عرض لبناني لمسرحية «النمرود» الإماراتية

لا ينبغي التعاطي مع مسرحية «النمرود» التي عرضت مؤخراً في بيروت، بوصفها عملاً مسرحياً فقط وإلا جاء تفسيرنا مختزلاً، بل لا بد من النظر إلى مؤلفها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتمعن في مسيرته، والأخذ عنه وعن أدواته، والاستفادة من علمه، الذي يقول فيه: «نحن كبشر زائلون، ويبقى المسرح ما بقيت الحياة». ففي فصول ثلاثة وظف سموه في مسرحيته «النمرود» الشخصية التاريخية الأسطورية المعروفة شعبياً في مدينة بابل القديمة بإسقاطات على الحياة المعاصرة في العالم العربي. العرض اللبناني للمسرحية جاء من على خشبة مسرح المدينة، وقدمه ثلاثون ممثلاً يؤدّون عملهم على خشبة المسرح من خلفية إبداعية للمخرج العربي التونسي القدير المنصف السويسي، ليعززوا من خلاله التقارب والتواصل والتحاور بين الأشقاء. وهو عرض يستحق المشاهدة، أولاً لعمق الفكرة والمضمون، وثانياً لأن الممثلين قدموا أسلوباً جديداً، وحضوراً طاغياً، يلهب المشاهد حماسة. وقال سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان رحمة حسين الزعابي الذي شاهد العرض إن «العمل الذي ألفه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة يمتلك هوية ثقافية لها دلالاتها في عالم المسرح، وفيه مواقف وتشخيص للماضي والحاضر، فضلاً عن المعنى المباشر للعرض الذي يأتي في إطار تأكيد التواصل بين جميع الأشقاء». أما الفنانة القديرة نضال الأشقر فقالت إن العمل «جميل جداً وفيه إبداع وتميز يحقق الآمال والتطلعات على صعيد المسرح العربي؛ فالمخرج المنصف السويسي تاريخ في العطاء وفنان ومبدع من الطراز الأول، والفرقة تمتلك تجانساً واضحاً وأفرادها أحسنوا أداء الحركة الملائمة والأسلوب الجديد، وهم يأخذونك بأدائهم إلى عالم الفن والتواصل والتفاعل لنقل النص عبر لوحات للمتلقي ورواد المسرح».