الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يناقشون علاقة الأنماط الحياتية والغذائية بصحة الإنسان

21 فبراير 2012
أبوظبي (الاتحاد) - انطلقت صباح أمس فعاليات المؤتمر الحادي عشر للمرأة الذي تنظمه الإدارة المركزية لرعاية الأمومة والطفولة في وزارة الصحة تحت شعار “الغذاء الصحي والنشاط البدني تحديات اليوم.. من المسؤول؟”، الذي يعقد تحت رعاية معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وزير الصحة بالإنابة، ويستمر ليومين. افتتح المؤتمر الدكتور سالم عبد الرحمن الدرمكي وكيل وزارة الصحة بالإنابة، وألقى كلمة نيابة عن معالي وزير الصحة بالإنابة. وقال في كلمته إن مجال التغذية في دولة الإمارات حظي باهتمام كل الجهات المعنية وذلك لارتباطه الوثيق بصحة وسلامة الإنسان. فالتغيرات التي طرأت على الأنماط الحياتية والسلوكيات الاجتماعية خلال العقود الماضية أدت إلى تبني مفاهيم وممارسات تغذوية خاطئة، ما أدى إلى تغيير واضح في الأنماط المرضية المرتبطة بالتغذية والغذاء. وقال الدرمكي إن الأنماط المرضية تغيرت خلال السنوات الماضية بصورة واضحة، حيث أصبحت الأمراض المزمنة تشكل المسببات الرئيسية للمرض والوفاة وتؤدي إلى عبء مرضي كبير كان له تأثير واضح على مستوى الخدمات الصحية، نظراً لأن الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان وبعض أمراض الجهاز التنفسي عالية التكلفة وتتطلب علاجاً طويل الأمد. وذكر أن هناك علاقة وثيقة بين معدلات حدوث الأمراض المزمنة والنظام الغذائي والنشاط البدني، مشيراً إلى أن الأمراض المزمنة أصبحت تمثل أكثر من 60% من العبء المرضي في العالم وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية. ولفت إلى أنه إذا لم يتم التدخل للحد من حدوث هذه الأمراض من خلال استراتيجيات عالمية طويلة المدى، فإن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن تزيد معدلاتها بحوالي 17% خلال العشر سنوات المقبلة، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية أقرت في دورتها رقم 57 في مايو 2004 في جنيف الاستراتيجية العالمية، بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة وهي الاستراتيجية التي من شأنها أن تحد من العبء المرضي لهذه الأمراض على المدى الطويل. وأوضح الدرمكي أن دولة الإمارات بادرت بتقييم الوضع الداخلي في الدولة من خلال إجراء دراسات وبحوث مثل البحث العلمي للصحة بين طلبة المدارس بالتركيز على السمنة وزيادة الوزن والنشاط الحركي، والدراسة الوطنية حول الأنماط التغذوية ودراسة معدلات الإصابة والوفاة الناتجة عن داء السكري. وأشار إلى أن الأنماط الصحية من ممارسة الأنشطة البدنية والحركية والتغذية السليمة مسؤوليتنا جميعاً، داعياً إلى تكاتف الجميع وبذل الجهد لتعزيز الأنماط الصحية الحياتية السليمة بين جميع أفراد المجتمع. وقال إن دولة الإمارات أولت اهتماماً حقيقياً لصحة المرأة باعتبارها المحور الأساسي للأسرة التي يقوم عليها المجتمع وهو حق اكتسبته عن جدارة واستحقاق. وقالت الدكتورة هاجر الحوسني مدير الإدارة المركزية لرعاية الأمومة والطفولة في وزارة الصحة، إن المؤتمر يعتبر منصة حوارية مفتوحة لطرح كل القضايا الحياتية التي تهم المرأة في مراحل العمر المختلفة، حيث إن الاهتمام بالمرأة ينعكس إيجاباً على صحة واستقرار الأسرة والمجتمع بأسره. وذكرت الحوسني أن المنظمات الصحية الدولية أولت اهتماماً بالغاً للأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والتي تعد أهم المسببات للوفيات في العالم، حيث تتسبب في 60% من مجموع الوفيات العالمية وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن تلك الوفيات ستتزايد بنسبة 17% في كل ربوع العالم عند عام 2015. وأوضحت أن الاهتمام واضح من قبل القادة في العالم بهذا الموضوع، مشيرة إلى أنه تم عقد المؤتمر العالمي في الأمم المتحدة خلال سبتمبر 2011، وأظهر من خلاله جميع الخبراء والمتحدثين المشاركين بالغ القلق من زيادة معدلات الإصابة بهذه الأمراض، والتي ترجع للعديد من الأسباب التي يمكن تجنبها وفي مقدمتها السلوكيات الغذائية الخاطئة وقلة النشاط البدني وعدم الحركة. ولفتت إلى أن المؤتمر يركز على عدة موضوعات حيوية أخرى منها تأثير الغذاء على الجمال ودور الإعلام في تشكيل السلوك الغذائي وأسس التغذية في القرآن، وكذلك السلوكيات والعادات الغذائية التي يجب اتباعها منذ الصغر لتفادي الإصابة بالأمراض المزمنة عند الكبر. وقالت إن المؤتمر يحظى بمشاركة نخبة من الأساتذة والمتخصصين في مجال التغذية والنشاط البدني والسلوكيات الحياتية ما سيكون له بالغ الأثر في تحقيق الغايات والأهداف المرجوة