أصغر شاب خليجي يتسلق «كلمنجارو» أعلى قمة أفريقية

تمكن طالب بكلية القانون بجامعة الإمارات من تسلق قمة جبل كلمنجارو في شمال تنزانيا على ارتفاع 5895 مترا عن سطح الأرض، أنجز ذلك خلال أربعة أيام متصلة ضمن فريق خليجي يضم 12 شابا وفتاة واحدة من هواة التسلق، في رحلة نظمتها رابطة لهواة تسلق الجبال في الكويت إحياء لذكرى تحريرها الذي يوافق 25 فبراير. وعبر الشاب الكويتي علي مساعد الرخيص ( 21 عاماً ) عن بالغ سروره بنجاح هذه المغامرة، خاصة وأنه يعتبر نفسه أصغر شاب خليجي وعربي (وفق سجلات الرابطة) يصعد إلى هذه القمة الأعلى أفريقياً، والرابعة على مستوى العالم، لافتا إلى أن دعم ومساندة الجامعة وتشجيعها له على خوض التجربة كان لهما بالغ الأثر في نجاحها وتحقيقه لحلم طالما راوده، وهو ما جعله حريصا على رفع علم الجامعة على القمة وفاء وتقديرا لدورها. وقد أشاد الدكتور عبد الله الخنبشي، مدير جامعة الإمارات، بروح المبادرة والتحدي التي يتحلى بها طالب القانون بالجامعة، ما مكنه من خوض هذه التجربة المفيدة بنجاح كبير سيكون له بلا شك مردود ايجابي من حيث تشجيع زملائه على خوض تجارب شبيهة، دون تردد وخوف، ما ينمي فيهم روح المبادرة وقبول التحدي دون أدنى اندفاع أو تهور. وأكد مدير الجامعة، الذي حرص على استقبال الطالب في مكتبه وتهنئته ـ اهتمام الجامعة بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لتزكية روح التنافس الشريف لدى الطلبة سواء بالمجال العلمي والأكاديمي، أو بالأنشطة المختلفة الرياضية والثقافية والعلمية وغيرها التي تنمي فيهم مقومات الشخصية، وتعزز قدراتهم ومهاراتهم المختلفة، ما يجعلهم أكثر استعدادا للعطاء والإسهام في خدمة مجتمعهم ووطنهم. وروى الرخيص تفاصيل تلك المغامرة الكبرى، على حد تعبيره، فقال إنه خاضها ضمن فريق خليجي يضم 12 شابا من الهواة ومحبي المغامرة ـ من بينهم 8 شبان وفتاة من الكويت، 3 شبان إماراتيين بتنظيم من رابطة هواة التسلق برئاسة شاب كويتي، كان أول عربي يتسلق قمة افريست بجبال الهميلايا، عقدوا العزم جميعهم على القيام بتلك المغامرة بحيث يصلوا إلى قمة كلمنجارو صبيحة يوم 25 فبراير الذي يوافق ذكرى تحرير الكويت. وتابع الرخيص رواية تفاصيل المغامرة قائلاً: انطلقنا من مطار دبي حيث كنت على موعد للتجمع مع رفاقي القادمين من الكويت وغادرنا لتلتقي مع زملائنا القادمين من دولة الإمارات في تنزانيا، وهناك تم استكمال كافة الإجراءات والخطوات الخاصة بالرحلة التي بدأناها صبيحة يوم 21 فبراير الماضي وانتهت في ال 25 من نفس الشهر. وأضاف مساعد: في أولى المراحل قطعنا حوالي 600 متر لنصل إلى ارتفاع 2800 متر، وفي اليوم الثاني قطعنا 800 متر إضافية لنصعد لارتفاع 3600 متر باتجاه القمة، وفي اليوم الثالث وصلنا الى ارتفاع 4500 متر ثم عاودنا، وفق خط سير الرحلة، الهبوط اضطراريا لمسافة 600 متر، لنعاود الصعود مرة أخرى ونقطع مسافة 800 متر. وتابع قائلا: عند منتصف اليوم الرابع بدأنا الزحف باتجاه قمة كلمنجارو التي تسمى (هوروبيك) وسط ظروف جوية صعبة، حيث هبطت درجة الحرارة إلى ما دون 20 درجة تحت الصفر ليلاً، مع نقص كبير في الأوكسجين، ما أصاب أعضاء الفريق بنوع من الصداع والشعور بالإرهاق.. وأضاف الرخيص: بعد مسيرة 7 ساعات كانت محفوفة بالمخاطر قطعنا فيها مسافة 1300 متر، وصل الفريق الى قمة الجبل في تمام الساعة السابعة و 45 دقيقة صبيحة يوم 25 فبراير، وهو يوم ذكرى تحرير الكويت ليحقق الفريق الغاية من الرحلة. وحول الإجراءات والاستعدادات التي توفرها السلطات المحلية في تنزانيا للسياح الذين يقصدون تسلق القمة من الهواة محبي المعامرة أوضح الرخيص أن هناك نقطة إسعاف، ومهبطاً للطائرات العمودية على ارتفاع 3500 كيلو مترً، لافتا إلى أن المنطقة يغلب عليها طابع المحميات الطبيعية التي تضم العديد من أنواع الحيوانات الأفريقية، بما في ذلك المهددة بالانقراض. ويعد جبل كلمنجارو أعلى قمة في أفريقيا ورابع أعلى قمة من اصل 7 قمم جبلية في العالم، ويرتفع عن مستوى سطح البحر 22000 قدم في حين يبلغ ارتفاع قمة إفريست حوالي29000 قدم، وتعتبر قمة كلمنجارو وجهة للمغامرين وهواة تسلق الجبال، لأنه جبل متدرج في العلو، ولا ينطوى على منحنيات صعبة تحتاج إلى خبرة ومهارة خاصة في التسلق.