السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطب الشعبي الإماراتي إبداعات الأقدمين في مواجهة المرض

الطب الشعبي الإماراتي إبداعات الأقدمين في مواجهة المرض
25 مايو 2009 02:56
عرف الإنسان العلاج بالنباتات والأعشاب منذ القدم، حتى أنَّها اعتبرت الركيزة الأساسية التي انطلق منها طب العقاقير. وقد نجح أجدادنا في الماضي في ابتكار أساليب تساعدهم على تخفيف آلامهم، فاستقوا من شريعتهم ما تسكن إليه الروح، وورثوا عمن سبقهم ما تضمد به الجراح، واجتهدوا فصاغوا مما هو حولهم ما تزول به الحمى. ويُعدٌّ متحف الطب الشعبي في الشارقة أبرز دليل على اجتهاد أهلنا في الماضي في ابتداع طرق وأساليب علاجية، وتركيب خلطات ووصفات طبية، وقد انفرد المتحف بتأريخ دور الطب الشعبي في حياة أبناء الإمارات، ونقل لنا بصورة مصغرة، لكنَّها معبرة، الأساليب الطبية التي كانت سائدة في تلك الفترة. الحجامة شكلت الحجامة أبرز الأساليب التي تداوى بها الإماراتيون في الماضي، وهي وسيلة متوارثة مستقاه من الطب النبوي، حيث روي عن الرسول «صلى الله عليه وسلم»، ما يؤكد جدوى العلاج بها. وتتم الحجامة عن طريق إخراج الدم الفاسد أو الزائد في جسم الإنسان، و شفطه باستخدام أداو لشفط الدم وتجميعه في أماكن معينة من الجسم، كمؤخرة الرأس أو كاحل الرجلين أو بطن الساق، الفخذ، تحت الذقن، ظاهر القدم أو أسفل الصدر، والأداة المستخدمة في الحجامة عبارة عن قرن حيوان، حيث يجرح الموضع الذي تم حبس الدم فيه وتجميعه وتركه ينزف حتى يفرغ الدم المتجمع، وتستغرق عملية شفط الدم قرابة العشر دقائق، يقوم المعالج بعدها بمداواة الجرح عبر وضع الرماد عليه. ويطلق على من يقوم بها لقب الحجام، كما كان الحلاقون يمارسونها باعتبارها مهنة موسمية. التجبير العربي من الأساليب العلاجية الأخرى التجبير، ويطلق عليه التجبير العربي، وهو علاج للكسور والمفاصل المنزلقة، حيث يقوم المجبِّر بوضع خلطة معينة مكان الكسر، ثم يحاول تركيب العظام المكسورة على بعضها، وربطها بإحكام لتبقى دون تحريك لفترة معينة، وكذلك بالنسبة للمفاصل المنزلقة، لا يزال هذا العلاج يُستخدم حتى يومنا هذا، وإن خف الإقبال عليه، وثمة أخصائيون كثر في الإمارات، توارثوا هذا العمل عن آبائهم وأجدادهم. اختصاصات شعبية تنوع المزاولون للعلاج الشعبي في الإمارات حسب طبيعة المهنة التي يقومون بها، فهناك «المطوع»، وهو إمام المسجد الذي تتوفر لديه الثقافة الدينية، وكان يمارس العلاج بالقرآن وقراءة الآيات الكريمة على المريض، إضافة إلى عمل المحو وهو علاج ديني، وكذلك الحواج الذي يقوم بتوفير الأدوية الشعبية، وبيع الأعشاب ويسمى العطار أو العشاب، الكواي هو الذي يعالج بالكي بالنار، ويطلق عليها الوسم، وهي مشهورة منذ القدم، أما المختن فهو الذي يقوم بختان الصبيان بالطريقة التقليدية، وهي سنة مارسها المسلمون، وبعض أصحاب الرسالات السماوية، المرفع والترفيع، وهي «القمز» أو «الدغر»، طريقة شعبية لعلاج اللوزتين، وكانت تقوم بها النساء في العادة، كذلك الداية وهي القابلة المرأة التي تعالج النساء وتشرف على ولادتهن وتعالج المولود، أما الجراح فهو المتخصص في معالجة الجروح بالأدوية والمركبات الطبية. صيدلية الطبيعة اعتمد أهل الإمارات على استخدام بعض الأعشاب التي يجلبونها من الهند وإيران للتداوي بها. ويوضح العطار في السوق القديم بالشارقة مصطفى عجمي، أنَّ «تركة صالح» هي من أبرز هذه الأعشاب المستخدمة، وهي نبتة قاتمة اللون تشبه الصبار، يعالج به أضيق النفس وآلام الصدر، كذلك «المر» وهو نبات بني اللون مر لاذع، كانوا يستخدمونه لأوجاع البلعوم، حيث يؤكل جافاً، كما يستخدم لوجع الأرجل إذ يمسح عليها بالمر من الخارج، كذلك يستعمل للآم الصداع والأورام الخفيفة، أيضاً هناك نبات «الحلول»، وهو يستخدم في تنظيف البطن وتخفيف الإمساك، و»العنزوت» الذي يستخدم في تجبير الكسور، و»الزموتا» لحالات المغص، «الحلبة» لالتهابات المسالك البولية،»اليعدة» للقيء والغثيان، «الجيثوم» لأوجاع البطن، خاصة الإمساك، وهو يخلط مع الليمون الجاف، ثم يطحن ويغلى على النار، ويعطى للمريض بارداً، و»الحبة السوداء» التي كانت تستخدم لمعالجة الدوار وصداع الرأس، وهناك «الخيل»، نبات بني اللون صلب الملمس يستخدم لعلاج آلام البطن، و «الزعتر» نبات أخضر يعالج به الزكام، «الزنجبيل» أيضاً للزكام وأوجاع الظهر والرجل. وكانوا يعتمدون أساليب معينة لحفظ الأدوية الشعبية، مثل الخيش أو «اليواني»، وتلفظ جواني، الواحدة يونية، وتوضع الأعشاب الطبية كالزعتر والحلول والحرمل واليعدة داخل اليواني وتترك بها، كما تحفظ بعض العقاقير في صفائح معدنية أو أدوات زجاجية، وبعضها يلف بالأقمشة أو في أوراق أو أكياس نايلون أو القرطاس.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©