«شعاع كابيتال» تجمع مليار درهم من «التخارج»

جمعت شركة شعاع كابيتال المتخصصة في مجال الاستثمار المصرفي في المنطقة أكثر من مليار درهم من عمليات تخارج نفذتها خلال الفترة الماضية ما ساهم في تقليص ديونها بنحو 900 مليون درهم وفقا للرئيس التنفيذي للشركة سمير الأنصاري. وكشف الأنصاري خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الشركة أمس عن تخطيط شعاع ضمن استراتيجيتها الجديدة للتركيز على القطاعات المربحة ومواصلة عمليات التخارج من الاستثمارات غير المدرة للعائدات في الوقت الراهن. وأشار إلى ان الشركة باتت في وضع افضل بكثير عما كانت عليه في السابق بعد نجاح جهود وقف نزيف الخسائر والتهيؤ لاغتنام فرص الانتعاش الاقتصادي في الامارات والمنطقة. كما كشف الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كذلك عن عودة قريبة لنشاط الإصدارات الأولية في الإمارات، حيث تعكف شعاع حاليا على الإعداد لادارة ثلاثة اصدرارت جديدة هذا العام. وتوقع الاعلان عن الاكتتاب الأول خلال أسابيع لشركة وطنية في أبوظبي، متوقعا أن يحظى الطرح باستقبال جيد من الأسواق خاصة في ظل توفر السيولة الكامنة لدى المستثمرين. وأكد الأنصاري أن عام 2010 سميثل مرحلة مهمة في استراتيجية شعاع الجديدة التي ترمي إلى الاستفادة من مؤشرات التعافي الحالية التي بدأت تنعكس بالايجاب على الأسواق لاسيما اثر الإعلان عن خطة اعادة جدولة وهيكلية ديون دبي العالمية ونخيل والدعم الحكومي، الأمر الذي سيدفع باتجاه رفع توقعات نمو الاقتصاد الإماراتي من 2.4 إلى نحو 3 أو 4% بنهاية العام الحالي، الى جانب ترجيح تسجيل اقتصاد دبي نموا ايجابيا بنسبة تصل إلى 1%. وأوضح الأنصاري أن “غياب الاستقرار خلال المرحلة الماضية قد أثر بشكل سلبي في الشركة وهو ما دفعنا إلى القيام بخطوات عدة من ضمنها ضخ كفاءات بشرية جديدة لسد هذه الثغرات وإعادة الثقة بوضع الشركة العام”. واعتبر أن عام 2010 هو عام الاستثمار في الموارد البشرية والاستثمار في تدعيم استمرارية الشركة وتقويتها بهدف الاستفادة من انتعاش الأسواق. وقال “إننا اليوم جاهزون للاستفادة من النمو المرتقب في الأسواق خاصة اننا نركز جهودنا على الأعمال المدرة للرسوم والخروج من الأصول التي استثمرت فيها الشركة خلال المرحلة الماضية”. وأضاف “تماشياً مع هذا الاتجاه الجديد، بدأنا بتطبيق معايير إدارية جديدة وعملنا على التواصل مع موظفي الشركة والإعلام بهدف نقل صورة واضحة عن شعاع اليوم. ستقوم الشركة بإدارة عملياتها اليوم تحت مظلة شعاع واحدة حيث ستعمل وحدات أعمالها جنباً إلى جنب بهدف تلبية متطلبات العملاء وحاجاتهم”. وتابع “نؤمن بالإمارات والمنطقة ونعتقد اننا موجودون في أفضل الأسواق التي تتمتع بإمكانية نمو كبيرة مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى”. وأشار إلى التصنيفات التي حصلت عليها الشركة مؤخراً نتيجة الخطوات الإيجابية التي تم تنفيذها لتقوية ميزانية الشركة وتخفيض الديون بحوالي 900 مليون درهم وتعزيز المركز النقدي للشركة وخفض استثماراتها في أصول عدة. وأوضح أن جميع وحدات الأعمال قد حققت نتائج جيدة وما تزال مربحة إلا بالنسبة إلى وحدة الاستثمار المصرفي وذلك نتيجة غياب الاكتتابات العامة في السوق. وقال إن شعاع “ستكون أول من سيقوم بإدارة اكتتابات عامة في السوق”. وأكد “هدفنا هو تحقيق عوائد وأرباح بثلاثة أضعاف وتحسين القيمة السوقية للشركة، ولدينا خطة طموح لنكون في المركز الأول في مجال الوساطة المالية حيث سنعمل على توسيع تغطيتنا للمنطقة خاصة مع وجود البنية التحتية اللازمة التي تتيح لنا تنفيذ عمليات وساطة مالية على مستوى المنطقة”. وبالنسبة إلى إدارة الأصول، أشار الأنصاري إلى أن وحدة إدارة الأصول قد عانت من نقص في الموارد البشرية وخسائر في الأموال ومحدودية المنتجات. وقال: لقد قمنا بمعالجة جميع هذه المسائل، وبدأنا بتعيين نادي البرغوتي الذي قام خلال شهر واحد بتحسين أداء الصناديق وهو أمر مشجع جداً. وأضاف “الأموال المستثمرة في صناديق إدارة الأصول في المنطقة تبلغ حوالي 50 مليار دولار في