الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفتيات يتساءلن: على من نطلق الرصاص ؟

الفتيات يتساءلن: على من نطلق الرصاص ؟
20 ابريل 2008 00:17
يتهم الكثيرون خروج المرأة للعمل وارتفاع مستوى التعليم، بأنهما السبب الرئيسي في تأخر سن زواج الفتاة، وهناك عده تساؤلات تطرح حول هذه الظاهرة، وما هي علاقة العادات والتقاليد السائدة بتأخر سن الزواج ؟ هل هناك علاقة بين غلاء المهور والمبالغة فيها من قبل كثير من الأسر بتفاقم المشكلة ؟ وهل يمكن للفتاة أن تقدم تنازلات معينة، وتتخلى عن كثير من شروطها حتى لا يفوتها قطار الزواج ؟ وما هي النتائج السلبية التي يمكن أن تترتب على هذه الخطوة ؟ الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع والمستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تعترف بوجود المشكلة في المجتمعات العربية بشكل عام، وتقول: ''إن هذا أدى إلى أضرار ليست للفتاة فقط، بل وأيضاً للفتى وللأسرة والمجتمع ككل، مشيرة إلى أن الفتاة قد ترفض الزواج عندما تكون في مرحلة عمرية مناسبة إما لإحساسها بأنها لديها امتيازات تجعلها تبالغ في شروطها ومتطلبات ومواصفات الزوج المطلوب أملاً في أن تجد الشخص الذي يمكن أن تقتنع به، وتظل على حالتها من الرفض حتى يتقدم بها العمر ويفوتها سن الزواج المناسب· وإما أنها تريد أن تحقق طموحاتها الشخصية أولاً وقبل كل شيء، سواء في المجالات العلمية أو العملية مما يجعلها دائماً تؤخر فكرة الارتباط والزواج، ثم إن هناك بعض الفتيات اللاتي يرسمن صورة معينة لفتى الأحلام وزوج المستقبل ولا يرضين عن غيره بديلاً، ولأنهن لا يجدنه في الواقع، فإنهن يؤخرن سن الزواج، وبتأخير مثل هذه النماذج لسن الزواج فإنهن يتعرضن لأحاسيس يشعرن فيها أن المجتمع، قد ظلمهن، ويكن في صراع دائم مع النفس لتحقيق طموحات أكبر وأكبر مما يعرضهن للصدام مع من يتعامل معهن، ثم في النهاية يقدمن تنازلات كبيرة في سبيل الحصول على لقب متزوجة دون اقتناع بالزواج أو بالزوج نفسه· ولحل هذه المشكلة التي تعد خطيرة؛ فإن على المجتمعات العربية ككل أن تتكاتف معاً لخفض سن الزواج، حيث إن تعديل القوانين لرفع سن زواج الفتيات في بعض البلاد العربية يسبب في كارثة اجتماعية، كما لابد من التغلب على العقبات الاقتصادية التي تعوق الزواج، وتيسيرها على الشباب الراغبين في الزواج· على أية حال، فإن الظاهرة باتت موضوعاً دسماً في منتديات الحوار في عدد كبير من المواقع الإلكترونية، ومنها موقع ''إسلام أون لاين'' الذي نستقطع منه هذا الجانب: تسأل ''زهور'' من مصر: * ما سبب تأخر كثير من الفتيات عن الزواج؟ وتجيب: بعض الفتيات يجدن أنه من الأهمية أن تواصل تعليمها، وتحصل على شهادات أعلى، وأن تلتحق بوظيفة ثابتة، وهذا لم يعد متاحاً الآن إلا بعد سنوات طويلة من الكفاح، خاصة في ظل تخلي بعض الحكومات عن توظيف النساء والرجال، كما أن القطاع الخاص يفضل الرجال فقط، فتضطر الفتاة لأن تظل سنوات طويلة لتستقر في وظيفة محترمة، وبعد ذلك تبدأ في التفكير في الزواج· * وتجيبها ''علياء'' من تونس: هناك أسباب كثيرة، منها أنها لم تجد الزوج المناسب، وليس هو فتى الأحلام الذي تفكر فيه الفتيات في سن المراهقة، لكنه ذلك الشاب الذي يستطيع أن يفهمها ويستطيع أن يساعدها على أن تكمل طموحاتها التي بدأتها، لأنها لا يمكن أن تضحي بكل ما