الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قادة المستقبل في مخيمات توطين

قادة المستقبل في مخيمات توطين
20 ابريل 2008 00:17
في قلب ''وادي البيح'' برأس الخيمة الذي يبعد مسافة ساعة تقريبا عن المدينة، وتحت شعار ''توطين''، التقى أكثر من 250 طالبا وطالبة من مختلف الجامعات الوطنية مؤخرا في ثمانية مخيمات مختلفة، نظمتها مؤسسة الإمارات، وهي مؤسسة ذات نفع اجتماعي في أبوظبي، قاموا خلالها بمجموعة من الأنشطة والفعاليات الموجهة بعناية نحو تعزيز الثقة بالنفس، وتطوير قيم العمل الجماعي وإدارة الفريق وتطوير مهارات واحتياجات العمل، وذلك في إطار ''مشروع القيادة للشباب'' الذي يهدف لتطوير المهارات القيادية لدى شباب الإمارات العربية المتحدة· المخيم الثامن والأخير للشباب الذكور، عقد الأسبوع الماضي لمدة يومين، جرت فيه نقاشات نظرية حول مفهوم القيادة، وأسلوب التعلم من خلال العمل، وممارسات تطبيق المهارات القيادية على أرض الواقع، وذلك من خلال مجموعات أو فرق عمل جماعية، كذلك شارك متطوعون من برنامج ''تكاتف'' للتطوع الاجتماعي في إدارة وتنظيم مخيمات ''القيادة للشباب'' إذ تمّ تدريب مجموعة مختارة من متطوعي البرنامج للعمل كقادة فرق، ومساعدة المنظمين، وتسهيل عمل المشاركين في فعاليات وأنشطة المخيمات· أسئلة عملية قسّم المشاركون في المخيم الأخير على مجموعات متعددة، كل منها تتألف من 8 أشخاص، وأنيطت بهم مسؤولية حلّ سؤال على أرض الواقع، تحت إشراف مدرب خاص، يقول قائد مجموعته، أحمد عبد الله الهاشمي: ''لقد أعطونا أربع قطع من الأخشاب لنقوم بترتيبها فوق أربعة أعمدة بحيث نصعد عليها جميعا ونتمكن من مصافحة بعضنا البعض خلال مدة زمنية معينة''·· لم يكن حلّ السؤال بالسهل فذلك يتطلب التفكير والتجريب، والتعاون والتشاور بين أعضاء الفريق الواحد، خلال الحلّ تم توزيع الأدوار وتبادلها حسب مستجدات الظروف فقام أحدهم بدور القائد وآخر بدور المفكر والثالث بدور المنفذ، حتى توصلوا إلى حلّ المسألة· يقول قائد الفريق: ''لقد قمنا بالأمس بحلّ ثلاثة أسئلة واليوم بحل سؤال واحد، لكنه تطلب الكثير من الوقت والجهد في الحلّ، وقد نجحنا في ذلك، رغم طول المدة الزمنية غير أننا سعداء إذ أننا الفريق الثاني الذي تمكن من حلّ هذا السؤال ونسبة نجاحه 10% فقط''· وأضاف الهاشمي، وهو طالب في كلية التقنية بأبوظبي: ''في هذا المخيم تعلمنا القيادة على أصولها، وكيفية تنظيم الوقت بين الفريق، والموافقة بين التخطيط والتنفيذ·· وقد كنت قائد الفريق اليوم أنظمهم وأجمعهم وأنسق بينهم، وهنا تعلمت أن القائد لا يصنع الأفكار بالضرورة، فالقائد يجوز أن يتراجع إلى الخلف قليلا لكي يجعل أعضاء الفريق يتقدمون إلى الأمام ويقدمون أفكارهم فربما تكون أكثر فائدة أو أجدر بالحلّ''· ويقول صالح ناصر شملان، طالب دبلوم عالي هندسة كهرباء بكلية تقنية أبوظبي، ''لقد شاركت في مخيمات كثيرة ولكن هذا المشروع مختلف، إذ يسلط الضوء على كيفية القيادة، والتعلّم بالاستمتاع والمرح، فالدروس ليست جافة وجامدة، ونحن نستمتع باللعب وبتكوين صداقات جديدة، واكتساب الخبرة من الآخرين، وقد تعلمت من المخيم حسن التخطيط والتدبير، واحترام الوقت، والاستماع للرأي الآخر، واعتماد مبدأ الشورى بين أعضاء الفريق الواحد''· ويرى شملان أن فكرة المخيم ونتائجه تنفي الفكرة السائدة عن كسل الشاب الإماراتي واعتماده على الآخرين، لكن المشكلة حسب اعتقاده أن المواطن لم يجد التوجيه الصحيح لدراسة التخصصات المطلوبة وكذلك الجهات التي تستنفر طاقاته وتحفزها، ومن هنا تولدت الإحباطات لدى بعض الشباب التي دفعته للكسل والاتكالية· مشروع ناجح نموذج حيّ وضعه برنامج المخيم الثامن أمام الشباب وقدوة في صفات القيادي الناجح تمثل في الشاب فيصل الكمالي، مدير البنية التحتية لشركة ''الدار'' العقارية، وهو يعمل منذ 4 شهور فقط في شركة الدار، لكنه استطاع أن يثبت نجاحا وجدارة في منصبه فاقا التوقعات، إذ يعمل على تطوير بعض الأنظمة في المؤسسة والتي تبشر بتطوير العمل كليا، يقول الكمالي: ''لقد توجهت إليّ أنظار الشركة من خلال عملي السابق في هيئة المياه والكهرباء بأبوظبي، فكنت المنسق للعمل بين كافة الشركات وطوّرت نظام سريان للمعلومات مما سهّل العمل ووفر الوقت والجهد، فاختارتني شركة ''الدار'' لمنصبي الحالي، والآن أنوي تطوير نظام العمل في الشركة لنضعها في مصاف الشركات الرائدة بالدولة''· وحول فكرة المخيم ومن خلال تجربته مع الطلاب يرى الكمالي أنه مشروع ناجح، كونه يستخرج كفاءات ومهارات أبناء الوطن، ''لقد وجدت أن الطلاب مبدعون، ولديهم الطاقة والمهارة، كانوا يفتقدون للفرص وإذكاء الطاقة الكامنة لديهم، وهم بحاجة إلى الدعم المتواصل من الحكومة والمؤسسات المختلفة والمسؤولين، وتغيير الفكرة السائدة عنهم وهو ما لمسته من خلال تجربتي الشخصية أيضا''· من جهته قال أحمد علي الصايغ، العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات: ''إن برنامج ''توطين'' ينسجم مع التوجهات والأهداف الحكومية الرامية إلى زيادة نسب المواطنين العاملين في القطاع الخاص، لافتاً إلى أهمية هذا المشروع، وغيره من مشاريع التوطين الأخرى، في إعداد المواطنين الشباب، وتأهيلهم لمواجهة تحديات العمل· كما قالت شيرين خليل يوسف، قائدة فريق عمل في برنامج ''تكاتف'': ''إن المشاركة في هذه المخيمات تشكل فرصة مثالية لاكتساب خبرات مهمة على صعيد تطوير القدرات والمهارات، وتعزيز الثقة بالنفس، والقدرة على اتخاذ قرارات صحيحة، وقيادة مجموعات وفرق العمل نحو تحقيق الأهداف المطلوبة·
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©