فعلمتها، دربتها، لقنتها دروس الحياة والعمل، فجعلت منها ربة بيت صالحة، زوجة مطيعة، أماً حانية، ثم ارتقت بها إلى درجات العلا، فبوّأتها مناصب كانت حكراً على الرجال، فصارت بفضلها المرأة الإماراتية سنداً لزوجها، وأخيها وجارها، وقفزت من حرف البيت والمشغولات اليدوية إلى المدارس والجامعات، الشركات والوزارات، فأصبحت مدرسة، طبيبة، محامية، قاضية، طيارة، مهندسة، وشغلت مناصب شتى وأصبحت بذلك قيادية تمثل وطنها في مختلف المحافل العربية والدولية، وصارت المرأة الإماراتية مفخرة وقدوة لمثيلاتها من الدول العربية الشقيقة والصديقة، ومهما قلنا فإننا لن نوفي أمَّنا حقها، إنها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”. أقامت جامعة أبوظبي الأسبوع الماضي، وبمناسبة عيد الأم، فعاليات مهرجان “في حب أم الإمارات”، والذي امتدت فعالياته من 21 إلى غاية 25 مارس الماضي، وذلك داخل الحرم الجامعي، وبمشاركة فعالة لكل من: الاتحاد النسائي العام، نادي تراث الإمارات، مؤسسة التنمية الأسرية، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي، وقد أقامت تلك الجهات بمشاركة طلبة الجامعة عدة أنشطة أثارت فضول الجمهور من أهالٍ وزوار وأبهجتهم، كتلك المعارض الفنية التي أقامتها بعض الفنانات الإماراتيات كخلود الجابري ومنى المري، إضافة إلى المعرض الفوتوغرافي الذي أقامته الطالبة ذكرى الزعابي، ومشاركة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بخيمة بدوية نصبت عند مدخل الجامعة، فعكست تقاليد البلد، وتفننت النسوة الإماراتيات في طبخ أكلات شعبية، أما المحنية مها الشحي، فقد أبدعت في رسم نقوش جميلة بالحنة الحمراء والتي تطورت من أقراص أم خماس إلى نقوش أزهار وورود. خوص وتلي شارك نادي تراث الإمارات بأجنحته التي تعكس تراث الدولة العريق، حيث أقام بيت بحر تواجدت به نسوة كن يحكن الخوص والتلي أمام مرأى الزوار من الطالبات والأهالي، تقول أم محمد، التي كانت تشتغل على التلي: “لقد تعلمنا هذه الحرف اليدوية من أمهاتنا وجداتنا، ونحن اليوم نحاول قدر المستطاع أن نحافظ عليها عن طريق تعليم بناتنا وحفيداتنا على حياكة هذه المشغولات، فمثلاً نخيط السراويل والكنادير التي كنا ومازلنا نستخدمها إلى يومنا هذا، كالبادلة التي تستخدم للسروال، والتي كانت بيضاء في الماضي، لكننا طورناها وأدخلنا عليها الألوان، كما أخيط المخدات وما إلى ذلك من لوازم البيت”. أما أم سعيد فتقول: “أنا بارعة في حياكة الخوص، حيث إن مادتنا الأولية هي سعف النخيل الذي نجففه، ثم أقوم بحياكة المكبة، الجفير التي تستغرق حياكتها 10 أيام كاملة، إضافة إلى المخرافة، كما أنني أصبغ هذا السعف في بعض الأحيان كي أضفي عليه لمسة جمالية مميزة، إضافة إلى صنع البراقع التي كنا ومازلنا نستخدمها والتي تعكس حياء المرأة الإماراتية الأصيلة”. تضيف أم محمد قائلة: “نحن في الماضي لم نكن نعتمد على الخياط، وإنما كل ما نلبسه نقوم بحياكته بأنفسنا، حتى الطبخ، لم نعتمد فيه طول حياتنا على الخادمات أو الطباخ، بل كنا ربات بيوت، نعمل بالداخل والخارج في جني التمور وجلب الماء من الفلج”. حاضر باستمرار عن مشاركة نادي تراث الإمارات، يخبرنا إبراهيم حسن الحمادي، مدير القرية التراثية التابعة للنادي: “إن مشاركتنا في هذا المهرجان شرف كبير لنا، حيث يكفي أنه يحمل اسماً عظيماً لشخصية أعظم، هي أمنا جميعاً، أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله ورعاها، وانطلاقاً من أهداف نادي تراث الإمارات في نشر التراث المادي والمعنوي، وتعريفه لكافة شرائح المجتمع، جاءت مشاركتنا في مهرجان “في