الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايا الوَلايا !...

26 مايو 2009 02:11
يُقال بأنَّ المرأة تستطيع الكلام والاستماع في آن واحد، كذلك في مقدرتها التركيز والتحليل، لأنَّها غالباً ما تميل إلى «الفضفضة» والبوح أكثر من الرجل، فهي أقل عرضة منه للاكتئاب والتوتر، أو الإصابة بالأمراض النفسية والجلطات الدماغية أو القلبية، كما يُقال، بينما الرجل أكثر منها ميلا ً إلى الصمت، أو الكتابة، أو القراءة، أو الهروب، كوسيلة «للتنفيس»والتعبير! لم أكترث لهذه المعلومات «العنصرية» الافترائية، وأنا دائماً ما أستند في تقصّي معلوماتي، إلى الدراسات والقراءات الميدانية، أو التجارب الإنسانية الواقعية، فهنا يمكنني البناء والاقتناع! وقد وجدت أنَّ الرجل لا يختلف عن المرأة في تعرضه لداء «الثرثرة»، بل على العكس، بدا هذا الداء «مستفحلاً» عند رجال هذا الزمان، مكرسيّن سلوكاً اجتماعياً جديداً، غير حضاري، يضع الرجولة في حرج كبير، أمام تهمة قديمة، التصقت بالمرأة زوراً، أو انتقاماً! لست معنيّة برصد أو قياس ثرثرة الرجال ودرجاتها، ولكن لديَّ ما يمكنني قوله، في ما يخص «البعض» من بنات جنسي، اللاتي أبدَين شطحاً وتمادياً ملحوظين في هذا الجانب، الذي لا يليق بهن، وبدافع غيرتي عليهن، لكونهن امتداداً للحياة والعطاء، ورمزاً من رموز الطهر، والحياء والعفة، والذوق، فكيف بهن، وهن الملهمات على مدى العصور، منجبات ومربيات الأجيال، وبالتالي فإنَّ السلوك المنتظر منهنَّ يوازي كل تلك القيم والمُثل، التي ترتقي وتسمو بالإنسان عامة، وليس بالمرأة فقط! من المُحزن أن تهتم المرأة بأناقة المظهر واللباس، وتتجاهل، أو تتراجع في اتجاه أناقة وتهذيب الروح والفكر واللسان، بمراعاة التفريق بين المسموح الخوض فيه سراً وفي الأماكن العامة، حتى بات من الضرورة بمكان، «لفت» انتباههن لهذا الانحدار السلوكي الصارخ، من عدم توفير الفرصة، أو المناسبة أو المكان، لممارسة طقوس النميمة في كل صورها، بالخوض في أمور لا تليق، و»سردها» دون أدنى حرج من قبلهن، والذي قد يوقع «بعضهن» في أضرار لا يدركن عواقبها إلا متأخرين، أولاها، تراجع نظرة الاحترام لهن، وإعطاء الآخرين الفرصة لإحراجهن علناً، بفعل انحسار منسوبهن من الحياء! أربكني، بل صدمني، مشهد عبارة عن «ديو دراما»، لسيدتين في غاية الأبهة والأناقة، وبسيناريو «حُر»، في «لوكيشن» صغير، كان غرفة لانتظار المرضى، وعلى مدار ساعة ونصف الساعة من الإثارة، كان «الفيلم» جديراً بأن تُشارك فيه «البطلتان»، في مهرجان «كان» السينمائي الأخير، لينافس ليس على السعفة الذهبيةّ، بل على «النخلة البلاتينية»!!! لم يكن خروجاً عن «النص» والمألوف، بقدر ما كان خروجاً عن الذوق والحياء والحشمة، وجهلاً بأبسط قواعد»الإتكيت»، وحُسن التصرف في الأماكن العامة. بعد أن دارت رأسي، وقلبت معدتي من إزعاجهن، ومواضيعهن المتشعبة، وإسهابهن «الدقيق» فيها، ووسط هذه «المعمعة»، تذكرت أني قرأت يوماً عن عادة أصيلة في طقوس زواج الفتيات لدى إحدى القبائل الإفريقية، حيث يتم ثقب لسانها لتعليق خاتم الزواج به، ومن ثم يُربط به خيط، في حال بدأت الزوجة بتشغيل سمفونية «صراع البقاء» و»النق» اليومي، يقوم الزوج بشد الخيط، كإشارة منه إلى إزعاجها له، وبأنها بالفعل قد «مصْختها»!!! *همسة : «بالمال يمكن شراء أشياء كثيرة، إلا احترام الآخرين»! فاطمة اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©