المنطقة ولدى شعاع حصة 0.5% من هذا المبلغ. واننا نتطلع إلى توسيع هامش حصتنا السوقية مع تقديم منتجات جديدة واستقطاب الموارد البشرية المناسبة”. وقال “بالنسبة إلى وحدة التمويل، فإننا نتوقع ان نحقق نسبة نمو كبيرة في هذا المجال من خلال إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة خاصة مع وجود سياسات إقراض متحفظة للمصارف. كما سنقوم بتنويع سجل الإقراض لدينا بحيث تشمل شركات في قطاعات مختلفة”. وأضاف “قمنا بتعيين مستشارين متخصصين بهدف تحديد المركز الحالي للشركة والموقع الذي يمكن ان تحققه في المرحلة اللاحقة”. وأشار إلى أن هذا التفاعل مع المستشارين قد “أسهم في تعميق فهمنا للشركة وإمكانياتها وما لم نفعله بهدف تنمية أعمال الشركة. وقد تم تقديم هذه الاستراتيجية الجديدة إلى مجلس الإدارة الذي وافق عليها”. وتحدث عن السوق السعودية، مشيراً إلى أن شعاع ليست بحاجة لتكون الأولى في كل دولة وفي كل قطاع بل بحاجة إلى النجاح في السوق الإماراتية السعودية. وبين أن الشركة حصلت على جميع الرخص المطلوبة في السوق السعودية، وقامت بتنفيذ عدة صفقات في مجالات عدة. وأضاف “لدينا فريق عمل قوي يتمتع بشبكة علاقات متميزة وسنقوم بالتركيز على السوق السعودية بشكل أساسي خلال المرحلة القادمة”. وفيما يخص قطاع الاستثمار في الملكية الخاصة، أشار الأنصاري إلى أن نمو هذا القطاع كان محدودا نسبياً خلال الأعوام الماضية. وتوقع ان تكون معدلات النمو محدودة خلال العام الحالي أيضاً. وقال “نعتقد ان تحقيق النجاح في هذا القطاع مرتبط بعدة عوامل وهي تخصص الصناديق في استثمارات محددة واحتفاظ المصارف بالأموال نتيجة سياساتها المتحفظة وغياب قدرة الصناديق الموجودة على توفير الأموال للقيام بالصفقات”. وستركز شعاع كابيتال في الوقت الحالي على وحدات أعمالها الأساسية وخاصة تلك المدرة للرسوم والتي تشمل كلا من وحدة إدارة الأصول، والوساطة المالية، والاستثمار المصرفي، والاستثمار في الشركات الخاصة، هذا إضافة إلى وحدة التمويل. كما ستقوم الشركة بإنجاز عمليات بيع الحصص التي تحتفظ فيها ضمن محفظة الشركة الاستثمارية. وقال الأنصاري “هدفنا الرئيسي هو تحقيق عوائد مستدامة على المدى الطويل. وعليه، فإننا سنركز جهودنا واستثماراتنا على وحدات الأعمال المدرة للرسوم والتي تتمتع بمراكز رائدة في السوق وذلك على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها السوق بشكل عام”. وأضاف “قمنا بتحديد أولويات الشركة ومكامن النمو في المرحلة المقبلة وذلك انسجاماً مع رؤية واضحة وطموحة للشركة”. وتابع الأنصاري “حققنا الكثير من الإنجازات خلال عام 2010، فقد عملنا على تقوية قدراتنا في مجال خدمة العملاء وقاعدة منتجاتنا، إضافة إلى تنفيذ استراتيجيات مختلفة لكل من وحدات أعمال الشركة”. كما تركزت جهود الشركة خلال هذه الفترة على تعزيز عمل وحدات الأعمال بشكل متكامل تحت عنوان شعاع واحدة وذلك لتوفير الموارد اللازمة بهدف تلبية متطلبات عملائها. وقال الأنصاري “قمنا أيضاً بتقوية طاقم الإدارة الذي يتطلع إلى تنمية أعمال الشركة، وعملنا على إرساء وتطبيق إجراءات ومعايير إدارية واضحة من ضمنها النظر في حوافز وأتعاب ومكافآت الموظفين”. مقترح إعادة الهيكلة وتحدث الأنصاري عن تأثير إعلان خطة إعادة هيكلة شركة دبي العالمية على شعاع كابيتال. وقال “نشيد بالخطوات المتقدمة والرشيدة التي أقدمت عليها حكومة دبي للحد من التكهنات المتعلقة بالديون المتعثرة حيث أسهمت هذه الخطوات في تعزيز الاستقرار في الأوساط الاستثمارية”. وأضاف “تلقت السوق هذه الأخبار بشكل إيجابي ذلك ان خطة إعادة الهيكلة تعبر عن الجهود الإيجابية والبناءة للحكومة بهدف تقديم حل منصف وعادل لجميع المقرضين. ان عودة الثقة إلى الأسواق هو حتماً حافز أساسي لوحدات أعمال شعاع خاصة في الإمارات والتي نتوقع ان تستقطب المستثمرين إلى أسواقها وهو ما سيصب في توسع وتطور أعمال المجتمع الاستثماري من خلال إدارة الاكتتابات الأولية وعمليات الدمج والاستحواذ وهي القطاعات التي أثبتت شعاع تميزها وقدرتها القوية فيها خلال السنوات الماضية”.