جهاد هديب (دبي)- “غداً سيثار غبار هنا. سوف تبدأ الساحة بالامتلاء بالحجارة، بعد أن تعلو أصوات طرقات الأزاميل عندما تهوي على الرخام”، بهذا المعنى كان ذلك الرنين الذي أعقب ضربة بمطرقة على قطعة من الرخام، كانت تحملها يد معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مؤذناً بافتتاح ملتقى “نحت دبي 2013” الذي تقيمه ندوة الثقافة والعلوم في مقرها في الممزر بدبي، بدعم من (دبي للثقافة) ويستمر حتى العاشر من الشهر المقبل، بمشاركة خمسة عشر نحاتاً إماراتياً وعربياً من ثلاث عشرة دولة.
تلك العبارة قالها أحد النحّاتين المشاركين، أما الافتتاح فكان صحبة سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، وبلال البدور نائب رئيس مجلس الندوة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الثقافة والفنون، وأعضاء المجلس وأعضاء اللجنة المشرفة على الملتقى، والنحاتين المشاركين، وسط حضور إعلامي لافت.
قبل تلك اللحظة التي أعلنت ولادة أول ملتقى للنحت يُقام سنوياً في الإمارات وتحتضنه دبي في مثل هذا الوقت من كل سنة، تحدثت “الاتحاد” إلى العديد من النحّاتين المشاركين حول أعمالهم والأفكار التي سوف تتأسس عليها أفكارهم، ولأن النحت، بطبعه، أمر متروكة حصيلته النهائية للعمل والظرف المحيط به ولتأثر النحّات بما حوله وبما أعده هو خصيصاً لهذا الملتقى، فقد كان من الصعب الحديث عن أشياء لا تزال في رحم الغيب أو المخيلة أو حتى العدم.
إنما، وعلى وجه الإجمال، فإن عدداً من النحّاتين رفضوا الحديث عن هذه الأعمال، لأنها بحسب رأي الكثير منهم سوف تتخلق أشكالها وتتحول وتطرأ عليها تغييرات من البدء في العمل، فالنحت بتوصيف النحّات والشاعر سهيل البدور، يشبه الشعر كثيراً إذ عندما تشرع بكتابتها، فإنك لا تدرك مآلاتها إلا عندما تنتهي منها وتسميها، بعد أن تكون هي قد أسمتك.
لكن كان واضحاً أن اللحظة السياسية الضاغطة على أي “كائن” عربي سوف تكون حاضرة، إن بهذا الشكل أو ذاك، وكذلك الاستقاء من موضوعات محلية جاء بها النحاتون إما في اسكتشاتهم أو في نماذج من الورق المقوّى. أيضاً الاستلهام من التراث المعماري وعناصره وتفاصيله، أشار آخرون إلى أنها ستكون فاعلة أيضاً وربما يتم تجسيدها كما هي أو يتم الاشتقاق منها.
عدد اليوم
