الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مشروع موقع «الدور» تحول في العمل الآثاري بالدولة

مشروع موقع «الدور» تحول في العمل الآثاري بالدولة
24 مايو 2009 04:00
يواصل الفريق الآثاري الوطني أعمال المسح والتنقيبات بموقع « الدور» بأم القيوين والمزمع تحويله إلى موقع سياحي وثقافي بعد الانتهاء من دراسة المكان بشكل نهائي ومتكامل، وأضافت الاكتشافات واللقى الأخيرة التي عثر عليها الفريق أهمية مضاعفة للقيمة التاريخية والأثرية لموقع الدور، حيث تم اكتشاف كسر فخارية تعود للألف الثالث قبل الميلاد، بالإضافة إلى أن الفريق أماط اللثام عن رؤوس أسهم برونزية تعود للألف الأول قبل الميلاد. وحول هذه المكتشفات وأهمية هذا المشروع الوطني الآثاري الطموح التقت «الاتحاد» بعيسى عباس رئيس فريق التنقيب بالموقع والباحث في علم الآثار بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والذي أشار إلى أن هذا التجمع المهم للفريق الآثاري الوطني ما كان ليتم لولا الجهود المقدرة لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من خلال التعاون المثمر مع الديوان الأميري بحكومة أم القيوين ودائرة الآثار والمتاحف بأم القيوين بالإضافة إلى دوائر الآثار المختلفة بالدولة. وأضاف « يهدف المشروع إلى رسم خريطة للآثار المكتشفة والبحث عن آثار أخرى وتصوير المنطقة بكل ما اكتشف حتى الآن تمهيدا لدراستها أثريا وضمها إلى المناطق التراثية العالمية، كما يسعى الفريق الآثاري الوطني بالتنسيق مع هذه الجهات المختصة إلى تسليط الضوء على المواقع الأثرية المهمة بالدولة وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي وثقافي من خلال التنقيب والمسوحات وتسييج وترميم هذه المواقع والحفاظ عليها من العبث والتخريب». وحول أهمية هذا المشروع الوطني الذي يجمع الجهود الآثارية بالدولة تحت مظلة مشتركة قال عباس « هذا المشروع هو نقطة تحول في العمل الآثاري بالدولة وهو يشكل امتدادا لجهود وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع التي قامت في الثامن عشر من شهر مايو من العام الماضي وبمناسبة اليوم العالمي للمتاحف بإقامة معرض آثار موحد على مستوى الدولة يعبر عن التطور الكبير الذي رافق عمل الجهات الآثارية في الإمارات وما قدمته هذه الجهات من مكتشفات ذات قيمة تاريخية وحضارية وبحثية مهمة «. وعن ظروف العمل على أرض الواقع والاستفادة التي جناها المشاركون في هذا المشروع الوطني قال عباس « رغم حرارة الجو والظروف المناخية الصعبة في هذا الوقت من العام إلا أن حماس وشغف المشاركين في المشروع ساهما في استفادتهم الكبيرة والثرية من جهة التطبيق العملي واكتساب خبرات جديدة في مجال المسح والتنقيب، حيث قمنا بتوزيع المشاركين إلى مجموعتين تقوم كل مجموعة بمهام خاصة بالتنسيق مع المجموعة الثانية ومع المشرفين على المشروع، وبدأت أول العمليات في موقع الدور بمسح وتعيين حدود الموقع ثم قمنا بالتنقيب في إحدى المدافن التي تعرضت سابقا للتخريب، مع رصد وتسجيل نتائج المسوح والتنقيبات». وعن النتائج والاكتشافات التي أفرزتها المسوح والتنقيبات قال عباس « كشفت المسوح الأولى عن العثور على قطع أثرية على السطح عبارة عن قطع وكسر فخارية متناثرة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ومن خلال التنقيبات الأعمق قليلا اكتشفنا رؤوس سهام حديدية من القرن الأول الميلادي وأخرى برونزية تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، كما اكتشفنا مجموعة من الخرز وأقراص للغزل، وهي لقى مهمة على مستوى تحديد عمر وعراقة الموقع». وأضاف عباس» سوف يقوم فريق العمل في المشروع بتوثيق وتصوير وتسجيل وتصنيف هذه اللقى والقطع ووضع دراسة كاملة حولها وحول الموقع قبل تسليمها لدائرة الآثار والمتاحف بأم القيوين «. وردا على سؤال أخير حول وجود تصورات ومشاريع قادمة وشبيهة بهذا المشروع في مناطق أخرى من الدولة قال عباس» نأمل أن تكون هناك مشاريع أخرى شبيهة تدفع بالجهود الآثارية المختلفة في الدولة للتواصل تحت مظلة مشتركة يتم من خلالها تبادل المعارف والخبرات وإنشاء فريق وطني متخصص في أعمال التنقيبات والمسوحات والتي تعتبر من التخصصات النادرة في الإمارات ودول الخليج وبمزيد من الجهد والعمل يمكن استقطاب الطلبة والمهتمين إلى هذا الحقل الثقافي والإنساني المهم من أجل تعميم فكرة المشروع وإلقاء الضوء على العمق التاريخي والحضاري لدولة الإمارات». يذكر أن فريق العمل الوطني الذي يعمل على المشروع يتكون من مجموعة من المتطوعين الإماراتيين من الجنسين ومجموعة أخرى من المتخصصين ومن أصحاب الخبرة في مجال البحث والتنقيب وهم علياء محمد الغافلي مديرة متحف أم القيوين والمشرفة على البرنامج، وعلي المقبالي وحمدان الراشدي من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وحمد المطيوعي، وحمدان راشد العليلي من دائرة السياحة والتسويق وخليل البلوشي من إدارة الآثار بالشارقة وهاني عطية الباحث الأثري بدائرة الآثار والتراث بأم القيوين، كما يشارك في الفريق أحمد الضنحاني رئيس قسم التراث والآثار بوزارة الثقافة، ومروان النعيمي وناصر هاشم من متحف الشارقة، ويقوم بوضع الرسومات والتخطيطات الخاصة بالموقع كل من منى عيسى ورانيا حسين ونسرين جمال من أم القيوين ويحظى فريق التنقيب بدعم مباشر من دائرتي التخطيط والبلدية بأم القيوين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©