منه، مشيرة إلى أن الدراسات أثبتت فعالية التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان وغيرها وتجنب الوفيات المبكرة. وأوضحت أن مرض السكري من الأمراض الأكثر انتشاراً في دول الخليج وأن الوقاية من هذا المرض ترتكز أساساً على ثلاثة مرتكزات رئيسية، وهي ممارسة الرياضة، والحفاظ على الوزن، والأكل الصحي الخالي من الدهون. وتشارك في المؤتمر الذي يختتم أعماله مساء اليوم نخبة من المتخصصين، وتناولت الجلسات العلمية في اليوم الأول المواضيع المتعلقة بالغذاء السليم والنشاط البدني ودور وسائل الإعلام في توعية السكان بأهمية الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة وكيفية الوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة، من خلال ست جلسات علمية متخصصة. وتحدث الدكتور مجدي نزيه عزمي استشاري تغذية (المعهد القومي للتغذية بمصر)، حول السلوكيات والعادات التي يجب أن نتبعها منذ الصغر لتفادي الأمراض المزمنة عند الكبر. وحول أهمية النشاط البدني للحماية والوقاية من المشاكل الصحية لجميع الفئات العمرية، تحدث الدكتور أسامة كامل اللالا اختصاصي الأنشطة والصحة البدنية (وزارة التربية والتعليم بالإمارات)، والدكتورة عائشة الظاهري استشارية تغذية (جامعة الإمارات) عن الاستخدام الأمثل للفيتامينات والأملاح المعدنية. كما كانت هناك محاضرات حول تأثير الزراعة الصناعية على صحة الإنسان والأطعمة الجامدة في غذاء الأطفال وكيفية إدخالها وعلاقتها بالحساسية. وتتناول محاضرات اليوم الثلاثاء موضوع مرض السمنة في الوطن العربي وزيادة ونقص الوزن، والحمية الغذائية والنشاط البدني.. التحديات والحلول، والتغذية السليمة والنشاط البدني والجمال والتغذية السبيل الأمثل للوقاية من الشيخوخة المبكرة، والقرآن والتغذية. كما تتناول جلسات المؤتمر التحديات المختلفة التي تعوق التغلب على بعض الأمراض نتيجة سوء التغذية واتباع سلوكيات غذائية غير سليمة، وتحديد المسؤولية المجتمعية للحفاظ على مجتمع صحي خاصة فيما يتعلق بصحة المرأة والطفل والأسرة جميعاً. الخبراء: الزراعات الكيماوية تسببت في تفشي الأمراض المزمنة والسرطان أبوظبي (الاتحاد) - حذر مشاركون بالمؤتمر من الآثار المدمرة للزراعات الصناعية التي تعتمد على الأسمدة الكيماوية والمبيدات على الصحة العامة للإنسان، والتي أدت إلى التأثير على مناعة الجسم وضعفه في مقاومة الأمراض. وأكد المشاركون أن معظم الأمراض المزمنة ناتجة عن خلل وراثي، لافتين إلى أن العضو أو البدن الضعيف الذي يعاني من نقص عناصر غذائية لا يقوى على مقاومة الأمراض. وأشار المشاركون إلى أن السماد الكيماوي يقتل 50 ألف دودة أرض في كل 4 آلاف دونم، وأهمية وجود دود الأرض تكمن في قدرته على جعل النبات يمتص 11 عنصراً نادراً يحتاجها النبات، والتي تنتقل للإنسان عند التغذية عليها، وفقدانها يؤدي إلى نقص في تغذية النبات والإنسان. وكشفت ورقة علمية قدمها الدكتور جميل القدسي عن أن نقص عنصر الزنك وهو من العناصر النادرة التي تسهم في 70 نوعاً من الأنزيمات التي يحتاجها جسم الإنسان، تؤدي إلى الإصابة بالتقزم وضعف النمو، والسكري وأمراض عدة وينتشر نقص الزنك في عدة بلدان منها مصر والأردن وإيران، وأن دراسة أجريت على قرية كل أطفالها مصابين بالتقزم وضعف النمو تبين بعد فحص التربة، أنها خالية من عنصر الزنك. دور وسائل الإعلام في تشكيل السلوك الغذائي أبوظبي (الاتحاد) - كشف الدكتور عبدالرحمن عبيد عوض مصيقر أستاذ علوم التغذية والمتخصص في مجال تغذية الإنسان والصحة العامة ومدير المركز العربي للتغذية بمملكة البحرين، أن وسائل الإعلام المختلفة تسهم في ترويج العديد من المفاهيم الغذائية الخاطئة وبخاصة من خلال الذين يدعون المعرفة في التخصص في علوم التغذية وهم غير ذلك، معربا عن أسفه لعدم تحقق وسائل الإعلام من صحة المؤهلات العلمية لهؤلاء المدعين. كما أن بعض هؤلاء يستغل الجانب الديني في ترويج معلومات مغلوطة، وذلك بإقحام الدين الإسلامي في التغذية بطريقة غير علمية وأحياناً غير واقعية. وقال: تلعب وسائل الإعلام دوراً رئيسياً في الكثير من السلوكيات الغذائية في المجتمع، ومن أهم هذه الوسائل التلفزيون والإنترنت والمجلات الأسرية والكتب، وتكمن خطورة هذه الوسائل في ترويج البدع الغذائية ما يؤثر سلباً في المعلومات الغذائية للأفراد، ويساعد في العلاج الغذائي دون الرجوع إلى الطبيب، ويؤثر في قلة تناول الأغذية الصحية. وأوضحت الدراسات أن الذين يشاهدون التلفزيون لمدة طويلة (أكثر من ساعتين) يكونون أكثر ميلاً لاستهلاك الأطعمة السريعة، وأكثر استعداداً للإصابة بزيادة الوزن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©