الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يبدأ زيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية

محمد بن زايد يبدأ زيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية
27 فبراير 2014 09:20
سيؤول (وام) ـ وصل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس على رأس وفد رفيع إلى سيؤول في زيارة رسمية يقوم بها سموه إلى جمهورية كوريا الجنوبية. ويجري سمو ولي عهد أبوظبي خلال الزيارة مباحثات، مع فخامة بارك كون هيه رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، ومعالي جونغ هونغ وون رئيس الوزراء الكوري، وعدد من كبار المسؤولين الكوريين حول علاقات الصداقة ومجالات التعاون القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. الإمارات وكوريا الجنوبية.. شراكة قوية يحل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضيفاً على كوريا الجنوبية في زيارة إلى سيؤول تستمر، حتى الجمعة المقبل، لتكون الزيارة الرابعة من نوعها التي يؤديها سموه إلى كوريا الجنوبية منذ 2006. والحقيقة أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي انطلقت بالتوقيع في 2009 على اتفاقية بناء محطة «البركة» النووية ما فتئت تتوسع لتمتد إلى مجالات متنوعة، منها الثقافي والتعليمي والطبي، كما في ميدان الرعاية الصحية وغيرها من القطاعات. وبالطبع، سيكون الحدث الأبرز خلال زيارة سمو ولي عهد أبوظبي إلى كوريا الجنوبية لقاؤه برئيس الجمهورية، بارك جون - هاي. واللافت للانتباه أن القائدين يقتسمان خلفية مشتركة بالنظر إلى أن والديهما كانا رئيسين لبلديهما وقادا عملية البناء والتنمية الاقتصادية. فالمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحد الإمارات العربية المتحدة، وكان باني نهضتها بدءاً من ستينيات القرن الماضي، كما أشرف على ازدهارها الاقتصادي ووضعها على سكة التنمية والرخاء. وبالمثل كان بارك جون - هي - والد جون - هاي - الزعيم الكوري الذي حقق نمواً اقتصادياً سريعاً في فترة وجيزة سميت «بمعجزة نهر هان»، وذلك من خلال سلسلة من الخطط التنموية التي امتد كل منها على مدى خمس سنوات أصبحت بعدها كوريا الجنوبية في مصاف القوى الصناعية والدول الديمقراطية. ومن جهتها، تعيش الإمارات العربية المتحدة بفضل العمل الجبار الذي قام به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عهداً زاهراً من النمو الاقتصادي المطرد في ظل بيئة سياسية مستقرة. بيد أن أوجه التشابه في المسار الشخصي لا تقتصر على الزعيمين، بل تمتد أيضاً إلى الأجندات الوطنية للبلدين، فالإمارات العربية المتحدة تنتهج أسلوب التنمية الاقتصادية المستدامة، وتستعد لمرحلة ما بعد النفط من خلال تنويع الاقتصاد والاعتماد على الصناعة، كما تعمل على الاستفادة من مكتسبات التكنولوجيا المتقدمة وتراكم الخبرات من خلال التركيز على التعليم وإيلائه الأهمية القصوى. وفي المقابل، تبحث كوريا الجنوبية عن محركات جديد للنمو الاقتصادي تمكنها من اقتحام القرن الحادي والعشرين بثقة، ولتحقيق هذا المبتغى يركز الرئيس بارك جون - هاي على إطلاق مبادرة «الاقتصاد المبتكر»، الذي يضع الابتكار في صلب النمو الاقتصادي، ويخلق قيمة مضافة جديدة توفر فرص العمل للشباب، كما تطور محركات نمو غير مسبوقة. ومن الواضح أن المشتركات التي يقتسمها البلدان مكنتهما من تخطي عدد من التحديات بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة والابتكار الاقتصادي، هذا المنحى الذي يؤكد الإبداع والخبرات لا يتحقق إلا من خلال التأسيس لتعليم قوي وفعال. وفي هذا السياق، تلتقي الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية حول عدد من قضايا التعاون الأساسية، بحيث من المتوقع أن يناقش الرئيس الكوري وسمو ولي عهد أبوظبي عدداً من النقاط المرتبطة بأجندة التعاون تلك التي من شأنها إثمار نتائج إيجابية وملموسة، ولعله من أهم ثمار التعاون بين البلدين مشروع المحطة النووية. فاستعداداً منها لمرحلة ما بعد النفط تحتاج الإمارات العربية المتحدة لإمكانات جديدة في مجال الطاقة، وهنا يكمن دور كوريا الجنوبية في المساهمة بخبرتها الطويلة التي تمتد على مدى أربعين عاماً في بناء المحطات النووية وتشغيلها، وعندما سيبدأ تشغيل المحطات النووية بالإمارات العربية المتحدة في غضون السنوات الأربع، أو الخمس المقبلة سيتوجه عدد من الخبراء الكوريين إلى محطة البراكة للمساعدة في تشغيلها وضمان سلامتها، وفي الأثناء ستسعى كوريا الجنوبية لنسج علاقات صداقة قوية ودائمة مع الإماراتيين. فبالإضافة إلى التعاون النووي تنخرط الإمارات في مشروع مشترك لتخزين النفط في «ييسو» الواقعة في أقصى جنوب شبه الجزيرة الكورية، ليصبح البلدان شريكين قويين لمواجهة أي تغيرات مفاجئة في الطلب على النفط. بحيث ستستفيد كوريا الجنوبية من أولوية استيراد النفط في حال نقص الإمدادات في المستقبل، هذا ويتعاون البلدان أيضاً في إطلاق عدد من المشروعات المشتركة مثل معهد «النمو الأخضر العالمي»، وهي مؤسسة تتخذ من كوريا الجنوبية مقراً لها، وتسعى إلى خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وتشجيع الجهود الرامية إلى جعل كوكبنا أكثر استدامة، وقد ساهمت الإمارات العربية في المشروع من خلال استضافتها لفرع الشرق الأوسط بأبوظبي، هذا ناهيك عن استضافة أبوظبي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» التي من أهدافها تعزيز الطاقة النظيفة حول العالم. وينسق البلدان جهودهما للانخراط في عملية إعادة إعمار محتملة لسوريا، كما سيوقع سموه خلال الزيارة على مذكرة تفاهم في مجال التنمية الدولية. وباعتباري سفير كوريا الجنوبية لدى الإمارات العربية المتحدة أتطلع لتعميق أواصر الصداقة بين البلدين من خلال التبادل الثقافي وبين الأفراد. وأتوقع أن تساهم حركة التبادل بين أفراد جيل الشاب في تعميق الروابط القائمة بين البلدين، ولا أدل على ذلك من الحفل الذي أحيته مجموعة «إنفينيتي» الكورية بدبي خلال السنة الماضية، حيث أتيح لي مشاهدة مدى تفاعل الشباب الإماراتي مع المجموعة، وكما قال المغفور له الشيخ زايد: «إن الثروة ليست في الإمكانات المادية وحدها وإنما الثروة الحقيقية للأمة هي في رجالها وأن الرجال هم الذين يصنعون مستقبل أمتهم»، وهو أمر يتعين علينا الجميع العمل به، وتهتدي به الإمارات اليوم من خلال ابتعاثها لـ25 من خيرة شبابها كل سنة إلى كوريا الجنوبية، وأتوقع قدوم عدد متزايد من الكوريين إلى الإمارات، ولا يخامرني أدنى شك في أن العلاقات القوية والدافئة بين البلدين ستتطور أكثر نحو شراكة شاملة وطويلة الأمد. كون هاي - ريونج سفير جمهورية كورية الجنوبية لدى الإمارات العربية المتحدة ترجمة: زهير الكساب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©