أنجزته طوال هذه السنوات من أجل أن تحمل لقب زوجة· وهناك أيضاً أسباب اقتصادية، فقد تجد الفتاة من تريده، ولكن تحول المادة دون الزواج، ومن الأسباب أيضاً ذلك الانغلاق - ليس المقصود تقوقع الفتاة داخل منزل كما كان في الماضي - ولكن تلك العلاقات الاجتماعية التي أصبحت شبه مفقودة بين الأسر الصغيرة بعضها البعض، فالأقارب، لا يزورون بعضهم إلا في المناسبات، والجيران لا يكاد الواحد فيهم يعرف الآخر، والصداقات الأسرية بدأت تتلاشى· وبالنسبة للزوج المتوقع فأتوقع أن يتقدم جميع من ذكرت لكنني لن أقبل أن أتزوج من شخص أكون أنا الزوجة الثانية في حياته بدون مبرر، أي بدون أن يكون هناك سبب لأن يتزوج زيجة أخرى: كأن تكون زوجته الأولى مريضة أو غير قادرة على الإنجاب· أما الأرمل الذي ليس لديه أطفال فقد أفكر فيه إذا أعجبت بشخصيته، وفي جميع الأحوال سأتزوج من اقتنع به وبظروفه· وتضيف ''آمنة'' من لبنان: الأسباب كثيرة، وأعتقد أن ظاهرة انتشار التعليم بين الفتيات ساهمت إلى حد كبير في تأخر سن الزواج· لا أعتقد أن أياً من العروض المطروحة مقبول· الشاب عنده مشكلة فارق العمر·· والمتزوج مشكلته أنه متزوج·· والمطلق قد يحمل عاهة في أخلاقهن أو يريد أولاداً وأطفال المسنات معرضون للأمراض أكثر من سواهم·· والأمل ممكن إذا كانت عائلته متماسكة· أما في أسباب بلوغ هذا السن من دون زواج: فيعود ببساطة إلى أنه لا خيار للفتاة إلا الانتظار·· خصوصاً إذا كانت تطلب فيمن تبغيه زوجاً تعليماً، وثقافة متكافئة، وظروفاً مادية مقبولة، ووضعاً اجتماعياً مقبولاً· وقد يكون السبب الرئيسي هو المتطلبات العالية للرجل من حيث الشكل قبل المضمون، ومن حيث المستوى الاجتماعي، أما الزوج المتوقع فهو عادة ما يكون مطلقاً أو أرمل· ü يعلق ''أبوريان'' لم يحدد جهته'': بدأ الآن في عصرنا الحاضر تقوقع النساء حول موضوع عدم الزواج من متزوج·· مما أدى إلى ظهور العنوسة التي نرى آثارها بوضوح في مجتمعاتنا· السؤال الذي أريد الإجابة عليه·· الآن كآنسات ''لا أقول فاتهن القطار'' هل لو تقدم لكن رجل متزوج، ولديه أطفال من زوجته الأولى·· سيجد القبول لديكم ؟ تعود ''زهور'' لترد قائلة: لا أظنني سأقبله، لأنه قد أتيحت الفرصة لهذا الرجل المتزوج سابقاً للارتباط بإنسانة لم يدخل أحد في حياتها من قبل، ولا أجد ما يمنع من أن أحصل على فرصة مساوية· وتضيف ''علياء'': لا، لأنني لا أستطيع تحمل مسؤولية أطفال ليسوا أطفالي، ومهما حاولت معاملتهم - كما أتمنى أن أعامل أطفالي - فلن يتقبلوا تصرفاتي معهم، من نفس المنطلق الذي أنطلق منه· أما إذا كان قد سبق له الزواج ولم ينجب من تلك الزوجة، فقد أفكر في الارتباط به إذا لم تكن هذه الزيجة قد تركت أثراً في حياته· وسؤالي: ''لو طبق شرع الله وسنته في تعدد الزوجات، هل كان مجتمعنا سيعاني من مشكلة العنوسة ؟ ü ويسأل بكر عابدين من الإمارات: يا آنسات·· هل الحياة ممكنة بدون زوج ؟ أنا لا أتخيل نفسي بدون زوجة وأرجو أن لا تفهمن أني أشجع على الحياة دون ارتباط برباط نظيف ومحترم، لكني كفرد في المجتمع لا أستطيع أن أشعر بمعاناتكن لأساهم في حلها· وتجيب زهور: ''الحياة ممكنة بدون زوج، نحن لا نتحدث أن الحياة تكون بدون زوج، ولكن نتحدث عن اختيار زوج مناسب وشخصية مناسبة تساعد على إكمال الحياة بطريقة ميسرة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©