الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجلات النسائية تثير فضول الرجال في صالونات الحلاقة

المجلات النسائية تثير فضول الرجال في صالونات الحلاقة
26 مايو 2009 01:59
الحركة تدب في مختلف أركان صالون حلاقة الرجال، مقاعد تصفيف الشعر محجوزة، غرف تنظيف البشرة مغلقة، ركن العناية بالأظافر يتناوب عليه الجالسون، بينما الأحاديث الجانبية تأخذ حيزاً من هدوء المكان، هذا هو حال صالونات الحلاقة، أمكنة يقصدها الرجال للبحث عن أسرار الجمال، وحتى يمضي الزبون وقت الانتظار بلا ملل لحين يأتي دوره، يتناول مجلة واحدة من المجلات النسائية الكثيرة المنتشرة على طاولات الصالون، بعد أن تكون قد لفتت انتباهه صورة مغنية مشهورة على الغلاف، ويبدأ بتصفحها حتى يأتي دوره. إرضاء الزبون زهير مراد صاحب صالون رجالي، يشتهر بين زبائنه بسعة الصدر وابتسامته العريضة التي لا تفارق محياه، همه في المقام الأول إرضاء الزبون وراحته، وحتى لا يشعر زبائنه بالملل هو يجلب لهم ما يسليهم، يقول: من أجل الزبائن الذين يترددون على الصالون، وحسن تمضيتهم لأوقات الانتظار، حرصت على شراء الكثير من المجلات العربية والأجنبية، النسائية تحديداً. لأنَّها، على حد قوله، تجذب الرجال بصورها ومواضيعها، مؤكداً أنَّ الكثير من الشباب يشعرون بالملل أثناء انتظارهم، والمجلة هي الطريقة الوحيدة التي لا تجعل البعض ينتظر دوره دون شعور بالضجر، وأنا أحاول شراء الكثير من تلك المجلات، خاصة تلك التي يوجد على غلافها صور فنانات ومشاهير رجال، لأنها تلفت انتباه الزبون أكثر، وهي طريقة مجدية تساعدني على الاحتفاظ بالزبائن. في المقابل أكثر ما يجذب، بحسب كلام عبد العزيز محمد، هو «وجود صورة فنانة شهيرة على الغلاف»، حيث يبدأ محمد بتصفحها أثناء انتظار دوره في الصالون مؤكداً «أنا من قراء الصحف اليومية، لكني أنتهز فرصة الانتظار عند الحلاق لأطلع على محتويات المجلات النسائية، خاصة أنها لا تتوافر لي إلا هنا». وقد أقرأ أكثر من مجلة من الغلاف وحتى آخر سطر، وكثيراً ما أحب أن أقلد تسريحة ما في المجلة، لأنها تشد انتباهي. في المقابل يؤكد محمد إن القراءة في الصالون أفضل بكثير من البيت، والسبب كما يقول: كثيراً ما يمزق أبنائي المجلات في المنزل، وقد لا أجد الوقت الكافي لقراءتها بسبب إزعاجهم، كما قد يؤدي إمعاني في صورة مطربة، ما أو فنانة على الغلاف، إلى إثــارة غيرة زوجتي، خوفاً من المقارنة بينها وبين جمال المطـربة الفلانيـة. من باب الحشرية بالنسبة لعبد السلام هاني، فإنَّ الحشرية وحدها هي التي تدفعه لقراءة هذا النوع من المجلات، كما يقول. لكن الأمر يبدو مختلفاً بالنسبة لحبيب سعيد، 38 سنة، الذي يعرف تماماً أنَّ محتويات المجلات النسائية تهم الرجل كما المرأة، لذلك هو يحرص على قراءتها، ليس فقط عند حلاقه، بل في المنزل أيضاً. أما سمير رامي، صاحب صالون رجالي آخر، فيخصص ميزانية كبيرة كل شهر من أجل شراء المجلات. والسبب كما