الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرح دبي الشعبي يستعد للمشاركة في «أيام الشارقة»

مسرح دبي الشعبي يستعد للمشاركة في «أيام الشارقة»
21 فبراير 2011 22:43
(دبي) - يستعد مسرح دبي الشعبي حاليا للمشاركة في الدورة الحادية والعشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية التي تنطلق في السابع عشر من مارس المقبل، بمسرحية تحمل عنوان «الثالث» تأليف وإخراج عبدالله صالح. «الاتحاد» تابعت واحدة من بروفات المرحلة النهائية من العمل حيث كانت «البروفة» ورشة عمل تشبه خلية نحل من فريق الممثلين إلى الفريق الفني المتمثل في فنيي الإضاءة والمؤثرات الصوتية، إضافة إلى عازف العود وعازف للجيتار. ووقفنا مع عبدالله صالح رغم حال الانهماك التي كان فيها، انهماك بدا واضحا في انشغال الفنان ما بين تناول وجبة طعامه وبين توجيه فريق العمل، يصحح لهذا الممثل، ويوجه هذا الفني أو ذاك. لكننا تمكنا أن نسرق منه بعض الوقت للحديث عن هذا العمل بعد حضورنا العرض الذي استمر لما يزيد عن أربعين دقيقة، وهو عرض تجريبي ما يزال قيد التعديلات والتطوير. تدريبات طالت عناصر العرض كلها، الأداء المتنوع للممثلين اللذين يقومان بالدورين الأساسيين في المسرحية، والتدريبات الحركية ومحاولات توظيف إمكانات الجسد والقدرات التعبيرية، وتدريبات على العناصر الفنية الأخرى وملاءمتها مع العرض، من خلال مواءمة الموسيقى مع الإضاءة، وتحريك قطع الديكور القليلة متمثلة في كرسي خشبي طويل وخلفية هي شاشة بيضاء سوف يستخدمها لمشهد من مشاهد خيال الظل. وقد كانت البروفة مخصصة لأداء الممثلين جسديا ولغويا، لكن المخرج نزل عند رغبتنا في مشاهدة بعض العناصر الفنية. ويقوم العمل، كما شاهدنا بروفاته، على ممثلين أساسيين، هما «الأول» يقوم به إبراهيم استادي و»الثاني» رائد دالاتي، وممثل ثالث يظهر في صورة أحد الممثلين وهو رامز دالاتي، وفي زاويتي خشبة المسرح يرافق العرض العازفان عبد الرحمن عيسى (العود)، ويوسف محمد (الجيتار)، فيما يتابع مساعد المخرج عادل إبراهيم العناصر الفنية مع فنيي الديكور والمؤثرات الصوتية. النص الذي جاء باللغة الفصيحة يعالج قضية الصراع بين الهويات والثقافات، بين العرب متمثلين في شخصية طالب يدرس في الغرب من جهة، وشخص آخر ثري ويتمتع بالثروة، ويمثل هذا الغرب بكل جرائمه من جهة مقابلة، هذا الصراع الذي يجسده حوار حاد بين وجهتي نظر، يبلغ حدود الصراع العنيف في نهاياته، فيقدم العرض رؤيته لأخلاقيات الصراع، وهل يجوز للضحية أن يكون جلادا؟ وكيف يتمكن الضحية من التخلص من جلاده دون استخدام العنف الذي هو سمة الجلاد لا الضحية. رغم كل الحوارات ينتهي العمل إلى أن الشاب العربي (راشد) يكتشف أن الغربي (بلا اسم محدد) لا يسمع ولا يتكلم، فينتهي بالقول «إذاً لم يكن داع للنقاش أصلاً». هذا السؤال ذو الأبعاد الفلسفية والأخلاقية، يقدمه المخرج في عرض يحتوي على مفردات واقعية وأخرى ذات حمولات رمزية، انعكاسا لهذه الحال فثمة التمثيل الواقعي حينا، والكوميدي الأسود حينا آخر. ما يجعلنا أمام عمل يتم تقديمه بكل الأدوات الممكنة والملائمة للنص الذي يقول عبد الله صالح إنه اشتغل عليه كثيرا، وعمل على تكثيفه قدر الإمكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©