الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أحترم قوانين المرور ولا أخشى النقاط السوداء

أحترم قوانين المرور ولا أخشى النقاط السوداء
20 ابريل 2008 00:46
منذ أيام شاركت في تجربة مثيرة كان بطلها الشيخ خالد القاسمي بطل الراليات الإماراتي الذي يحمل على عاتقه عبئاً عالمياً، كونه العربي الوحيد المشارك في بطولة العالم للراليات كسائق لأحد المصانع، وهو مصنع فورد، وهذا في حد ذاته ووفق رؤية المختصين لا يقل عن تأهل منتخب ما إلى كأس العالم· المهم أن التجربة التي استمرت قرابة الدقيقتين بسيارته في مضمار شيّد خصيصاً خلف قصر الإمارات، كانت بالنسبة إلي مرعبة، وشعرت بعد انتهائها وكأنني عائد إلى الحياة من جديد، وبعفوية تامة سألته: ما الذي يجبرك على هذا؟·· لماذا هذا التعب وهذا الرعب يكون عنواناً لحياتك، وأنت بإمكانك أن تنعم بالحياة كما يحلو لك؟ لماذا الإصرار على أن تقضي أيامك رحّالاً من بلد إلى آخر لتتحدى الصحراء والأعاصير والثلوج، تفوز مرة وتصاب مرة وتخونك سيارتك مرة لتجد نفسك في أعلى جبل أو في تل من رمال أو على حافة نهر؟ ضحك الشيخ خالد القاسمي قبل أن يجيب: إنه الحب الذي نما في قلبي منذ الصغر لهذه الرياضة، حتى أصبحت لا أتصور حياتي إلا في قلب هذا العالم الممتع· وكانت التجربة بحاجة إلى رحلة أخرى في مسيرة بطل لا نوفيه حقه رغم كل ما يعانيه من أجل أن يرفرف علم الإمارات فوق السهول والوديان والجبال حيث يسير· ولاستعراض المسيرة والتجربة والتطلعات كان اللقاء والحوار المثير تماماً مثلما كانت التجربة· بدأ الشيخ خالد القاسمي حواره بعتاب للإعلام الذي يرى أنه لا يوفيه حقه مثلما هو حاله مع العديد من اللعبات الأخرى، بالرغم من أن هناك لعبات كثيرة لها إسهامات تفوق ما تحققه كرة القدم· وقال: الإعلام تطور كثيراً، وهذا التطور يفرض عليه واجبات بالتصدي لكافة الأحداث، وإذا كنا نحن في الكرة نلعب فيما بيننا منذ التأهل إلى كأس العالم عام ،1990 فإن الإفراط الكبير في تناول الأحداث الكروية موجه إلى من يعيشون داخل البلد، ونحن بحاجة الآن إلى التوجه للعالم وإبراز الرياضات التي تحظى باهتمام عالمي ومن بينها الراليات التي تهم العالم أكثر من كرة القدم· أضاف: ما أقدمه من خلال هذه الرياضة ليس لنفسي ولكنه لبلدي، والحمد لله أنني أول عربي يدخل مصنعاً عالمياً ليكون ضمن سائقيه، وكافة الفعاليات التي أشارك فيها تكون في أوروبا، وأقرب بلد لنا أشارك في رالي به هو الأردن، وقد سألني الكثيرون في الخارج: لماذا لا يكتبون عنك كثيراً في بلادكم·· نحن نريد أن نعرف من أنت، وأين هي الدولة التي صدرت سائقاً للراليات العالمية؟ 10 أحداث وأشار إلى أن لديه هذا العام على سبيل المثال 10 أحداث سيشارك فيها، كل منها بحاجة إلى ست قصص إخبارية على الأقل لتغطية كافة جوانبها مثلما يحدث مع كافة المتسابقين من دول العالم، وهذه التغطية لا يمكن القول إنها لشخصي وإنما هي لبلدي الذي منحني هذا الشرف وأصبح شريكاً فاعلاً في هذه الرياضة العالمية وأصبح اسمه يجوب العالم، وعلينا أن نعرف الناس بنا وبأهدافنا وأن نستثمر هذه الرياضة الثرية في الترويج لأبوظبي·· نحن لسنا هواة، وعندما يتعلق الأمر باسم بلد ووطن يجب أن نلتف خلفه وندعمه بما نستطيع· وقبل الدخول في أسرار رياضته سألته مازحاً: كيف حالك مع نظام المرور الجديد ''النقاط السوداء''؟ ويؤكد أنه بالرغم من السرعة التي يقود بها في الراليات إلا أنه على الطريق وفي حياته العادية هادئ، ولذا هو لايخشى النقاط السوداء لأنه واثق من أنه لن يخالف قوانين المرور· ويؤكد أن حالة التشبع من السرعات هي السبب وراء عدم إسراعه على الطريق· ويرى أن قانون النقاط السوداء كان بحاجة إلى تمهيد وتوعية قبل أن يتفاجأ به الناس، وإن كان ضرورياً لضبط حركة السير والتخفيف من حدة الحوادث· الحلم الكبير وعن الرسالة التي يرغب في تحقيقها من خلال مشاركاته، أكد أنه -بحمد الله- اجتهد وثابر كثيراً حتى حقق ما وصل إليه، والحلم الكبير الآن هو جلب هذا الحدث العالمي إلى أبوظبي واستضافة جولة من جولات كأس العالم على أرضها· أضاف أن ركائز هذا الحلم تتشكل بعد أن دخلت أبوظبي بقوة في عالم الرياضات الميكانيكية سواء من خلال استضافتها لسباقات الفورمولا 1 قريباً أو من خلال الشراكة بين هيئة السياحة وشركة فورد في الراليات والتي أثمرت عن فريق ''بي بي فورد أبوظبي العالمي''، كما أننا شكلنا فريقاً من الشباب أتولى قيادته، وفتحنا الباب أمام السائقين الجدد، وخلقنا أمامهم فرصاً لم تكن متاحة لنا من قبل، ونريدهم أن يتعلموا ويستفيدوا، وكافة الإمكانيات موجودة ومتاحة· وسألته عن السر وراء اختيار مصنع فورد بالذات ليكون سائقاً له، فأجاب الشيخ خالد القاسمي: عندما أرادت الهيئة الشراكة لم تكن تبحث عن مصنع عادي، وإنما عن بطل، ومصنع فورد فاز ببطولة العالم عامي 2006 و،2007 وهذا يعني أننا شركاء مع المتصدر، وكبداية كان الأمر بمثابة مفاجأة للناس والمتابعين الذين اعتادوا على رعاية شركات ما لمثل هذه الفرق، فجاءت أبوظبي لترسخ مفهوماً جديداً للرعاية والشراكة، والآن تقبلها الناس أكثر من تقبلهم لغيرها من الرعاة، فتقبل مدينة بحجم أبوظبي أكبر أثراً وتأثيراً من تقبل شركة للسجائر مثلاً· ملك القفزات ودخلت شيئاً فشيئاً إلى عالمه وحكاياته المثيرة وسألته عن حكاية لقب ''ملك القفزات'' الذي يلقب به في أوساط الراليات، فأجاب الشيخ خالد القاسمي: بداية لابد أن أقول إنني ممتن للطبيعة الصحراوية في بلادنا، والتي تمنحنا ميزات ليست لدى غيرنا من المتسابقين، ففي الصحراء ليست هناك أرقام أو علامات، وفي المراحل الصحراوية من الراليات تفاجأ بتلال فتطير السيارة الى مسافات كبيرة، وهذا الأمر أزال الخوف من نفوسنا· وأضاف: مسابقة أطول قفزة شهدها رالي السويد، وكان من أصعب الراليات في مسيرتي؛ حيث كانت المرة الأولى التي أسوق فيها في ثلوج، وبرغم إخفاقي في التدريبات ثلاث مرات بسبب ذوبان الثلج وعدم ملاءمة ''الدواليب'' لطبيعة الأرض إلا أنني حققت مراكز متقدمة في بداية المرحلة وصرت الثامن، مما أشعل حماسي، لكن السيارة في اليوم الثاني سقطت في حفرة عميقة، وفي الوقت الذي كنت أحتاج إلى ثانية واحدة و4 أجزاء من الثانية أضعت في الحفرة 15 دقيقة لأتراجع كثيراً في الترتيب، وفي المرحلة الأخيرة حدث نفس الشيء