استطاع علماء المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) إنجاز تصادمات عالية الطاقة لجسيمات دون الذرية أمس في محاولتهم لخلق نسخ متناهية الصغر من الانفجار العظيم أو ما يطلق عليه فتق الرتق، التي أدت إلى خلق الكون منذ 7ر13 مليار سنة. وستسمح التجربة للباحثين فحص طبيعة المادة وأصل النجوم والكواكب.
وقال أوليفر بوخمولر أحد العلماء الرئيسين في المشروع الذي تكلف 10 مليارات فرنك سويسري (4ر9 مليار دولار) “إنها انفراجة كبرى، نحن نتطرق إلى منطقة لم يتطرق لها أحد من قبل. لقد فتحنا مجالاً جديداً في علوم الفيزياء”.
وبدأت أضخم تجربة علمية في العالم بإحداث تصادم بين حزمتي جسيمات من البروتونات تسيران في اتجاهين متقابلين في مسار بيضاوي داخل نفق طوله 27 كيلومتراً في مصادم الهيدرونات الكبير. وبطاقة تصل إلى 5ر3 تريليون إلكترون فولت، لمحاكاة الظروف التي أعقبت الانفجار العظيم.
ومصادم الهيدرونات الكبير هو مجمع ضخم من المغناطيسيات الحلقية العملاقة والأجهزة الإلكترونية شديدة التعقيد والحاسبات الإلكترونية. ويصل عمره الافتراضي إلى 20 عاماً. والإلكترون فولت هو وحدة لقياس الطاقة ويعادل كمية طاقة الحركة التي يكتسبها إلكترون وحيد حر الحركة عند تسريعه بواسطة جهد كهربائي ساكن، قيمته واحد فولت في الفراغ.
وكانت التجربة تأجلت لساعات عدة صباح أمس بسبب خللين فنيين، أحدهما في مصدر إمدادات الطاقة، والآخر نتيجة خلل بالغ الدقة في نظام السلامة المغناطيسي. وأدى هذا إلى تعليق العلماء تصادمات جسيمات الطاقة العملاقة التي تعد مركز أكبر تجربة علمية في العالم. وبعدما ظهرت مشاكل مع إدخال الأشعة إلى المصادم سارع مسؤولو سيرن بنفي أي تلميحات بأن ما حدث هو إعادة لحادث كبير وقع في سبتمبر 2008 أدى إلى تدمير أجزاء من التجربة على نحو خطير وأجل إطلاق المشروع بصورته الكاملة حتى الآن.
وخلال الشهور والسنوات المقبلة، يتوقع علماء سيرن أن يميط المشروع اللثام عن بعض الألغاز في الكون وعن كيفية تحول المادة إلى كتلة بعدما كان عبارة عن كرة من النار في الانفجار العظيم، والمادة المعتمة أو غير المرئية التي تشكل قرابة 25% من الكون.
عدد اليوم