حب أم الإمارات”، وذلك لتعريف طلبة الجامعة والطاقم الإداري والتدريبي وضيوف المهرجان من الشخصيات المهمة، بتراث الإمارات، وإبراز دور النادي في هذا المجال، وعليه، تم إنشاء قرية تراثية مصغرة تتكون من بيت البحر وبيت الشعر، حيث تم عرض مشغولات يدوية، وكذلك عرض حي لفريق الصقارة الإماراتي، ولعل وجود المدرب التراثي قد سهل تقديم شروحات كافية عن العادات والتقاليد لزوار المهرجان”. يضيف إبراهيم الحمادي قائلاً: “لقد قدمنا من خلال بيت البحر، عروضاً حية للأعمال والحرف اليدوية التي تقوم الأمهات العاملات بعملها بأناملهن، واللواتي يتبعن المشغل النسائي الموجود بالقرية التراثية التابعة لنادي تراث الإمارات”. لقد جاءت مشاركة النادي كذلك متمثلة في إدارة الأنشطة والرياضات البحرية عن طريق معرض صور لمختلف الفعاليات والأنشطة التي يقدمها النادي، إضافة إلى توزيع إصدارات ونشرات تبرز الدور الفعال له في عكس التراث المحلي الإماراتي الأصيل والمتنوع. توحيد القلوب نظمت إدارة جامعة أبوظبي خلال فعاليات مهرجان “في حب أم الإمارات”، عدة مسابقات أشعلت حماسة الطلبة، ولعل أبرزها مسابقة الشعر باللغتين العربية والإنجليزية، حيث أبدع المشاركون من الطلبة والطالبات في نظم قصائد دارت حول موضوع جوهري وأساسي تمثل في “أم الإمارات”، وبرزت من خلال هذه المسابقة مواهب شعرية وطموحات شبابية تحمل الكثير من التفاؤل والأمل في المستقبل القريب والبعيد، فالكل حاول أن يعكس حبه الكبير لأم الإمارات عن طريق قصائد، يكفي أنها كانت محصلة لمجهودات شخصية، بالرغم من أنهم لم يتلقوا دروساً في الكتابة الشعرية، وإنما كانت محاولات ارتجالية لاقت إعجاب الحضور والمحكمين، وكما قال سيدنا علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه: “لسان العاقل وراء قلبه”، فتعددت الكلمات والقصائد، لكن توحدت القلوب في حب أم الإمارات. عرض مسرحي استمتع الحضور بعرض مسرحي رائع، قامت بتمثيل أدواره كل من الطالبة الإماراتية ذكرى الزعابي التي قامت بدور الأم الصالحة، ذات التربية والنظرة التقليدية، والطالبة ماري ماتيوس أوهان، التي مثلت دور الشابة الإماراتية المعاصرة، حيث تنجح هذه الشابة بامتحانات شهادة الثانوية بمحصول علمي متوسط يقدر 50.1 ? ، فتذهب لوالدتها وتطلب منها أن تسمح لها بالسفر إلى فرنسا، ولكن ليس فقط لمواصلة الدراسة، بل قصد التعرف على العالم الأوروبي الذي سمعت عنه الكثير من زميلاتها الوافدات، وكي تلبس الصوف الذي تشتريه فقط لتزين به أدراج خزانة ملابسها، وحديثها هو انعكاس لحديث “رمسة” الشباب الذي يمزج بين اللهجة المحلية واللغة الإنجليزية. غلب الطابع الهزلي على المسرحية، ولكن الهدف كان سامياً، حيث كان كلام الأم حكماً ومواعظ، لتختتم المسرحية بالإشادة بدور أم الإمارات في النهضة والرقي بالمرأة الإماراتية خاصة والعربية عامة، ورفع الشعار عالياً، لذا لابد من التذكرة، فالذكرى تنفع المؤمنين. تقول ذكرى الزعابي: “لقد مثلت الدور على خشبة المسرح، كي أبرز مدى تمكن المرأة الإماراتية في المسرح ومختلف الأنشطة، وأكسر تلك القاعدة التي تطمس تحركاتها وتحد من حريتها، وتعتبر هذه المشاركة الثالثة من نوعها، بمسرح جامعة أبوظبي، والمسرحية هي من تأليف أسماء المعيري ومساعدتي أنا”. أما ماري، والتي مثلت دور الشابة الطالبة، فتقول: “أنا طالبة بالجامعة منذ سنتين، وتعتبر مشاركتي هذه الرابعة تقريباً، وقد أسسنا مسرحاً خاصاً بنا نحن الطالبات، كي يكون متنفساً لنا في مختلف الفعاليات والأنشطة المقامة داخل الحرم الجامعي”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©