الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المشاركون: الجمهور يهوى الكتابة الساخرة والصورة أقوى من الكلمة

المشاركون: الجمهور يهوى الكتابة الساخرة والصورة أقوى من الكلمة
2 مايو 2016 00:01
فاطمة عطفة (أبوظبي) استضاف الصالون الثقافي «بحر الثقافة» مساء أمس الأول السبت (30 أبريل 2016) على هامش البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب ندوة بعنوان «مناظرة بين الصحافة الساخرة والجادة» أدارها الإعلامي والكاتب الصحفي محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» وشارك فيها الإعلاميون والكُتّاب: عائشة سلطان، حصة سيف الشحي، عبد اللطيف الزبيدي، خالد السويدي، وخالد سالم الجابري، واستقطبت عدداً من المثقفات البارزات اللواتي شاركن في إثراء الحوار، ومنهن: الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز، والشاعرة والروائية الشيخة ميسون بنت صقر القاسمي والشيخة عائشة بنت محمد القاسمي اللواتي حللن ضيفات على الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسسة هذا الصالون المميز. وثمن الحمادي في بداية الندوة الدور الذي تقوم به مؤسسة «بحر الثقافة» على الصعيد الثقافي والمجتمعي، وقال: «نحن كإعلاميين وكتاب نحتفي بهذه التجربة بوصفها جهداً متميزاً. ويسعدني أن أكون بين هذه الكوكبة المتميزة لنتكلم في موضوع مثير للجدل». وألمح إلى أن الندوة تنطلق من فكرة «المناظرة» بين الصحافة الجادة والساخرة، ولكن ربما نصل، من خلال حديث المشاركين إلى «التكامل» بين الصحافة الجادة والساخرة، لأن غاية الكلمة في النهاية أن تصل إلى المتلقي». ثم تحدث عبد اللطيف الزبيدي عن حضور ثيمة السخرية في التراث العربي، مبيناً أن الجاحظ في«البخلاء»جعل النوادر تكتسب أسلوبا أدبيا ولغة راقية، وأننا نجد السخرية في كتابه «البيان والتبيين»، كما نجدها عند أبي حيان التوحيدي والمعري في«رسالة الغفران»، وكذلك نرى الجاحظ في رسالة «الصاهل والشاحج» مزج بين الشكلين: الشاحج (صوت البغل) والصاهل (صوت الحصان)، مدخلا بذلك النقد والإضحاك الذكي. ثم استعرض الزبيدي تجربته مع الكتابة الساخرة، لافتاً إلى أن الشرارة اندلعت أيام الدراسة في المعهد الموسيقي، ذلك أنه حين وجد الكتب التي يعلمونها هزيلة كتب عدة مقالات بعنوان«بروتوكولات حكومات الموسيقى»، ونشرها فتركت أثراً بالغاً، فانتبه إلى أهمية الكتابة الساخرة واتجه إليها. ونفى الزبيدي أن يكون هناك علاقة بين الصحافة الجادة والكتابة الساخرة. وحول كتابة المقال الجاد ومدى تأثيره على القراء قالت عائشة سلطان إن العمود الصحافي شكل من أشكال التعبير، وكل شكل يؤدي الغرض ويصل إلى الجمهور في الصحافة الجادة. وأشارت إلى الخفة ولطف الذوق في مصر وقدرة هذه الخفة على التوصيل، وخاصة في مجتمعات تحب الفكاهة وتتذوق ذلك، موضحة أن مسألة الذوق لدى الناس تجعلهم لا يريدون أن يقرؤوا الكتابة الجادة. وضربت مثلا بالكاتب محمود السعدني الذي كانت مقالاته من أجمل ما كتب، وهو ليس ساخرا ولكن مقاله خفيف ويمكن أن نقرأه جميعا، وخاصة أن العمود الساخر له جمهور أكثر من العمود الجاد. وعن حضور المرأة في الكتابة الساخرة لفتت حصة سيف الشحي إلى أن الكتابة الساخرة تحتاج إلى حنكة في الكتابة والتمكن من اللغة، وضربت مثلا بكتابات غانم غباش الشهيرة التي كانت تترك تأثيرا في نفوس القراء. وتعتقد حصة أن الكاتب الجاد لا يستطيع أن يحول كتابته إلى ساخرة، فالكتابة الجادة أسهل وخاصة بالنسبة إلى المرأة. من جهته تحدث السويدي عن تجربته، قائلا: عندما أكتب أشعر أني أعبر عن شخصيتي. وأشار - مازحا - أن ذلك سبب له في البداية مشكلة مع زوجته من جراء تواصل صديقاتها معها وتعليقاتهن على ما كنت أكتبه. وضرب مثلا بمقال كتبه حول«استسلام المرأة»، فبعض الناس انزعجوا منه ولم يستوعبوا السخرية فيه. وهذا يدل على أن القارئ يسيء أحيانا فهم المقال الساخر. وأورد عدة أمثلة ساخرة مما كتب والردود التي جاءته عليها. ثم تناول رسام الكاريكاتير علي الجابري خيط الحديث، فقال إن تجربته بدأت في الجامعة حيث كان يعبر عن السلبيات التي يراها برسوم كاريكاتيرية ويعلقها على الجدران في الجامعة، فلاحظ أنها أزيلت، وكانت تلك أولى تجاربه. وأشار إلى أن رسوم الكاريكاتير مشهورة وتصل إلى الناس بقوة وعلى نطاق واسع، وذلك لأنه يعتقد أن تأثير الصورة أقوى من الكلمة في إيصال الفكرة، لكن ليس بالضرورة أن تكون ساخرة. وشهدت الندوة مداخلات وأسئلة عديدة تصدى المشاركون للإجابة عليها، ثم اختتمت بكلمة الشيخة شمة بنت محمد بن خالد آل نهيان التي شكرت المشاركين في الجلسة وإدارتها، ثم أثنت على تجربة محمد الحمادي قائلة: نحن نفتخر بك وأنت قامة كبيرة في دولة الإمارات. الإعلام مسؤولية أثنت الشيخة شمة بنت محمد بن خالد آل نهيان على تجربة محمد الحمادي وسألته: بعد هذه التجربة الطويلة، ماذا أخذت منك الصحافة وماذا أضافت، وكيف تنظر لمستقبل الصحافة الورقية؟ وقال الحمادي في إجابته على السؤال، بعد أن شكر الشيخة شمة وجهودها الثقافية: السؤال الأهم متى تتوقف الصحافة الورقية؟ وأجاب: هذا ممكن، لكنه استبعد أن تتوقف الصحيفة الورقية ما دامت تحقق الأرباح، لافتاً إلى أن أغلب الصحف تتراجع لأسباب مادية، ثم قال:ونحن مستمرون، إن شاء الله، على الورق. وتابع الحمادي قائلاً: أما عن تجربتي بالصحافة والتي بدأت منذ عام 1994، فقد أخذت مني الكثير لكنها أعطتني الكثير من المتاعب وعلمتني أكثر، وما زال الواحد منا بحاجة لأن يتعلم أكثر. علمتني أن الوطن بحاجة إلى الكلمة الصادقة والإعلام المسؤول. والمهم أن يكون الإعلام على مستوى الحدث دائما، والذي تعلمناه أن الإعلام في الإمارات وطني وعلى قدر المسؤولية، وإن كنا في مرحلة من المراحل بحاجة إلى نقد وتنويعات في عملنا الصحفي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©