الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

والله حرام!

والله حرام!
25 مايو 2009 02:39
قبل فترة تناولنا في تحقيق صحفي ظاهرة إهمال بعض الآباء والأمهات أطفالهم إهمالاً جسيماً - عن غير قصد - يفضي بأطفالهم وفلذات أكبادهم إلى الموت، وعرضنا صوراً وأحداثاً واقعية لعشرات القصص والحوادث المأساوية التي ضاع فيها أطفال أبرياء، وذلك بقصد التوعية المجتمعية للتقليل من مثل هذه المآسي، ولفت نظر الآباء والأمهات إلى كثير من صور الإهمال الجسيم وحتى نتفادى تكرار هذا الإهمال كل يوم، واقترح كثيرون تشديد العقوبة الجنائية «لجريمة» الإهمال، فالأب راع ومسؤول عن رعيته، والأم راعية ومسؤولة عن رعيتها، ولا تشفع الأبوة والأمومة، ولا الدموع ولا الأحزان، ولا «البكاء على اللبن المسكوب» لما يرتكبه الآباء والأمهات بحق أطفالهم من إهمال جسيم. لكن يبدو أن كافة الجهود، وكل النصائح، تذهب سدىً، وسرعان ما ننسى، وسرعان ما نعض في المساء أصابع الندم و»نمصمص» الشفاة قهراً وحزناً ونكداً وغماً.. وفي الصباح كالعادة سرعان ما ننسى، وكأن شيئاً لم يكن. ماذا نفسر هذا التسيب، وهذه اللامبالاة في ترك مفاتيح السيارات الفارهة أمام أطفالنا، أو نعطيهم الضوء الأخضر لقيادتها والانطلاق بها وهم يمسكون «مفاتيح الموت» دون ضابط ولا رابط، يروعون الناس، ويهددون أمن وحياة الآخرين، ويرتكبون الحماقات والحوادث المميتة دون أن نتعظ. فإذا كان هؤلاء الآباء لا يدركون الخطر، فإنها مشكلة، وإذا كانوا يسترخصون دماء وأرواح أبنائهم بهذه السذاجة والبلاهة.. فلابد من وقفة، أما إذا كانوا يستبيحون بهذا الاستهتار دماء وأرواح الآخرين.. فإنها مصيبة كبرى!. يا ناس... إذا كان بعض رجال المرور يتهاونون أو يغضون الطرف لسبب من الأسباب عن صبي أو طفل يقود سيارته أمام الملأ، فالأولى بأي شخص يمشي على رجليه، أو يركب سيارته ويرى مثل هذه النماذج التي تقبض على «مفاتيح الموت» في عرض الشارع، أستحلفه بالله ألا يتهاون بحق نفسه، وحق الناس الأبرياء، وحق هذا الطفل أو ذاك القابع خلف مقود القيادة قبل أن تقع «الفاس.. في الراس» من جديد، وكفى ما نرى من مآس يرتكبها الكبار والمراهقون رعونة واستهتاراً، وكفى ما نفقده يومياً من ثروة بشرية بسبب حوادث الطرق، والأجدر بنا أن نقوِم هذا الإهمال بكل الطرق، وكل الأساليب الممكنة.. والله حرام! المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©