يقول، هو «الاهتمام براحة زبائني، ولأضمن عدم شعورهم بالملل بانتظار مجيء دورهم، لذلك أحاول توفير مجلات منوعة بعضها أجنبي وأخرى عربية»، والزبائن، كما يؤكد سمير، «يستاهلون». مجلات للعائلة يستغرب أبو سامي، 30 سنة، أن تكون قراءة المجلات الموجهة للمرأة أمراً مستغرباً، فإذا تابعتها بدقة تجد أنَّ من يكتب المواضيع هم صحفيون من الجنسين، وبالتالي لم يعد الأمر حكراً على المرأة وحدها، فهي تتوجه للعائلة ككل. ويوافق هاشم سليمان،35 سنة، على أنَّ هذه المجلات عائلية الطابع موجهة للأسرة ككل، «هذا ما بدا واضحاً لي من خلال متابعتي لها عند حلاقي، خاصة أنَّ زوجتي لا تهتم بقراءة هكذا مجلات، ولا أعتقد أنَّ قراءة هذه المجلات في الصالونات الرجالية «عيب أو محرم، بالنظر إليها وما نفعله نحن الزبائن نقرأ فقط، من أجل تضيع الوقت حتى يحين موعد دورنا. ويرى فيصل حسن أنَّه كما تقرأ المرأة المجلات في الصالون، فإنَّ الرجل يقرأ تلك المجلات المتوفرة على الطاولة، وكلها مجلات تختص بالجمال والأناقة، وليس فيها صور مخلة بالآداب، وإنما ما يتعلق بأسرار الجمال، والرجل كثيراً ما تعجبه قصة ما، أو صبغة شعر في مجلة، يحب من صاحب الصالون أن يقوم بتنفيذها، مؤكداً: الجميع يبحث عن الجمال، وأنا واحد منهم، فمثل هذه المجلات لا تتوفر في البيت، وهذا ما يجعلني أتصفحها من باب التقليد لا غير، فأنا بطبعي «أحب التجديد والجديد في كل فترة». عيون زائغة أما باسم عادل (طالب جامعي) فتستهويه صفحة المطبخ، لأنَّه «من المهتمين بالطبخ، لكني لا أستطيع البوح لمن حولي، تجنباً لتعليقات الآخرين، وأكتفي بحفظ مقادير وطريقة الوصفة فقط أثناء وجودي في صالة الانتظار، وعندما تحين الفرصة أكتبها على ورقة لأجربها لاحقاً». ومن باب الفضول يتلصص البعض على صور الفتيات خاصة في صفحات التجميل والماكياج والأخبار الفنية، هذا ما يؤكده أحمد علي قائلاً «اهتمامي بهذه المجلات النسائية لا يتعدى مشاهدة الصور، والتوقف عند الوجه الحسن فيها»، ويوافقه الرأي صديقه مبارك سعيد (18 سنة) مازحاً «نأتي كلانا إلى الحلاق في نفس الوقت، لنتسلى، وبسبب ازدحام الصالون بشكل مستمر، نضيع الوقت في تقليب صفحات المجلات النسائية، وإذا شاهدت صورة جميلة أريها لصديقي وهو يقوم بالمثل، أو أخذ الصفحة وأمزقها دون علم الحلاق». في المقابل يوضح الحلاق أسعد جابر أنَّ الكثير من الشباب الذين يرتادون صالونه تلفتهم الصور، خاصة صور الفنانات، بينما لا يهتمون بالمضمون إلا في ما ندر، وعادة ما يكون التصفح سريعاً. ويجد زين طه، العامل في صالون الحلاقة، أنَّ وجود مطبوعات متخصصة للمرأة في صالون الحلاقة الرجالي قد يبدو فكرة غريبة للبعض، لكنه أمر واقع زاد من انتشاره «فضول الرجال»، لأن ما تطرحه تلك المطبوعات من مواضيع جريئة ومقروءة يمثل عامل جذب بالنسبة للرجال، والسبب كما يؤكد زين، هو «غياب الصحافة الرجالية» .
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©