الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاكتفاء العاطفي».. سر الصحة النفسية للطفل

«الاكتفاء العاطفي».. سر الصحة النفسية للطفل
19 فبراير 2015 21:15
نسرين درزي (أبوظبي) يعاني الأبناء في سن مبكرة من حالات نفسية لا تقل خطورة عن الأمراض العضوية، وتغيب عن الأهل هذه الحقيقة مع أن علامات التشنج والتوتر تكون واضحة على الطفل نتيجة لمعاناة دفينة أصابته جراء واقع يعيشه أو مشهد أثر فيه، ولأن الصغار غير قادرين على فهم الأمور الشائكة وتفكيكها بما يخفف من ردات فعلهم، فهم يتأثرون بسرعة ولفترات طويلة يصابون خلالها بالذعر والتردد والرغبة الشديدة في البكاء المافجئ أو الانعزال. دائرة الخطر ويقول الطبيب النفسي العلاجي الدكتور فؤاد الأعظمي أن العلم الحديث يضيء على أهمية الصحة النفسية لدى الأطفال لتشكيل مجتمعات بناءة، وأنه بات من الملح التركيز على 3 محاور تعتبر من أكثر الأسباب التي تؤثر سلبا على ثقة الطفل بنفسه وعلى أدائه السلوكي بما قد يتحول مع الوقت إلى تكوين شخصية مضطربة، وتتلخص هذه المحاور في غياب أحد الوالدين أو كليهما، وجود إعاقات خلقية متفاوتة الحجم وفي الصدمات العاطفية التي يتعرض لها الطفل وتشعل نار القلق بداخله. وأكد ضرورة شعور الطفل بوجود أبويه من حوله أو من يقوم بدورهما العاطفي في حال وفاة أي منهما. ويوضح أنه من الخطأ ترك مسؤولية الرعاية للأم وحدها لأن وجود الأب أساسي في حياة الطفل ولا يمكن تعويضه، حتى وإن كانت الأم هي الأقرب من ناحية الرعاية البدنية. فالطفل يشعر تماما بحاجته لوجود الأبوين معا في حياته لأنهما الأقرب إليه عاطفياً وجسدياً وجغرافيا واجتماعيا. وغياب أحدهما لسبب أو لآخر يكون له كبير الأثر على تأقلمه مع محيطه الذي غالباً يرفض الاندماج معه موجداً ردات فعل عدوانية إذا ما تطورت تضع نموه الصحي في دائرة الخطر. اعوجاج في السلوك وقال إن أي تأخر لدى الطفل بسبب إعاقة جسدية أو صعوبات في الحركة قد يكون من الأسباب المباشرة لوجود مشاكل نفسية لديه. ولا سيما أن شعوره بالفشل أمام رفاقه وأنه لا يمكن مشاركتهم في اللعب لأنه لا يمتلك القدرات الجسدية نفسها، كلها أمور تساهم في زعزعة ثقته بنفسه. وتدفعه إلى القيام بتصرفات غريبة للفت النظر كالصراخ وضرب الآخرين أو القيام بإيذائهم كنوع من الانتقام لشعوره بالضعف وعدم بناء الصداقات. والأمر لا يقتصر على الأطفال أصحاب الإعاقات الظاهرة، وقد يشمل الأطفال الذين يعانون من تأخر في النضوج وحسب أو في القدرة على أداء الوظائف اليومية العادية. وهنا على الأهل أن يتداركوا الأمر في طلب الاستشارة النفسية للبدء فوراً بجلسات النصح والإرشاد حول كيفية تقويم أي خلل أو اعوجاج في السلوك. ولفت الدكتور فؤاد الأعظمي إخصائي العلاج النفسي إلى أن المشاجرات العنيفة بين الأبوين باستمرار أمام أعين الطفل تشعره بالخوف من فقران أحدهما أو فقدانهما معا. وهذا ما يمكن تفسيره بالمفهوم العلمي بما يلامس حقيقة الموت في عيون الصغار وكل ما يصاحبها من مخاوف بانقطاع مصدر الحنان والعطف والأمان. وكلما كانت مشاهد العنف قوية على مرأى من الطفل زادت حالات التهديد العاطفي لديه وزاد تألمه إلى حد الصدمة النفسية التي تتطلب التدخل الطبي السريع. علاجات حسية وعن الخطوات الواجب اتباعها لمعالجة السلوكيات غير المرغوب فيها لدى الأطفال توضح الاستشارية النفسية الدكتورة دوللي حبال أن زيارة العيادة النفسية يكون في صالح الأبناء والآباء معا، وتشرح أن العلاجات التي يتم تقديمها لصغار السن ليست دوائية وإنما حسية لتدريبه على إشغار المشاعر التي تنقصه. وكيفية التعامل مع الأمور التي لا يقوى عليها في محاولات متكررة لإتقان مهارات معينة تعزز من ثقته بنفسه وبقدراته الذهنية والحركية. وتذكر الدكتورة حبال أن الجلسات العلاجية من المهم أن تبدأ خلال الفترة الأولى مع أحد الأبوين أو المقربين من الطفل للتعرف إلى البيئة التي يعيش فيها وإلى وضعه الصحي وما يحوطه من عوامل تؤثر على سلوكه. وذلك بهدف وضع النقاط الرئيسية لخطة العلاج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©