«حزب الله» ينفي مزاعم «ديرشبيجل» بضلوعه في اغتيال الحريري

نفى «حزب الله» نفياً قاطعاً اتهامات نشرتها مجلة «دير شبيجل» الألمانية منسوبة إلى مصادر مقربة من المحكمة الدولية تحمله مسؤولية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري ورفاقه في 14 فبراير 2005، واعتبرها مجرد تلفيقات وفبركة بوليسية تصنعها ما وصفه بـ«الغرف السوداء». وكانت المجلة الألمانية زعمت أن اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال الحريري، تملك خيوطا تقود إلى اتهام «حزب الله» اللبناني. واستنادا إلى معلومات قالت إنها حصلت عليها من «مصادر قريبة من المحكمة الخاصة بلبنان وتم التحقق منها عبر الاطلاع على وثائق داخلية»، كتبت المجلة إن «تحقيقات مكثفة أجريت في لبنان تتجه كلها إلى خلاصة جديدة هي «السوريون لم يخططوا وينفذوا عملية اغتيال الحريري..بل القوات الخاصة التابعة لـ«حزب الله». ونقلت المجلة أن المحققين اللبنانيين وجدوا رابطا بين 8 هواتف نقالة استخدمت في المنطقة في وقت الهجوم وشبكة اتصالات من 20 هاتفا محمولا آخر يعتقد أنها تابعة للذراع التنفيذي لـ«حزب الله». وأوضح «حزب الله» في بيان أمس، بأن ما نشرته «دير شبيجل» وروجت له وسائل إعلام مرئية ومسموعة، وينسب فيه كلاماً إلى مصادر مقربة من المحكمة الدولية، حول اتهام جهات في الحزب باغتيال الحريري، عارٍ عن الصحة تماماً، وهي ليست المرة الأولى التي تعمد فيها مجلة أو صحيفة إلى نشر تلفيقات من هذا النوع، وهي ليست إلاّ فبركات بوليسية تصنعها «الغرف السوداء» ذاتها التي دأبت على مدى 4 سنوات على فبركة روايات مشابهة تتعلق بالسوريين والضباط الأربعة. وأكد البيان أن نشر هذه المقالة في «دير شبيجل» والترويج لها، هو أمر مشبوه في توقيته وتوظيفاته السياسية والنفسية وخصوصا لناحيتين: التأثير على الأجواء الانتخابية في لبنان والتغطية على أخبار وعمليات اعتقال الشبكات التجسسية الإسرائيلية. وأشار البيان إلى أن نشر هذه الاتهامات ونسبتها إلى مصادر مقربة من المحكمة الدولية، يمس بصدقية المحكمة وسلامة عملها ويوجب عليها التصرف بحزم ووضوح تجاه ناشري هذه التلفيقات الشريرة. في لاهــاي، سـارعت ناطقة باسم المحكمة الخاصة بلبنان، قائلة إن المحكمة «لا تعرف من أين جاءت» دير شبيجل بمعلوماتها عن تورط حزب الله في هذا الاعتداء. وأضافت إن «مكتب المدعي لا يصدر أي تعليق على القضايا المتعلقة بالجوانب العملانية للتحقيق». كما نفت مصادر المحكمة الدولية في بيروت صحة ادعاءات الصحيفة الألمانية، وأكدت لـ«الاتحاد» بأنه لم يصدر عن المحكمة أي موقف أو تلميح إلى مسؤولية «حزب الله» عن اغتيال الحريري، وأكدت بأنه لم تتسرب أي معلومات حول عمل المحكمة الدولية في لاهاي حتى الآن، وقالت إن المحكمة لا تعلّق على مثل هذه المعلومات غير الموثوقة والتي تمس بصدقية المحكمة. وكان هاني حمود الناطق باسم رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، رفض التعليق على تقرير المجلة مؤكدا أن التعليق ينحصر بالمعلومات التي تصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان. وردا على سؤال لوكالـة فرانس برس قال حمود «لا نعلق على أي معلومات صحفية أو أخرى ما لم تكن المعلومات صادرة عن المحكمة الخاصة» بمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري. في حين قال رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط خلال مهرجان انتخابي في المختارة خلال إعلان لائحة الشوف برئاسته ومشاركة رئيس تيار «المستقبل» «إنه يحذّر من الشائعات والأخبار والتسريبات التي تهدف إلى زرع الفتنة والضغينة والتفرقة في لبنان بعيداً عن العدل والوئام». وأبدى جنبـلاط تخوفه من لعبة الأمم التي تريد تحريف العدالة، ودعا إلى صون العدالة من الجهل والظلم والحقد والانتقام. إلى ذلك، أكد وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ أن اتهامات دير شبيغل «باطلة وخالية من الصحة» وان المحققين التابعين للأمم المتحدة لم يستدعوا أي عنصر من «حزب الله» للتحقيق معه في اغتيال الحريري.