«قلم» يحول الإبداعات الإماراتية إلى لغة برايل

يقوم مشروع قلم التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والذي يضطلع بطباعة النتاجات الأدبية الشعرية والقصصية والنقدية لأبناء الإمارات، وفي بادرة جديدة من نوعها بتحويل جميع الإبداعات الأدبية التي أصدرها والتي بلغت 16 عملاً أدبياً في مختلف ميادين الخلق الفني إلى لغة برايل للمكفوفين، مساهمة منه في إشراك شريحة اجتماعية مهمة للاطلاع على نتاجات أبناء الإمارات وتشجيعهم على المساهمة في رفد المكتبة المحلية تكريساً لقدراتهم في هذا المجال. وفي هذا الصدد قال الروائي علي أبو الريش مدير مشروع قلم لـ «الاتحاد»: «تأتي هذه الخطوة بوصفها لفتة رائدة للاهتمام بشريحة اجتماعية مهمة تمتلك من الطاقات والقدرات الإبداعية ما يجعلها شريكة في البناء الثقافي لمجتمع الإمارات، وأيضاً يهدف المشروع إلى التوسع في نشر الثقافة للشرائح المختلفة دون الاتكاء على خط مستقيم واحد وجامد». وأضاف أبو الريش: «إن الأدب العربي يزخر بطاقات إبداعية من هذه الشريحة التي نريد أن نتوجه إليها إيماناً منا بأن المكفوف يمتلك من الطاقات الإبداعية الهائلة ما يجعله يعوض حاسة فقدان البصر بحواس أكثر رهافة، وأكثر قدرة على تلمس مقتضيات الواقع ومعطياته». وقال: ننوي إجراء الاتصالات مع المهتمين في هذا المجال في البلدان العربية التي سبق وأن قدمت نتاجات مماثلة، وربما يخطر على بال الكثير بأنه بالإمكان نقل هذا النتاج الأدبي الغزير عبر التسجيلات الصوتية، كما حدث لتجارب أخرى إلا أننا نؤمن أن الكفيف يمتلك من الحاسة السادسة والقدرة الذاتية العالية على أن يقرأ النص الأدبي بنفسه وبشفافية عالية مما يستدعي الاعتزاز بقيمة ما يقرأه وقوة شخصيته، حيث لا وجود لموصل يساعده على قراءة النص الأدبي له كما هو في التسجيلات التي اعتدنا عليها. وأضاف: وما قراءة الكفيف لأي نص أدبي من خلال الكتاب الذي سوف يوفره مشروع «قلم» إلا تأكيد لذات القارئ الكفيف وتحقيق لسعادة القراءة ولإحساسه بالانتماء إلى مجتمعه الثقافي الذي لم يهمله ولم يتجاوزه في مسيرته الثقافية. وأكد أن النية متوفرة لطباعة جميع ما صدر عن مشروع قلم وما سيصدر في المستقبل، وهذا في الحقيقة يؤكد التوجه الحضاري لدولة الإمارات واهتمامها بشريحة اجتماعية مهمة.