سمية الحمادي تعزف على أوتار البراءة بالورد

في عرض ينطق بالبراءة، عزفت المصممة سمية الحمادي على أوتار الطفولة الفَرِحة بتقديمها مجموعة رائعة لفساتين فتيات تحاكي شغفهن بالظهور في قمة أناقتهن وهن يتبخترن كالأميرات على منصة العرض التي حملتهن عالياً في ليلة ربيعية ساحرة ضمت مجموعتها أكاليل من زهور الربيع، فمن بين الألوان الزاهية البراقة تنتقل الفراشات بخفة ليأخذن لهن مكاناً بين ثنايا الفساتين وليضْفيْن نعومة ورقيّاً، وتتوج البراءة على قمة الأناقة، من هنا رغبت المصممة سمية الحمادي أن تفرغ شحنة الإبداع التي لازمتها فترة من الزمن لتجسدها على أرض الواقع من خلال مجموعة متميزة من التصاميم التي لفتت أنظار الصغار قبل الكبار، وتؤكد الحمادي أن الكثيرين يعتقدون أن التصميم للصغار أمر هين وبسيط، وهذا الأمر غير صحيح، فمحاولة لفت أنظار الصغيرات واستمالتهن لفستان معين، يتطلبان المزيد من الروية في وضع الأفكار والكثير من الجهد، فالوصول إلى طبيعة الطفل ولونه المفضل وما يخالج ذهنه من أفكار قد تكون مستمدة من شخصية تعلق بها نفسياً فكانت بمثابة البوابة التي ننطلق عبرها إلى التصميم الذي يرسم فحواه من خلال مجموعة من الصور التي تحيط به، وهذا الأمر كثيراً ما يوقع المصممين في حيرة من انتقاء التصميم الذي يحقق الرضا والقبول عند الأطفال، من جانب آخر رسمت الحمادي مجموعة مختلفة من الفساتين المستوحاة من ألوان الربيع الفرِحَة التي كست بها 15 فستاناً طافت بها الفتيات الصغيرات على منصة العرض، فاستخدمت أقمشة متنوعة ومختلفة، فمن نعومة الشيفون وخفة الدانتيل والتول الموشح بخطوط دقيقة وناعمة من التطريز موزعة بطريقة فنية مبدعة فازدادت أناقة وتألقاً، كما اختيرت القصات التي لا تشكل قيوداً على الأطفال أثناء الحركة، وهذا ما تحرص عليه الحمادي أثناء تصميم أي فستان، بالإضافة إلى ملحقات الفستان التي سعت المصممة لوجودها مع كل تصميم، فنجد الإكسسوارات كالعقود وبعض الأساور والحقائب التي عشتقها الفتيات وتشبثن بها بقوة أثناء العرض· رحلة الحمادي في عالم التصميم لم تكن مفروشة بالورد، فرغبتها في كسر القيود وإزالة العراقيل التي قد تحجب الطريق أمامها نحو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه بأن تصل بفنها إلى كل طفلة، وأن تحقق جانباً من أحلامهن، هو الهاجس الذي تترقبه بمزيد من الإرادة والجهد والثقة الذي دائماً ما تراه خلال المحيطين بها· وتؤكد دائماً ضرورة أن يتخذ المرء هوايته أو ما قد يختبئ بخجل في طيات نفسه من فن، على محمل الجد بأن يسعى إلى إظهاره من خلال تكثيف الجهود وصقل الموهبة ودراسة المشروع بروية ودقة حتى يساهم بشكـــل أو بآخر في تنمية المجتمع اقتصاديا واجتماعياً من خلال المشاركة الفعالة في المحافل المحلية والعالمية·