الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مكي والخطيب يقدمان تجربتهما في «رسم الشعر»

مكي والخطيب يقدمان تجربتهما في «رسم الشعر»
21 فبراير 2011 22:43
(الشارقة) - أقام نادي الشعر في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول ندوة بعنوان «تزاوج الشعر بالفن التشكيلي» تناولت علاقة الشعر باللوحة. و تحدث في الندوة كل من الفنانة الدكتورة نجاة مكي والفنان العراقي إحسان الخطيب وأدارها الباحث اليمني الدكتور عمر عبد العزيز. وفي البداية، تطرق الدكتور عمر عبد العزيز إلى تجربتي الفنانين موضحا بعض مفاصلهما الأساسية والانتقالات العديدة في تجربتيهما بدءا من الواقعية إلى التعبيرية فالتجريدية. وجاء الحديث في الندوة مرتجلا حيث استعان الفنانان بتقنية البروجكتور لعرض صور لأعمالهما الفنية ذات الصلة بموضوع الندوة، فأوضح كل منهما خبرات شخصية في تعامله مع الشعر بأشكاله المختلفة وما تركه من أثر على بنية أعمالهما سواء على صعيد الشكل أم اللون. وبدأت الدكتورة نجاة مكي الحديث عن إحدى لوحات معرضها الأول متناولة تلك الشفافية في الشكل واللون ثم استلهامها للشعر في أعمال أخرى من المرحلة ذاتها حيث شرعت في استلهام الشعر العربي الكلاسيكي متأثرة بأبيات بعينها وكذلك أشارت إلى استخدامها رموزا أو كلمات لعدد من الشعراء العرب الحماسيين كما سمّتهم. وأكدت أن الشعر قد ترك أثرا على خياراتها الاستراتيجية في التعبير الفني وتحديدا الشكل، الذي هو تجريدي غالبا، حيث اللون يتأثر بالقصيدة لجهة إيقاعها وزمنها. وتوضح مكي أن بيئة الشاعر تترك أثرها أيضا على العمل الفني فحسب بل على سيكلوجية الفنان ما يجعل خياراته مدروسة وتلقائية معا وتحمل طاقة تعبيرية تعبر عن مدى تأثره الحقيقي. كما تحدثت عن تجربتها مع أشعار الشاعر الهندي رابندرات طاغور فأشارت إلى أن من الصعوبة بمكان معايشة تجربة شعرية كاملة من هذا الطراز الرفيع من خلال لوحة واحدة. وجرى ذلك أثناء ما كانت تستعرض أعمالها التشكيلية التي غالبا ما كانت تجريدية مأخوذة من مراحل مختلفة من تجربتها، حيث بدت عليها كتابة أبيات مختلفة أو اقتطاعات منه فبدا أنها تصنع إيقاعا خاصا في أعمالها يتناغم فيه الشكل مع اللون وشفافيته ومقدرته على تحقيق التوازن في الشكل بمختلف كتله اللونية، مثلما بدا أن هذا العرض قد لامس تطور تجربتها الفنية عبر مراحلها المختلفة والكيفية التي كانت توظف فيها الخط بما يواكب إمكانياتها التعبيرية وتطور هذه الإمكانيات. أما الفنان إحسان الخطيب فاستعرض عددا من الأعمال من معرض حمل عنوان «يمّ الكلمات» كانت قد جرت إقامته في دبي سابقا، حيث توقف عند حروفيته «لؤلؤ المعنى» التي استعار فيها أبياتا من إحدى قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وهنا أشار الخطيب إلى أنه عندما يقرأ شعرا يتأثر به فإن ذلك يدفعه إلى إنجاز لوحة ضمن حالة نفسية ووجدانية يقوم خلالها بالمزج بين الأسطوري والما ورائي وكذلك البيئي ما يمنح العمل في آخر الأمر رموزا كثيرة، ليتناول بعد ذلك خبرته الشخصية في إنجاز اللوحة الحروفية التي وصلت به إلى أن يشعر بالعذوبة إلى حدّ الانتشاء. أثناء ذلك، كان الخطيب يستعرض أعماله التي جاءت جميعا بالأبيض والأسود باستثناء لوحة واحدة ملونة أنجزها لصالح مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وظهرت عليها جميعا أبيات من مختلف مراحل الشعر العربي. والحال أن أغلب الأعمال التي جمعت ما هو تجريدي في الفن إلى قَدْر من التعبيرية، بدا لافتا فيها مقدرة الفنان إحسان الخطيب على إنشاء بنية للعمل واضحة ومكتملة وذات تناغم ليس بين الكتل اللونية التي بالأسود والأبيض فحسب بل بين المضمون الرمزي للعمل والخطاب الذي يريد الفنان إيصاله إلى الناظر إلى لوحته. يشعر المرء أنه بإزاء عمل فني يحقق شروط معاصرته الخاصة إذ يتجاور الشعر مع الحلمي ومع رموز لا تنتمي إلى حضارة بعينها أو عصر ما بل هي تأول شعري – فني للاثنين معا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©