وأضعت 5 دقائق وأصيبت يد الملاح بجرح، وبعد الصيانة سرنا 500 متر فقط لتسقط السيارة من جديد في حفرة أخرى، وكان ذلك في آخر مرحلة، وهنا قلت لنفسي ''اللي يصير·· يصير'' وضغطت بشدة في النهاية لأحقق قفزة قوامها 36 متراً، وأنهيت السباق في المركز السادس والعشرين· ويقول: كانت هناك دهشة من المتابعين، إذ كيف أحصل على هذه الجائزة التي نظمت تخليداً لذكرى الأسطورة كولين ماكراي، ولما سألوني: كيف فزت بالجائزة؟ قلت لهم ''بعد ما مر بي في هذا السباق فأنا أستحق جائزة نوبل''· رالي أيرلندا وسألته: وماذا حدث في رالي أيرلندا؟ وكيف كنت عقبة في طريق العالمي سيبستيان لوب؟ فرد الشيخ خالد القاسمي: أبطال العالم لهم وزنهم، وحينما يجمعني الصراع بهم أدرك قدرهم وأقدر خبراتهم لاسيما في هذه الأماكن التي يعرفون كل شيء عنها· أضاف: في أيرلندا كانت الأمطار شديدة والطرق ضيقة وموحلة، وإلى اليوم الأخير كانت الأمور تسير بسيناريو غريب، فأحيانا أكون في المقدمة، ولسبب بسيط أعود عشرة مراكز أو أكثر، وفي إحدى المراحل كان هناك مصنع للسخانات على الطريق لفت السيارة حول نفسها أكثر من مرة فضيّعت أكثر من 25 ثانية، وبعدها فكرت في أن الأخطاء البسيطة تضيع مني مراكز فصار لدي تشويش، فضغطت كثيراً لدرجة أن الملاح الذي معي صار يبكي ووصلت إلى مرحلة لم يصدقها أحد وكان لدي المزيد، وشعرت كأنني أكتشف نفسي من جديد، وعندما أنهيت هذه المرحلة كان الفارق ثانية واحدة لصالح لوب، ولو لم أتوقف لسبقته بأكثر من 20 ثانية، وفي المرحلة الأخيرة كان الفارق ثانية واحدة أيضا لصالح لوب· وعن رالي الشرق الأوسط وذكرياته معه يقول الشيخ خالد القاسمي: كانت بدايتي معه قفزة واحدة، حيث بدأته عام 2002 وكنت لا زلت هاوياً وشاركت على نفقتي، وكانت المفاجأة أن فزت ببطولة الإمارات وبطولة الشرق الأوسط ''المجموعة ن''، وكان عام 2003 ليس على مستوى الطموح وصرت أخرج من حادث لأقع في آخر· يضيف: وفي أكتوبر 2003 جهزنا لعام 2004 ودخلت رالي دبي، وعندما كان غيري يبدأون بسرعة 100 مثلاً بدأت أنا بسرعة 200 فصارت السيارة ''ترّج'' وعيناي تدمعان ولمحت سيارة أمامي فضربت جبلاً صغيراً من الرمال وطارت السيارة حوالي 60 متراً، وتحطمت بالكامل فحملوني بهيليكوبتر إلى المستشفى، وهناك قال الأطباء إن الفقرة 12 في العمود الفقري لدي مكسورة، وهو ما كان يعني ابتعادي عن هذا العالم· وقال الشيخ خالد: خرجت من المستشفى ليلاً، لكن الألم اشتد علي فعدت إلى المستشفى من جديد وشاركت بعدها بعد أن كتبت إقراراً على نفسي، وقلت: أشارك ولو أكون الأخير، والغريب أنني بعدها مباشرة حصلت على المركز الثاني في رالي الشرق الأوسط، ومع 2004 كان قراري بالمشاركة في بطولة العالم، وفي نفس العام وبرغم الحوادث فزت برالي الشرق الأوسط· ويصل الشيخ خالد القاسمي إلى عام 2007 مختصراً مسيرة من الإنجازات سواء على صعيد رالي الشرق الأوسط أو بطولة العالم للإنتاج التجاري أو بطولة العالم، ويقول: كان أول ظهور لنا مع فورد في ،2007 وفي هذه السنة بدأنا أول جولتين وكانتا في مونت كارلو والسويد، والأخيرة هي التي شهدت سيناريو الصراع مع سيبستيان