الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شمـس أســاوره شمعيــة

شمـس أســاوره شمعيــة
20 ابريل 2008 00:15
إلى جانب مجموعة الاكسسوارات الجميلة التي يعرضها للبيع، من أساور، وقلادات، وقابضات شعر نسائية، وأقراط، ومجسمات وتحف صغيرة، يجلس شمس برويز يومياً في ركن صغير بأحد مطاعم أبوظبي الشهير بالمأكولات الهندية، لينجز عمله في صناعة الأساور الشمعية الملونة· ومع أنه ورث تلك المهنة ''الراجستانية'' الشهيرة عن والده، إلا أن شمس، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، وكعادة الكثير من شباب اليوم لم يقبل بأن يعيش في ''جلباب أبيه''، فاختار العمل بداية في حقل التقنيات ''الالكترونيات'' ظناً منه أنها المهنة التي تناسبه وتصنع له المستقبل، لكنه سرعان ما اكتشف أن إرث والده يسري في عروقه، وأن بداخله حنيناً إلى جذوره الهندية الضاربة في القدم، فعاد إلى والده يطلب منه تعلم حرفته· أدوات بسيطة منذ 3 سنوات فقط بدأ العمل في حرفة صناعة الأساور الشمعية، وهي حرفة هندية عريقة ولها شعبية بين الناس في الهند، لاسيما في مدينة ''بومباي'' حيث يقطن برويز، كما أن دخلها جيد مقارنة بالحرف والمهن الأخرى· والعمل في هذه الحرفة ممتع ومريح كما يراه شمس، وهو يعتمد بالدرجة الأولى على اللمسة الفنية والصبر والمهارة في الصنع، أما الأدوات التي يستخدمها في صناعة الأساور فهي أدوات بسيطة للغاية، وبالطبع ليس لها أسماء بالعربية كونها تتواجد فقط في الهند، ومن أهمها ''السال'': أداة خشبية لتحديد مقاسات الأساور، و''الحطة'' وهى الأداة الرئيسية لتشكيل الإسورة، و''الكالي'' وهى أداة خشبية أيضا تشبه المسطرة، بالإضافة إلى المنضدة الرئيسية التي يستند إليها في العمل، وهي عبارة عن ''طاولة'' مصنوعة من الحديد يوجد فيها تجويف لوضع الفحم، أما المساحة المسطحة من أمامها فيوضع عليها المادة الشمعية لصنع الإسورة· يبدأ شمس العمل بوضع الفحم في المنضدة الرئيسية ''المعمل''، وعندما يحمر الفحم يأتي دور استخدام المادة الأساسية لصناعة الإسورة أي ''الشمع''، وهو بالمناسبة شمع طبيعي يتم استخراجه من أحد أنواع الشجر الموجودة في الهند· يختار برويز اللون الذي يريده، ويضعه على الشمع ثم يأخذ بتمريره على الفحم وتدويره بالتدريج، باستخدام ''الحاطة''، وبعد أن يطلى الشمع ويطوّع فيصبح قابلاً للتشكيل يمدده على ''الطاولة'' ليأخذ الشكل الاسطواني ثم يفرده بواسطة ''الكالي'' قبل أن يقصه بالمقص ويلصقه من الجانبين ليصبح على شكل إسورة جميلة مختلفة الألوان· يستغرق العمل في الإسورة الواحدة بين 10-12 دقيقة وهي مدة كافية، لكنها تحتاج من الصانع إلى صبر وروية ودقة في الصنع، وهكذا يمضي شمس نهاره في صناعة الأساور مبتسماً وهو يرى إعجاب الناس بما يصنع ويبدع· أحلام عادية لم يمض على مجيئه إلى أبوظبي سوى ثلاثة أشهر، إلا أن برويز أحب هذه المدينة الهادئة كحبه لعمله وعائلته المكونة من 3 أخوات وأخ، ''أحب عملي فهو ممتع ومريح، وكل ما أحلم به هو العيش بهدوء وأرسل المال لأهلي في الهند، فوالدي كبر الآن ولا يستطيع العمل، وأنا بالإضافة إلى أخي نتولى الإنفاق على الأسرة حالياً''· ويبدو أن شمس برويز قد وجد في عودته إلى جذوره وحرفة أبيه الراحة والسعادة، فاستسلم لطاعة الوالدين، ثم أتبعها بقبول العروس التي اختارتها له الوالدة وهو راض كل الرضا عن حياته فلا يحلم بأكثر من ذلك·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©