20 ابريل 2008 00:45
تعودت جماهير الجزيرة على اللمسات السحرية والجميلة من صانع ألعابها الأول دياكيه في المباريات وفي التدريبات أيضا، وهناك بعض الجماهير تحرص على حضور تدريبات العنكبوت للاستمتاع بلمسات اللاعب ومهاراته العالية، ولكنه في مباراة فريقه الأخيرة ضرب المثل في دماثة الخلق والتحضر عندما أصر على إخراج الكرة من الملعب في الدقيقة 88 لاتاحة الفرصة أمام لاعب النصر قودوين للعلاج متحملاً صيحات الجماهير الغاضبة ومدربه العصبي، لأن فريقه كان خاسراً 4/،3 وكان في أمس الحاجة لكل ثانية لإدراك التعادل·
ولأن دياكيه تعامل مع الموقف بأخلاق الفارس، فلم يتردد لحظة في تعطيل اللعب حتى يتم علاج لاعب النصر، وكافأته السماء بهدف التعادل في الدقيقة 90 ورفع دياكيه يديه إلى السماء بعد الهدف ثم ردد بعض الكلمات التي سألناه عنها فقال إنه كان يشكر الله الذي وفقه بالهدف ليرضي به الجماهير الغاضبة ومدربه الذي صاح فيه واستنكر تصرفه عندما أبعد الكرة·
وقال دياكيه: لم أفكر فيما إذا كان لاعب النصر يدعي الإصابة أم أنه مصاب فعلاً، وكل ما سيطر على تفكيري هو الالتزام بالأخلاق الرياضية التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار، ويجب أن نتحلى بها في كل الأوقات عند الفوز أو الخسارة، وكنت أسمع صيحات الجماهير والمدرب وهم يطالبوني بالتقدم بالكرة بحثاً عن التعادل ولكني لم اتردد في إيقاف اللعب·
وتابع: أشعر بأن الله أهداني فرصة التعادل ليعطي درساً مهما لكل اللاعبين بأنه يكافئ من يحافظ على الأخلاق ولهذا فقد رفعت يدي للسماء بعد الهدف لأشكر الله الذي منحني تلك الفرصة لأرضي جماهيري·
وقال لم أفاجأ بموقف المدرب أو الجمهور لأن لاعبي النصر بالغوا في ادعاء الإصابة، وأوقفوا اللعب عدة مرات، ولكني أعلم بأن عليّ واجب أخلاقي تجاه اللعبة التي أحبها، وأن الفوز لا يجب أن يكون هدفنا الأول والأخير وفي النهاية ولا تبقى إلا المواقف الطيبة، ولو تكرر هذا المشهد 100 مرة سوف أخرج الكرة خارج الملعب حتى يتم علاج المنافس، لأنه من الممكن أن يكون في حاجة للعلاج فعلاً، ومن الممكن أن يتسبب تأخر نزول الطبيب في خطورة على حياته، ونحن نتابع أن هناك بعض اللاعبين يبلعون السنتهم ويموتون في الحال إذا لم يتم اسعافهم سريعا ومن يدري؟
ومن جانبه توجه محمد ابراهيم لاعب النصر إلى دياكيه مباشرة بعد اللعبة وهنأه على اخلاقه وقبل رأسه، مشيرا إلى انه يحترمه كثيرا وكان يلتمس له العذر لو استمر بالكرة، ولكن ما حدث كان أمرا مدهشا بالنسبة له، وأن دياكيه لاعب من طراز فريد في الملعب وخارجه ويستحق أن نشيد بأخلاقه خاصة أن فريقه كان خاسرا ولو أن هذه الكرة حدثت مع عدد كبير من اللاعبين في مثل ظرف دياكيه لما تردد لحظة واحدة في الاستمرار بها وقد حدث ذلك كثيرا في ملاعب أوروبا والعالم، ولكنه أجبرنا على أن نتوقف عنده كلاعب كبير يستحق منا كل احترام·
أما ريناتو فقد ذهب أيضا إلى دياكيه وهنأه على أخلاقه وطلب منه في نهاية المباراة أن يستبدل قميصه، وأشار ريناتو إلى أن المباراة كانت عصيبة، والجزيرة يلعب تحت الضغوط لأنه ينافس على اللقب، وربما تخرجه الخسارة من المنافسة والوقت يمر بسرعة، والجماهير على أعصابها، ولكن دياكيه أثبت أنه لاعب كبير، ونموذج للاعب المحترف، وبالتالي فقد عوضه الله بالهدف الرابع وبحق فإنني بقدر حزني على أننا فقدنا فرصة الفوز، بقدر سعادتي بأن الهدف جاء عن طريق دياكيه الذي انتصر للأخلاق الرياضية·
وعن نفس الموقف تحدث عيسى محمد إدراي النصر وقال إنه فخور بوجود لاعب مثل دياكيه في الملاعب الإماراتية وأنه يتمنى أن يكون كل اللاعبين على نفس الدرجة من الأخلاق التي يتحلى بها هذا اللاعب، موضحاً أنه تعرض لظروف صعبة كثيرة آخرها عدم تمكنه من اللعب لمنتخب الإمارات، وهو اللاعب الوحيد الذي أقيم عليه مزاد باتحاد الكرة ولم نجد منه أي خروج عن النص أو سلوك غير مسؤول برغم أنه من أفضل اللاعبين الأجانب بالدولة في السنوات الثلاث الأخيرة، وأنا على المستوى الشخصي أعتز به·
راشد عبدالرحمن:
سعداء
بوجوده بيننا
قال راشد عبدالرحمن مدافع الجزيرة إنه لم يستغرب هذا التصرف من دياكيه، وأنه كان يتوقعه منه لأنه لاعب كبير، ومن خلال وجوده مع الجزيرة لم يستطع أحد أن يغضب منه، فهو من أصحاب الأخلاق العالية، ويراعي دائماً مشاعر زملائه·
وقال: الغريب في الأمر أن من يتابع دياكيه في تلك المباراة تحديدا يلاحظ أنه كان مستفزاً بشكل غير معهود ومتحمس بدرجة كبيرة، وارتكب بعض المخالفات، وكان في كل مرة يقوم بالسلام على اللاعب الذي وقع أمامه ويساعده في النهوض، وأنا على المستوى الشخصي أستمتع بالتعامل معه في الجزيرة لأنه هادئ ولا يتحدث كثيرا، ويخاف على شعور كل زملائه ولم يحدث أنه كان سببا في مشكله مع أحد، ونحن في الجزيرة محظوظون بوجوده معنا، فهو موهوب ومهذب، وأنا هنأته على سلوكه الرياضي وهدف التعادل·
المصدر: أبوظبي
عدد اليوم