لوب، وبرغم أن بطولة العالم كانت جديدة علينا إلا أنني كنت عازما على تحقيق شيء، وإن شاء الله لازال لدينا المزيد، ليس من أجل مجد شخصي ولكن من أجل هذا البلد الذي يستحق منا الكثير· وأخيراً وعن رالي الأردن الذي يشارك فيه بعد أيام قال الشيخ خالد القاسمي: أحب رالي الأردن كثيراً بالرغم من تباين نتائجي فيه، حيث شاركت فيه من عام 2003 وحتى 2007 ست مرات، انسحبت منه 3 مرات وفزت به في 2007 بـ50% مما لديّ، ورغم كل شيء أحبه، وقبل البطولة أتطلع إلى أن أفعل شيئاً بالرغم من استخدام دواليب جديدة لم أشارك بها من قبل، إلا أن الأمل يبقى في تحقيق شيء إن شاء الله· هيئة أبوظبي للسياحة عنوان للنجاح أكد الشيخ خالد القاسمي أن هيئة أبوظبي للسياحة بقيادة رئيسها معالي الشيخ سلطان بن طحنون تعد عنواناً للنجاح، حيث تسير باستراتيجية مدروسة، وتساهم بشكل فعال في الترويج للعاصمة وإنجازاتها· وأضاف أن الشراكة بين الهيئة وفورد احتاجت إلى قرابة العام ونصف العام من العمل قبل أن تتحول إلى واقع، وأن ما تحقق حتى الآن هو القليل من كثير نتوقعه من هذه الشراكة، والهيئة التي اعتادت النجاح في كافة الفعاليات التي تتصدى لها تعد من علامات النهضة الرياضية والسياحية في العاصمة· مشاركة المرأة·· للخبرة حول مشاركة الأردنية عبير البطيخي في رالي الأردن القادم، وعن رأيه في مشاركة المرأة في الراليات قال الشيخ خالد القاسمي: افضل سائقتين شهدهما عالم الراليات هما الفرنسية ميشيل بوتون والألمانية يونا كلايشن، واللتان حققتا إنجازات تاريخية، ولكن بشكل عام لا توجد أسماء كثيرة من النساء في هذه الرياضة مثلما هو حال الرجال، وتبقى مشاركة المرأة لاكتساب الخبرة أكثر من المنافسة· الملاّح شريك النجاح عن الملاحين الذين شاركوه مسيرته قال الشيخ خالد القاسمي: ليسوا كثيرين، وأولهم كان طارق الورشو، وبعده خالد الكندي، ثم مايكل أور الذي فزت معه ببطولة الشرق الأوسط، ثم البريطاني نيكي بيتش من 2005 إلى ،2007 ومع الشراكة مع مصنع فورد ووفق اتفاقية مع المصنع عاد مايكل أور للمهمة معي، وهو لديه خبرة كبيرة، ويعد من أفضل الملاحين المصنفين عالمياً· وأكد أن الملاّح شريك في النجاح وتقع على عاتقه مهمة كبيرة· عيناوي وجزراوي الشيخ خالد القاسمي يشجع فريق الكرة بنادي العين، ومن بعده فريق الجزيرة، ويرى أن الوصل لم يكن يستحق خسارة الكأس لولا دفاعه الذي كلفه الكثير· كما يرى أن المنتخب لديه فرصة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم إن شاء الله، ولكن الأمر يحتاج إلى عمل كثير· ويعجبه من اللاعبين إسماعيل مطر وسبيت خاطر وأحمد دادا، وهو مغرم بأداء أحمد خليل لاعب الأهلي كرأس حربة، ومن الحراس يعجبه ماجد ناصر حارس الوصل· شاعر وطيّار الشيخ خالد القاسمي يحب الشعر النبطي ويرتجله أحياناً في مواقف معينة، وهو متابع لبرنامج شاعر المليون· ويهوى أيضا قيادة الطائرات ولكن من الأرض، وهي الطائرات بـ''الريموت كنترول'' ولديه مجموعة كبيرة منها وشارك في إحدى بطولاتها ببريطانيا، وينوي العودة إليها عندما تسنح الفرصة لذلك·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©